يواجه القطاع الصحي في سوريا خطر الانهيار، مع استمرار تراجع مستوى الخدمات في المشافي وهجرة الكوادر الطبية، حتى وصل الأمر إلى تراجع جودة الخدمات في المخابر الطبية، فضلا عن الارتفاع الكبير في أسعارها، الأمر الذي أدى إلى عزوف المرضى عن زيارة المخابر.

رئيس هيئة المخابر الطبية السابق غسان شنان، أكد أن ارتفاع أسعار الخدمات والتحاليل في المخابر الطبية، يعود إلى أن “معظم المواد المستخدمة في المخابر هي مستوردة، وتتأثر بسعر صرف الدولار أمام العملة المحلية“.

وقال شنان في لقاء مع إذاعة “شام إف إم” الأربعاء إن زيارة المخابر من قبل المرضى تراجعت كثيرا خلال السنوات الماضية، وذلك على الرغم من أهمية عمل المخابر في مساعدة الأطباء على تشخيص الأمراض وتحديد حالة المريض بدقة.

قد يهمك: الإنترنت يُخيف التُجّار في سوريا.. ما الأسباب؟

وأضاف شنان “المواطن غير قادر على تحمل كلفة المخابر الطبية، ونتيجة لارتفاع الأسعار أصبحت بعض المخابر تستخدم مواد رخيصة وذات جودة منخفضة، ما تسبب بتراجع مستوى الخدمات المقدمة في المخابر“.

غياب الرقابة

وأشار شنان إلى غياب الرقابة على عمل المخابر، وذلك بسبب إلغاء هيئة المخابر الطبية بقرار من وزارة الصحة، الأمر الذي “لا يوجد له مبرر” حسب قوله.

وحول أسعار التحاليل في المخابر، أوضح شنان أن تكلفة تحليل “ما قبل الزواج” أصبحت تصل إلى مئة ألف ليرة سورية، فيما تبلغ كلفة تحليل السكر 2500 ليرة، بعدما كان لا يتجاوز مئة ليرة قبل عام 2011.

في حين تبلغ كلفة تحليل فيتامين سي 30000 ليرة، وتحليل فيتامين ب12 30 ألف، ,تحليل هرمونات الدرق 18000.

قطاع الصحة في خطر

ويشهد القطاع الطبي الحكومي في مناطق سيطرة الحكومة السورية، أوضاعا سيئة، تتمثل بـ“الإهمال في تقديم الرعاية اللازمة للمرضى“.

نقيب الأطباء في محافظة ريف دمشق خالد موسى، حذر من زوال بعض الاختصاصات الطبية في المحافظة، نتيجة الهجرة المتواصلة للأطباء إلى خارج البلاد، مشيرا إلى أن النقابة قد تلجأ لاستقطاب أطباء أخصائيين من الخارج بهذه الاختصاصات.

الهجرة وصلت للممرضين

مسؤول السلامة المهنية في مشفى “الباسل” بدمشق سعد الدين الكردي، أكد أن الهجرة في القطاع الطبي، طالت مؤخرا الممرضين، إلى بلدان أخرى كالعراق ولبنان، لافتا إلى إن بعض المشافي فقدت ما يقارب 50 بالمئة من موظفيها خلال العشر سنوات الماضية.

وأوضح الكردي في تصريحات لإذاعة “ميلودي إف إم” الثلاثاء أن “الكوادر الطبية لا تحصل على الأجور والتعويضات اللازمة“، ما دفع العاملين في القطاع الطبي إلى البحث على أي فرصة للهجرة والعمل في دول أخرى.

ونتيجة لهجرة الممرضين لفت الكردي، إلى أن بعض المشافي شهدت تأدية المستخدمين أو أشخاص غير مؤهلين ليقوموا بعمل الممرضين بسبب النقص، وحول أجور الممرضين اعتبر أن “الممرض عليه أن يعمل ثلاثة أيام حتى يشتري وجبة طعام“.

قد يهمك: جديد جواز السفر في سوريا.. السفر عبر الزمن ضروري!

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.