الأدوات الكهربائية، ترتفع أسعارها في سوريا بشكل فصلي، فمع بداية الشتاء ترتفع أسعار مدافىء الكهرباء، بينما تزداد أسعار المكيفات ومراوح التبريد مع بداية الصيف، لتزيد من معاناة السوريين الذين ليس لدى معظمهم إمكانيات مادية لشراء هذه الأدوات بأسعار مرتفعة للغاية.

ومع بداية فصل الصيف، ارتفعت درجات الحرارة في عموم المحافظات السورية، إذ وصلت خلال هذه الفترة في العاصمة دمشق إلى 31 درجة مئوية، ويبدو أن سوريا ستشهد صيفا حارا آخر، حيث تشير التنبؤات المتعلقة بالأحوال الجوية في البلاد إلى أن سوريا مع موعد صيفي طويل وحار مثل العام الماضي 2021، وقد يمتد ليغطي فصل الخريف المقبل، مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، بحسب متابعة “الحل نت”.

سباق رفع الأسعار

مع بداية الصيف يدخل التجار في سباق مع رفع أسعار المستلزمات، مستغلين حاجة المواطنين إليها واضطرار الكثيرين لشرائها مهما بلغ سعرها، إذ لم يكد ينتهي فصل الشتاء الذي أنهك المواطنين من تأمين وسائل التدفئة بدءا بالمازوت والغاز وانتهاء بالسجاد والأغطية التي حلّت ككل عام كرديف أساسي في تأمين الدفء للكثيرين ممن لم يحالفهم الحظ بتأمين المحروقات، حتى دخل المواطن في سباق صيفي حار مع أسعار المراوح التي ارتفعت أكثر من ضعفي ثمنها العام الماضي، علما أن سعر الصرف كان مستقرا على مدى الأشهر الماضية، بحسب موقع “صاحبة الجلالة” المحلي.

وبحسب الموقع تشهد الأسواق انفلاتا في أسعار الأجهزة الكهربائية دون أي ضوابط أو رادع حقيقي، إذ بدأ التجار موسم الصيف بضرب أسعار الألبسة والأدوات الكهربائية الصيفية بأرقام خيالية تختلف من محل لآخر ومن شارع لآخر لأسباب كثيرة تبدأ بمزاج التاجر وتنتهي بأجرة محله التي يتحمل دفعها جيب المواطن في كل مرة.

أما بالنسبة لأسعارالتجهيزات والبطاريات الخاصة بتشغيل الأجهزة الكهربائية خلال فترة انقطاع الكهرباء تجاوزت المليون ليرة لأدنى نوعية، إذ وصل سعر بعض البطاريات الكبيرة الخاصة بتشغيل التلفاز والإضاءة المنزلية خلال فترة القطع إلى 4 ملايين حسب جودتها، في حين وصل سعر بعض المراوح إلى 400 ألف، ليؤكد أصحاب المحال أن ارتفاع سعر الكثير من الأدوات لا يتناسب مع الجودة التي فُقدت في الصناعة المحلية.

 فارتفاع سعر القطعة يتوقف على المواد الأولية والتي يستوردون الكثير منها، إضافة إلى مستلزمات الصناعة المرتفعة بشكل دوري، كذلك ارتفاع أجور اليد العاملة ونقل البضائع، الأمر الذي يحتم ارتفاع سعر الأجهزة الكهربائية أسوة بباقي السلع والمنتجات في السوق المحلية، وهذا ما أجبر الكثير من المواطنين للتوجه إلى شراء الأدوات الكهربائية المستعملة والتي وعلى الرغم من استهلاكها لسنوات إلا أنها تُضاهي وتفوق في الكثير من المطارح المنتج الجديد نفسه اليوم، ذلك أن المواد الداخلة في صناعتها سابقا أفضل وبأسعار أقل، الأمر الذي يبرر ارتفاع سعر الأدوات الكهربائية القديمة أيضا التي مازالت تحتفظ بألق الصناعة قديم، بحسب الموقع.

إقرأ:الأدوات المنزلية والكهربائية تعاني بسوريا.. غياب الكهرباء ليس السبب الوحيد

التكييف مع فصل الصيف

سوق المراوح والمكيفات يشهد إقبالا لا بأس به، الأمر الذي برره أحد التجار باعتمادهم على زبائنهم من طبقة الأثرياء والفئات التي استطاعت تركيب ألواح طاقة شمسية، الأمر الذي أدى لارتفاع سعر المكيفات الجديدة والتي تبدأ بمليوني ليرة وتزداد ارتفاعا مع زيادة كل طن تبريد، إضافة إلى ارتفاع سعر مجمد الثلج بأحجامها المتعددة والتي لاقت إقبالا عليها خلال السنوات الأخيرة أكثر من السابق نتيجة حاجة الناس إلى “المونة” وعدم قدرتهم على حفظ المواد الغذائية في البرادات العادية نتيجة القطع المستمر ولساعات طويلة خلال اليوم، الأمر الذي أفسد “مونة” معظم المواطنين ممن وجدوا الحل الأسلم بهذه الوسيلة التي تجاوز سعرها أيضا المليوني ليرة، إضافة لارتفاع سعر تعبئة الغاز بها ليصل في بعض المناطق إلى 200 ألف ليرة.

وحسب تقرير سابق لـ”الحل نت”، فإن المكيفات لم تحافظ على أسعارها بل ارتفعت بنسبة 50 إلى 100 بالمئة بحسب نوعيتها، إلى جانب أجرة تركيبها ونقلها التي تختلف من مكان إلى آخر.

فقد تراوحت أسعار المكيفات في سوريا اليوم من 1.5 مليون ليرة سورية حتى 6 ملايين ليرة، بحسب الجودة والنوع وحجم التبريد، في الوقت الذي وصلت فيه أسعار المراوح إلى 350 ألف ليرة.

وتختلف الأسعار بحسب النوعية، حيث يكثر الطلب على مكيفات الواحد طن في البيوت الصغيرة، والـ 2 طن في البيوت الأكبر حجما، والتي تتراوح أسعارها بين 3 ملايين و4 ملايين ليرة “هنديكو” أو “ريفيرا” أو “صقر”، وقد تزيد إن كانت من أنواع “سامسونج أو هاي لايف أو إلـ جي” إلى 5 أو 6 ملايين ليرة.

أما بالنسبة لأسعار المكيفات المستعملة، فتبدأ بـ 500 ألف ليرة سورية للطن الواحد، و 750 ألف ليرة للطن ونصف، إلا أنه راكب ومكفول، كما أن أسعار الصيانة زادت بنسب 25 بالمئة لا أكثر في محاولة لجذب الزبائن، حيث وصلت كلفة تعبئة الغاز إلى 110 آلاف ليرة، وفتح بواري المكيف المسدودة بـ 125 ألف ليرة، أما لحام النحاس مع تعبئة غاز فبـ 175 ألف ليرة، أما لحام الألمنيوم فبـ 140 ألف ليرة.

قد يهمك:مع بداية الصيف في سوريا.. ارتفاع في أسعار المكيفات

ومن الجدير بالذكر، أن مدير الجمعية الفلكية السورية الدكتور محمد العصيري، قال في وقت سابق، أن هناك ملامح ودلالات من خلال بعض المؤشرات، كتلك المرتبطة بنسبة غاز ثاني أكسيد الكربون والميتان المنطلق بالجو، إضافة إلى ما شهده شهر نيسان/أبريل الفائت من ارتفاعات في الحرارة، بالرغم من أنه من أشهر الربيع، والتقلّبات المناخية الحادة والسريعة خلاله، إلا أننا لا نشعر بحرارته مثل فصل الصيف لانخفاض الرطوبة خلال الربيع مقارنة بالصيف، وبالتالي نلاحظ استمرار درجات الحرارة بالارتفاع، ما يدفعنا للتوقع أن عام 2022 ذو صيف حار، بحسب متابعة “الحل نت”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.