في سوريا العديد من المناسبات الاجتماعية والتقاليد والطقوس المحلية لا تكتمل من دون ذهب، إلا إن سعر الذهب محليا والذي يرتبط بالسعر العالمي رغم الفرق بين سعر صرف الليرة الحكومي والسوق السوداء للدولار الواحد، لا يتماشى مع المواطن ودخله القليل، حيث شكل هذا الأمر شعبية للذهب البرازيلي، الذي لا يكلف الكثير ولا يقدم جودة جيدة لكنه يبدو وكأنه ذهب حقيقي.

ذهب من المعادن!

حمى التحول إلى الذهب البرازيلي، وصفه نقيب الصاغة غسان جزماتي، خلال حديثه لصحيفة “الثورة” المحلية، أمس الأحد، بأنه هدر للمال، لأنه ليس ذهبا في المقام الأول، بل سبيكة معدنية مكونة من الرصاص والقصدير، الذي يبدو في لمعانه مثل الذهب الخالص، ولكن عديم الفائدة، فيخدع كل من يشتريه.

وأوضح جزماتي، أن الذهب البرازيلي اكتسب شعبية في السنوات الأخيرة، بسبب ارتفاع الأسعار وما ترتب على ذلك من انخفاض في القوة الشرائية لدخل المواطنين، وأشار في معرض حديثه، “على الرغم من حقيقة أن الذهب ليس حقيقي، ولا يمكن استبداله لأنه لا يملك قيمة جوهرية، هناك أماكن معينة تبيعه باسم “الذهب البرازيلي”، مبينا يجب أن تضع هذه المحال اسم “مجوهرات تقليدية” أو “إكسسوارات”.

قال نقيب الصاغة، أنه يمكن كشف الذهب الحقيقي عن المغشوش، من خلال قطعة مغناطيس، فإذا انجذبت القطعة فهي مزيفة، وكذلك الأمر عبر خدش قطعة من الذهب بواسطة مسمار أو إبرة والتي تعد الطريقة الأسرع لاكتشاف ما إذا كانت القطعة مزيفة أم حقيقية، فإذا كان أسفل الخدش لون ذهبي فهو أصلي، أما إذا كان فضيا أو أسود أو بنيا فهو مزيف.

الذهب الروسي والمشاكل الاجتماعية

في سوريا ليست المرة الأولى التي تكتسح الأسواق أطقم الذهب المزيفة، فقبل عدة أعوام انتشرت بشكل كبير في محال الإكسسوارات بدمشق، أطقم ذهب تحت مسمى “الذهب الروسي”، الذي ولد العديد من القضايا المجتمعية، مثل الطلاق أو فسخ الخطبة.

ووفقا لمالك محل “الزريقات للمجوهرات”، محمد زريقات، فإن عامّة الناس يصعب عليهم التفريق بين هذا المعدن الملون بالذهب والقطعة الحقيقية، فالقليل من الشباب المستعدين للزواج قد خدعوا والديهم بشرائه “ذهب روسي” بحجة أنه ذهب أصيل، في حين أن آخرين فعلوا ذلك بموافقة العروسين.

وأشار زريقات في حديثه لـ”الحل نت”، إلى أن العديد من الشكاوى وردت حينها لنقابة تجار المجوهرات، والتي اكتشفت أن الذهب الروسي تسمية خاطئة، لأنه ليس ذهبا، بل مادة مصنوعة من النيكل، وهي مادة صفراء لامعة، تماما مثل أي معدن يشترى ولا يباع.

وبيّن زريقات، أن العديد من المواطنين وقعوا في براثن التجار، الذين استغلوا الإقبال على الذهب الروسي، ورفعوا أسعاره، فظن المواطنون أنهم يستطيعون إعادة بيعها بثمن باهظ.

وذكر زريقات، أن شكاوى عديدة تقدم بها المواطنون، بشأن تقديم من هو على استعداد للزواج شبكة كاملة من الإكسسوارات “الروسية الذهبية”، والتي كانت تعتقد العروس وعائلتها أنها تعتبر شبكة  من الذهب الخالص.

صعود للمعدن النفيس

أسعار الذهب في سوريا خلال تعاملات أمس الأحد ومع بداية العطلة الأسبوعية في أسواق الذهب العالمية، شهدت ارتفاعا طفيفا.

وبحسب تاجر المجوهرات، بلغ جرام الذهب عيار 24، 149.640 ألف ليرة (59.56 دولار)، وصعد سعر جرام الذهب عيار 18 إلى 112.232 ألف ليرة (44.67 دولار).

وعن أسعار الذهب الاقتصادي، فقد سجل سعر جرام الذهب عيار 14 نحو 87.291 ألف ليرة (34.74 دولار)، وسعر جرام الذهب عيار 12 سجل نحو 74.820 ألف ليرة (29.78 دولار).

كما ارتفع سعر جرام الذهب عيار 21، بحسب زريقات، إلى 130.938 ألف ليرة (52.12 دولار)، فيما سجلت أونصة الذهب في سوريا نحو 4.653 مليون ليرة (1852 دولارا)، وعن سعر الليرة الذهبية فبلغت نحو 1.047 مليون ليرة (416.93 دولار).

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.