عادة ما تمثل زيارات رؤساء الدول، منعطفات في التاريخ، لاسيما تلك التي تأتي في أوقات الحروب، ومساعي التوسع الاقتصادي والاستراتيجي، أو بهدف عقد تحالفات وصعود وتراجع أقطاب النظام العالمي، خاصة إذا ما كان رئيس دولة مؤثرة في المشهد العام.

وفي الوقت الذي تستعد فيه منطقة الشرق الأوسط لحراك إقليمي – دولي يجمع قادة دول الخليج العربي ومصر والعراق بقمة عربية إقليمية، وبحضور الرئيس الأميركي جو بايدن، فعلى الطرف الآخر تستعد إيران لاستقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لعقد محادثات ثلاثية، تجمعه بالرئيس الإيراني والتركي.

زيارة بوتين إلى طهران ستكون في الـ 19 من تموز/يوليو الجاري، بحسب المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الذي أكد اليوم الثلاثاء، أن الرئيس الروسي سيجري محادثات مع نظيريه الإيراني إبراهيم رئيسي، والتركي رجب طيب أردوغان، في إطار اجتماع قادة الدول الضامنة لعملية أستانة بشأن التسوية السورية.

وما زال الإعداد لزيارة بوتين جار، حيث سيكون هناك اجتماع لرؤساء الدول الضامنة لعملية أستانا لترويج للتسوية السورية، في حين ستكون هناك اجتماعات ثنائية، ومحادثات منفصلة ستجري مع الرئيس التركي، كما قال بيسكوف في تصريح نقله موقع قناة “الميادين” الموالية لإيران، وتابعه موقع “الحل نت“.

من جهته، قال رئيس اللجنة الاقتصادية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني “محمد رضا بور إبراهيمي“، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيزور طهران الأسبوع المقبل.

اقرأ/ي أيضا: الكاظمي في السعودية.. ما علاقة إيران؟ 

ملفات اقتصادية

إبراهيمي أضاف في تصريح لوكالة “إرنا” الإيرانية، وتابعه موقع “الحل نت“، أن الرئيس الروسي سيزور طهران في الأسبوع المقبل، وأن روسيا جادة في توسيع علاقاتها الاقتصادية مع إيران، وأن التخطيط لهذا الهدف سيكون على رأس جدول أعمال بوتين في لقاءه بقيادات إيران.

وبيّن، أن “الحظر الأمريكي والأوروبي على روسيا تسبب بتشديد الاهتمام الروسي للتعامل الاقتصادي والتجاري مع إيران، وأنه بعد زيارة رئيس إيران إبراهيم رئيسي الأخيرة لروسيا، تم خلق أجواء إيجابية في موسكو بشأن التعاون الاقتصادي مع إيران، وتم التوقيع على اتفاقيات جيدة للغاية خلال تلك الزيارة“.

توقيت الزيارة، الذي يتزامن مع جولة الرئيس الأميركي لمنطقة الشرق الأوسط والتي سيكون العراق جزاء منها، والحديث عن مساعي عربية لتقويض النفوذ الإيراني في المنطقة لاسيما العراق، دفع بموقع “الحل نت” إلى محاولة لفهم طبيعة تلك الزيارة وأهميتها، وفيما إذ سيكون لها تأثيرا على بغداد.

وتحدث “الحل” لخبير العلاقات الدولية، علاء مصطفى، وقال إن “أهمية الزيارة تكمن في توقيتها الذي يتزامن مع زيارة الرئيس الأميركي للمنطقة، بمحاولة لإشعار الأخيرين بأن منطقة الشرق الأوسط منطقة تجاذبات وتصفية حسابات ما بين القوى العظمى، وهذا ما أراده بوتين بتفويت الفرصة على بايدن بالانفراد بالمنطقة“.

مصطفى بيّن أن “بوتين سيلتقي حلفاء لديهم حضور إقليمي قوي في المنطقة، وأن الزيارة ستركز على ملفات أمنية أكثر من الملفات الاقتصادية والاستثمارية، وحتى السياسية وإن تم إظهار تلك الملفات كشعار للزيارة“.

اقرأ/ي أيضا: الكاظمي من السعودية إلى إيران.. ما هي الأهداف؟

ملفات عسكرية

أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بغداد، أوضح أيضا، أن “هناك تقارب كبير ما بين إيران وروسيا، وهذا التقارب واضح وصريح وأكدته واشنطن من خلال حاجة روسيا للأساليب الإيرانية في القتال وطلبها من طهران، بتزويدها بطائرات مسيرة لديها القدرة والفاعلية على احداث الفارق في معارك الشوارع الجارية في أوكرانيا“.

 إذ أن “إيران استخدمت تلك الأساليب من القتال في سوريا وفي دعمها للحشد الشعبي في العراق بمعاركه ضد داعش، وكان هناك الكثير من المستشارين الإيرانيين المتعاقدين مع الحكومة العراقية إبان حكومة رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، بالتالي هي لديها خبرة في هذا المضمار، وعليه فأن روسيا تريد ترتيب تعاونا عسكريا للاستفادة من ذلك“، بحسب مصطفى.

ولفت إلى أن “المحور الأهم، هو موضوع الطاقة وتوظيفها لخدمة أهداف روسيا“، مبينا أن “هناك مغازلات غربية لإيران لزيادة صادراتها من النفط، بالرغم من أن هناك عقوبات ضدها، لكن الجانب الغربي يحاول السيطرة على سوق النفط في ظل تراجع حجم الصادرات العالمية“.

بالتالي أن “روسيا تريد اقناع إيران بعدم زيادة صادراتها، وعدم الانجرار وراء محاولات زيادة حجم الصادرات، للتمكن من المضي بأهدافها، وإنهاء حرب أوكرانيا بما يتناسب وطموحاتها“، وفقا لمصطفى.

يشار إلى أنه، من المقرر أن يزور الرئيس الأمريكي جو بايدن المملكة العربية السعودية منتصف يوليو المقبل، جاء ذلك وفق ما أعلن عنه الديوان الملكي السعودي.

محاور زيارة الرئيس الأميركي

وكشف بيان الديوان الملكي أن بايدن سيزور السعودية يومي 15 و16 يوليو المقبل.

وتأتي الزيارة تلبية لدعوة من الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وتعزيزًا للعلاقات الثنائية التاريخية، والشراكة الاستراتيجية المتميزة بين المملكة والولايات المتحدة.

وأشار البيان الملكي بأن بايدن سيلتقي خلال الزيارة الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.

 وسيبحث بايدن في اللقاءين أوجه التعاون بين السعودية والولايات المتحدة، ويناقش الجانبان سبل مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة والعالم.

وحول جدول زيارة الرئيس الأمريكي كشف البيان، بأن الجدول يتضمن في يومه الثاني حضوره قمة مشتركة دعا إليها الملك سلمان، وتضم قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.

اقرأ/ي أيضا: تركيا متورطة.. الكشف عن انتهاكات “جسيمة” بحق أطفال عراقيين

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.