ساهمت الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي تعيشها سوريا، في زيادة معدلات الضغط النفسي على السوريين لا سيما الشباب، مما ساعد في انتشار أمراض القلب بين الشباب في ظاهرة تعد الأخطر طبيا على البلاد.

الجلطات تصيب الشباب

رئيس الهيئة العامة للطب الشرعي زاهر حجو، أكد أن مراكز الطب الشرعي في سوريا، تسجل ازدياد حالات وفيات الشباب نتيجة إصابتهم بمرض احتشاء القلب، مشيرا إلى أن وفيات الشباب نتيجة الجلطات “موضوع خطير نتيجة ارتفاع الأرقام“.

وأضاف حجو في تصريحات لإذاعة “ميلودي إف إم المحلية“: “المجتمع يرفض تشريح الجثة بينما العلم بحاجة لهذا الإجراء، ولو تم تشريح الجثث، لكان الطب الشرعي قادرا على تحديد السبب الرئيس للوفاة بدقة أكثر“.

قد يهمك: حوالات المغتربين وجوازات السفر.. خزان مالي ضخم لدمشق؟

من جانبه اعتبر الطبيب النفسي تيسير حسون، في تصريحات للإذاعة ذاتها، أن الضغط النفسي هو المسبب الرئيسي لانتشار هذه الجلطات بين الشباب، مؤكدا أن أقسام القلبية في المشافي تشهد انتشار كبير للجلطات القلبية بين الشباب “نتيجة الضغط النفسي، جراء الضغوطات المتزايدة يوم بعد يوم لاسيما الاقتصادية“.

مدير مشفى ابن سينا للأمراض العقلية في دمشق أيمن دعبول، كشف في وقت سابق عن قلة الأخصائيين النفسيين في سوريا، حيث أكد أن عدد الأطباء في سوريا حاليا يبلغ 45 طبيبا في كافة أنحاء البلاد.

ولفت دعبول إلى أن حاجة البلاد إلى الأخصائيين النفسيين، “تصل إلى 10000 طبيب نفسي بالحد الأدنى، وذلك بالنظر إلى عدد السكان“.

الإقبال ضعيف على العلاج النفسي

وتحدث دعبول عن تفاقم المشاكل النفسية لدى السوريين، مشيرا إلى أن الإقبال على العلاج النفسي يعتبر “ضعيف” في سوريا، وذلك “بسبب الوصمة الاجتماعية كما الوصمة على المريض النفسي، والناجمة عن عمل الطبيب حيث يصور الطبيب النفسي دائما، على أنه شعر منكوش ولباس معين” حسب قوله.

ومن أحد أهم القضايا التي تسبب الضغط النفسي للسوريين، هو الوضع الاقتصادي الذي يعيشه البلاد منذ سنوات، واستمرار الأزمات المعيشية الناتجة بشكل رئيسي عن ارتفاع أسعار مختلف السلع والخدمات الأساسية.

ويشهد القطاع الطبي الحكومي في مناطق سيطرة الحكومة السورية، أوضاعا سيئة، تتمثل بـ“الإهمال في تقديم الرعاية اللازمة للمرضى“.

اقرأ أيضا: اصطياف الأغنياء.. الصيف ممنوع على السوريين

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.