كسائر العالم٫ المنتجات الغذائية في العراق تشهد ارتفاعا كبيرا في الأسعار٫ لمتد أثر ذلك إلى المنتجات الحيوانية٫ حيث شهدت أسعار الأسماك ارتفاعا غير مسبوق٫ وحددت وزارة الزراعة اليوم السبت، 3 أسباب للارتفاع الأخير بأسعار الأسماك في السوق المحلية، وفيما أكدت التحرك بمستويين لتقليلها أوضحت سبب النفوق الأخير في المصب العام.

وعلى الرغم من ما يحدث من حالات نفوق أسماك٫ لكنه لا يرقى لمستوى التأثير على الثروة السمكية في العراق٫ كما أن الحالات التي ظهرت في المصب العام بين محافظتي الديوانية وواسط٫ استخدمت فيها مواد سامة ما أدى لنفوق كميات من الأسماك٫ وفقا للمتحدث باسم الزراعة هادي هاشم. 

اقرأ/ي أيضا: الجفاف في العراق: ماذا تبقى من ثروة البلاد السمكية بعد اضمحلال المسطحات المائية؟

نقوق الأسماك وانفجار الأسعار

وقال هاشم لقناة العراقية الإخبارية الرسمية وتابعه موقع “الحل نت”، إن “وزارة الزراعة قامت إثر ذلك بالتواصل مع وزارة الموارد وتم إغلاق بوابات المصب العام المؤدية لهور الدلمج لتحييد التسمم الذي حصل”٫ مشيرا إلى أن “هناك تنسيق عال بين الجهات ذات العلاقة لملاحقة من يتعمدون تسميم الأنهار للتأثير على الثروة السمكية”.

وعن الأسباب التي أدت لارتفاع أسعار الأسماك٫ أوضح هاشم، أن “انحسار الثروة السمكية جاء نتيجة لتراجع مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات والجفاف في المنطقة٫ وإقبال الناس على الأسماك لوجود تخوف من الحمى النزفية رغم وجود تطمينات من وزارة الصحة”.

إما السبب الثالث والرئيس “هو تلاعب ضعاف النفوس بالأسعار”٫ بحسب هاشم٫ مؤكدا تحرك الوزارة بمستويين “الأول عبر التنسيق مع الجهات الرقابية والحكومية للحد من ارتفاع الأسعار٫ وأيضاً فتح استيراد الأسماك لتقليل أسعارها في السوق المحلية”.

ويوم أمس الجمعة٫ أعلنت وزارة الموارد المائية، نفوق كميات كبيرة من الأسماك في محافظة الديوانية، بسبب سموم رميت داخل المصب العام في قضاء النعمانية بمحافظة الكوت.

واليوم، قال المهندس أحمد عبد الكاظم المكلف بإدارة المصب العام : “بعد وردتنا معلومات من قاطع المصب العام في قضاء النعمانية بالكوت بنفوق أسماك، ونحن كجهة فنية مسؤولة عن المصب العام وبحيرة الدلمج، قمنا على الفور بغلق بوابات التغذية غلقا كاملا، منعا لزيادة انتشار السموم، وقمنا أيضا بغلق قناة التصريف وبهذه الخطوة فقد قمنا بعزل بحيرة الدلمج عن عمود المصب العام لكي لا تصل اليها السموم”.

اقرأ/ي أيضا: مرض فيروسي يُصيب أسماك العراق… الخسارة بالملايين

السم يلاحق الأسماك في العراق

وأضاف: “قمنا بفتح النواظم القاطعة الموجودة على عمود المصب العام بشكل كامل لكي تنزل السموم إلى عمود المصب العام، وتختلط مع المياه الموجودة في المصب العام لكي يقل تاثيرها بعد انتشارها في الماء، وبهذه الخطوة استطعنا أن نقلل تاثير السموم تماما، وبعد التأكد من انعدام تاثيرها، عاودنا فتح بوابات بحيرة الدلمج وإعادة الأمور إلى طبيعتها”.

وأكد، أن “كمية الأسماك التي نفقت نتيجة السموم قليلة جدا، ولن تؤثر على الثروة السمكية وبكمية محدودة جدا، كوننا قمنا بمعالجة الأمور بالسرعة الممكنة”.

وأشار إلى أن “عملية تسمم الأسماك كانت من قبل بعض الصيادين، بعد رميهم مواد سامة في عمود المصب العام بين محافظات الكوت والديوانية وبابل، وكانت السموم قد رميت من جهة محافظة بابل، أي أن هنالك بعض الصيادين قاموا بعملية رمي سموم بكمية أكبر من المعتاد بغرض الصيد الجائر”.

وأوضح، أن “السموم انتشرت، ما أدت الى نفوق بعض الأسماك، وأشرنا بأن الصيادين من جهة محافظة بابل هم من قاموا برمي السموم، وعملية متابعة هذا الحدث جارية من قبلنا وإن العملية كان الغرض منها الصيد وليست تخريبية”.

من جهتهم٫ اتهم مربو الأسماك “الميليشيات وجهات تابعة لإيران بالتورط بتخريب بحيراتهم٫ من خلال تسمميها تارة ونشر الأمراض فيها تارة أخرى، لاسيما بعد سيطرة الميليشيات بعد عام 2003 على قطاع تربية الأسماك ومصادرة أحواض تربية الأسماك في مناطق حزام بغداد وردم الكثير منها”.

واشتكى عدد من صيادي الأسماك-تحدثوا لموقع “الحل نت”، مشترطين عدم الافصاح عن هويتهم٫ “من تكرار حالات تسميم المياه وتدمير مصدر رزقهم الوحيد”٫ قائلين إن “عمليات تسميم الأسماك مدبرة٫ وتتكرر في كل مرة يسبقها إغلاق للسدود لينخفض منسوب المياه٫ بعدها تسمم المياه”.

كما انتقدوا “الأداء الحكومي في كشف الجهات المسؤولة عن تسميم الأسماك بشكل مستمر٬ وتحميلها المسؤولية الكاملة عن خسائرهم التي تقدر بمليارات الدنانير”.

وكشف بائعو الأسماك أن “عمليات التسميم المتعمدة هدفها تحكم جهة معينة بسعر الأسماك”، في إشارة إلى “الميليشيات” كونها المستفيد الوحيد. 

ويعد هور الدلمج، الواقع بين محافظتي القادسية وواسط، من أكبر تلك الأهوار التي استهدفت بالتسميم، ويضم نوعيات نادرة من الأسماك، منها البني والسمتي وغيرها، وقد شكلت وزارة الزراعة الحالية لجنة تحقيقية للوقوف على أسباب نفوق الأسماك، لكنها لم تصل إلى نتائج حالها كحال باقي لجان التحقيق التي باتت وسيلة للإفلات من العقاب بسبب نفوذ الأحزاب والميليشيات.

اقرأ/ي أيضا: هجرة من الأهوار.. إيران تواصل قطع المياه عن العراق

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.