يكاد لم يمر سوى أيام قليلة على فرضهم لإتاوات على مزارعي القمح في ريف دير الزور، حتى بدأ قائد ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني في البوكمال، “الحاج عسكر”، بالاستيلاء على محاصيل زراعية من أصحابها، بحجة التواصل مع جهات معارضة ووجود ارتباطات معهم.

ابتزاز وتضييق

وفي السياق أفاد مراسل “الحل نت” في المنطقة، أن عناصر ميليشيا “الحرس” صادروا أراضي مزروعة بمحاصيل صيفية من أصحابها في قرى السويعية والسكرية والهري بريف البوكمال، كما استولوا على أراضي لمزارعين في كلا من بلدات المريعية والعبد بالقرب من مطار دير الزور العسكري.

وأضاف المراسل، أن “أصحاب الأراضي تقدموا بشكوة إلى فرع أمن الدولة في مركز المدينة، اعتراضا على سلبهم لأراضيهم من قبل عناصر الميليشيات بدون أي حق، إلا أن طلبهم قوبل بعدم الاستجابة سوى وعود بمتابعة القضية بأقرب وقت”.

خضر الكاطع مزارع من بلدة السكرية، تحدث لـ “الحل نت” قائلا إن عناصر من “الحرس الثوري” أخبروه بعدم الاقتراب من أرضه، تحت طائلة العقاب والمسؤولية، وطلبوا منه مراجعة المركز الأمني التابع للحرس في المدينة.

يتابع، أنه عندما ذهب إلى المركز، أخبروه بتورطه بدعم عناصر مسلحين تابعين لـ “الجيش الوطني” المدعوم من أنقرة في الشمال السوري، ومن ضمنهم ابنه، وبأنه كان ينوي بيع المحصول لإرسال ثمنه لهم، إلا أنه أنكر ما نُسب إليه، وطلب منهم إثبات ذلك، ليقوموا بطرده من المركز.

موضحا، أن “التهمة الموجهة له، ليس لها أي أساس من الصحة، لأن ولده في ألمانيا منذ عامين، وليس لديه أقارب في مناطق الشمال السوري”.

حجج واهية

بينما تحدث صالح العويد، من بلدة المريعية، لـ “الحل نت” أن أرضه سلبت منه، لعدم امتناعه عن دفع إتاوات حماية المحصول التي فرضها “الحرس الثوري” مؤخرا على مزارعي القمح والشعير، وأنه رفض في وقت سابق أيضا دفع مبلغ مالي للعناصر عند زراعته للأرض، بحجة أن أرضه تقع ضمن منطقة أمنية.

موضحا، أن السبب الرئيسي وراء عملية الاستيلاء على أرضه ومحصوله، هو الانتقام، وليس كما أدعى عناصر “الحرس الثوري”، وجود تواصل مع أقارب له في مناطق المعارضة.

وسبق أن اشتكى مزارعون في ريف المحافظة مطلع الشهر الجاري، من ابتزاز عناصر ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني لهم، بفرض إتاوات جديدة عليهم تحت مسمى حماية المحصول، تختلف قيمتها حسب المساحة المزروعة، وأي مزارع يمتنع عن الدفع، سيتعرض للمحاسبة، وربما لردات فعل انتقامية تصل إلى حد حرق المحصول“.

ويتهم المزارعون في ريف دير الزور على العموم، عناصر الميليشيات بابتزازهم عبر تهديدهم بحرق بيادر القمح أو سرقتها، وإلصاق التهمة لاحقا بـ “لصوص أو مخربين“، وفقا لذات المصدر.

وتنتشر ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني وبقية الميليشيات الموالية له في عموم مناطق سيطرة الحكومة في دير الزور، وتعد هي صاحبة القرار والمتحكم الرئيسي في كافة القطاعات، ولا يمكن لأمر أن يتم في المنطقة بدون أذنها، متجاهلة أي تواجد للقوات الحكومية والأجهزة الأمنية التابعة لها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.