تشكل قضية الحصول على جواز سفر بالنسبة للمواطن السوري، هاجسا مستمرا منذ سنوات، مقيما داخل الأراضي السورية أو في دول اللجوء، فعلى الرغم من الوعود العديدة التي أطلقتها حكومة دمشق لحل الأزمة، ما يزال أمر الحصول على جواز سفر بالغ الصعوبة بالنسبة للسوريين.

أزمة حجز المواعيد

وخلال الساعات الماضية تصدرت أزمة الجوازات حديث السوريين في مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد “عطل تقني” أصاب منصة الحجز الإلكترونية، الخاصة بمنح مواعيد للحصول على جوازات السفر في سوريا.

وتداول السوريون عبر الإنترنت، صورا لمحاولاتهم الحجز عبر المنصة الإلكترونية، مؤكدين أن مواعيد الحجز لم تكن منطقية، بسبب المواعيد البعيدة جدا، فيما حصل بعضهم على مواعيد فائتة أصلا وغير صالحة.

وحصل أحد السوريين على موعد فائت للحصول على جواز سفر، حيث كان تاريخ الموعد عام 1969، فيما حصل الكثيرون على مواعيد بعد عامين أو ثلاثة أعوام من الآن، فوصلت مواعيد الحجز إلى عام 2025.

قد يهمك: انخفاض الطلب يكسر أسعار الفروج في سوريا

وقال وسام موسى الذي شارك تجربته عبر فيسبوك: “بعض الحجوزات مدتها سنة من الآن.. بالإمارات سبع دقائق بالضبط بيكون جواز السفر جاهز.. على هالحالة الواحد يحسب حساب و ويسجل دور و يحط حجز ل زوجته المستقبلية وطفله إذا هيك، طالما بدو سنة ليجي الدور“.

وأكدت العديد من المصادر أن جميع المواعيد التي تم حجزها مؤخرا، لأعوام قادمة، سيتم إلغاؤها بدعوى وجود “عطل تقني” في موقع منصة الجوازات، حيث نقلت صفحة “قذيفة هاون في دمشق” عن خبير تقني، تأكيده إلغاء جميع المواعيد المحجوزة قريبا.

وأنشأت حكومة دمشق قبل أشهر منصة جديدة للتسجيل و الحصول على جوازات السفر داخل القطر وخارجه برسوم حددتها دائرة الهجرة والجوازات.

وبلغت رسوم جواز السفر العادي للمواطنين داخل القطر 50 الف ليرة سورية، و يحتاج حجز دور على منصة حجوزات جوازات السفر ثم التوجه لدوائر الهجرة والجوازات لتقديم الطلب في الموعد المحدد.

وحددت الحكومة السورية رسوم جواز السفر الفوري للمواطنين داخل القطر 102000 ليرة سورية .

 وحددت دمشق رسوم جواز السفر للمقيمين خارج القطر و الذين يرغبون بتجديد جوازاتهم عن طريق ذويهم المقيمين داخل القطر بمبلغ 300 دولار رسوم جواز السفر العادي للمغتربين خارج القطر و800 دولار للجواز المستعجل خارج القطر.

وبعد نحو ثلاثة أشهر من بدء عمل البوابة، اشتكى معظم السوريين من “استحالة” حجز الموعد، واعتبرها كثير منهم بوابة للسرقة، بينما قال آخرون إنها عقبة يضعها النظام السوري لإيقاف الهجرة المتزايدة.

الجواز السوري الأسوأ

ويحتل جواز السفر السوري المرتبة الثالثة بين أسوأ عشرة جوازات في العالم، وفق مؤشر “هينلي لجوازات السفر” للربع الأول من العام الحالي، إذ يُسمح لحامليه بدخول 29 دولة فقط دون الحاجة لاستخراج تأشيرة دخول.

كما تستمر أزمة الحصول على جواز السفر داخل سوريا، وفي معظم السفارات السورية حول العالم، ما يدفع العديد من السوريين للاستغناء عن جواز السفر في حال استطاعوا ذلك، بينما يُجبر كثيرون على دفع مبالغ طائلة مقابل استخراج الجواز، أو تجديده.

قد يهمك: زيادة قريبة للرواتب في سوريا.. هذه التفاصيل

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.