يواجه السوريون في المناطق السورية صعوبة في التغلب على أزمات ارتفاع الأسعار المتكررة، فبدأت العائلات السورية بحذف العديد من الأصناف الاستهلاكية من قائمة المشتريات الشهرية، بهدف التوفيق بين الدخل والمصروف.

عضو لجنة مربي الدواجن في دمشق حكمت حداد، كشف عن انخفاض معدلات استهلاك منتجات الدواجن في سوريا، “نتيجة ضعف القوة الشرائية للمواطن إضافة إلى تركيز المواطنين خلال الفترة الحالية على شراء البازلاء والفول والثوم من أجل المؤونة ونتيجة لذلك نجد أن أسعار الفروج تنخفض في السوق“.

واعتبر حداد في تصريحات لصحيفة “الوطن” المحلية، أن المربين يعانون من الخسارة في الوقت الراهن، “إذ أن كيلو الفروج يكلف المربي بحدود 7500 ليرة وتم تحديد سعر الكيلو في النشرة التموينية الأخيرة بـ7200 ليرة، لذا فإن المربي وفقاً للأسعار المحددة في النشرة التموينية يعتبر خاسرا“.

قد يهمك: زيادة قريبة للرواتب في سوريا.. هذه التفاصيل

ولفت حداد إلى أن العديد من المسالخ لجأت خلال الفترة الماضية، إلى تخفيض أسعارها من أجل تصريف البضائع الموجودة لديها، مشيرا إلى أن المسالخ تستجر الفروج من المربين بسعر أقل من التكلفة، حيث تشتري كيلو الفروج بسعر 6500 ليرة، الأمر الذي كبد المربين خسائر كبيرة خلال الأيام العشرة الماضية.

اللحوم الحمراء

ويعتبر الارتفاع الأخير في أسعار اللحوم جنونيا، فقبل ثلاث سنوات، كان يباع كيلو لحم الغنم القائم “قبل الذبح” بمبلغ 2400 ليرة، أما الآن فقد ارتفعت الأسعار بمعدل 5- 6 أضعاف، وهو ما جعل معظم العائلات لا تفكر في الأصل أو تجرؤ على شراء اللحم.

ويؤكد لحّامون في سوريا أن: ” الغلاء الفاحش أصاب هذا القطاع بنسبة عالية من الجمود ما أدى لتوقف العديد من زملاء المهنة عن العمل، بعد بيعهم لمعداتهم وتسليم المحال المستأجرة لأصحابها.

ويقول زكريا جليلات وهو لحّام يعمل في حلب لـ“الحل نت“: “من يشتري اللحوم الحمراء حاليا، هم المواطنون الميسورون، ونسبتهم لا تتجاوز 10 بالمئة فقط إن لم تكن أقل، نسب البيع تراجع، لذلك لجأنا لبيع لحم الفروج إلى جانب اللحم الأحمر“.

وألغت معظم العائلات السورية  اللحوم الحمراء، من قائمة المواد الغذائية في منازلهم، واتجهوا إلى البدائل، لا سيما لحم الدجاج الأبيض الذي يعد أرخص، نوعا ما، من اللحوم الحمراء، فيما يؤكد البعض أنه لا يقوى حتى على شراء لحم الدجاج في ظل الارتفاع المستمر في أسعاره هو الآخر.

أزمة محروقات

وساهمت أزمة المحروقات التي تعيشها البلاد، في ارتفاع أسعار معظم السلع والخدمات في البلاد، وذلك في وقت لا يحصل فيه أصحاب المهن والمنشآت على مخصصات كافية من المحروقات لإنجاز عملهم.

وفي محاولة للتهرب من المسؤولية، هاجم وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك قبل أيام، من سماهم “لصوص التجار بالمازوت والبنزين في السوق السوداء“، معتبرا أنهم السبب الرئيسي في أزمة نقص المواد النفطية.

وقال سالم في تصريحات نشرتها صفحة الوزارة عبر فيسبوك: “لقد تجاوز لصوص التجار بالمازوت والبنزين في السوق السوداء حدا لا يمكن السكوت عنه“.

وهدد الوزير كل من يبيع مخصصاته من المحروقات في السوق السوداء، بالسجن مدة تصل إلى 7 سنين.

ويؤكد خبراء اقتصاديون، أن أزمة المحروقات في سوريا مؤخرا مرتبطة، بتراجع الإمداد الروسي لسوريا بالنفط، بعد غزو أوكرانيا، في حين تراها إيران فرصة للضغط على دمشق عبر المشتقات النفطية، لتحصيل مكاسب، متعلقة بالقطاعات الاقتصادية لا سيما في الكهرباء.

قد يهمك: كيلو الثوم أرخص من كيس “شيبس” بسوريا.. ما القصة؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.