لا تزال آثار الغزو الروسي لأوكرانيا، تسبب المزيد من الانعكاسات السلبية على الاقتصاد العالمي، وخاصة في مجال الأمن الغذائي، تعتبر أوكرانيا أحد أهم مصدري الحبوب في العالم وتصدر مع روسيا نحو ربع إنتاج العالم من القمح، إضافة لأنواع أخرى من الحبوب، ما أثر على السلة الغذائية العالمية.

سوريا تقترب من المجاعة

الأمم المتحدة، دعت الإثنين الماضي، إلى ضرورة اتخاذ إجراءات إنسانية عاجلة في 20 دولة اعتبرتها بؤرة ساخنة للجوع في العالم، بينها 5 دول عربية، هي سوريا والسودان واليمن والصومال ولبنان، وذلك في تقرير مشترك صادر عن برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة “الفاو”.

وحذر التقرير من احتمال أن يتدهور انعدام الأمن الغذائي في الدول العشرين خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، أي في الفترة ما بين يونيو/حزيران وسبتمبر/أيلول 2022، بحسب موقع “هاشتاغ” المحلي.

وبين التقرير أنه لا تزال سوريا والسودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وهايتي ومنطقة الساحل بلدانا تثير قلقا بالغا، مشيرا إلى أنه قد يؤدي الصراع في أوكرانيا إلى تفاقم ما هو بالفعل عام من الجوع الكارثي.

وأشار التقرير، إلى أن الصدمات المناخية سوف تستمر في التسبب بالجوع الحاد في فترة التوقعات من يونيو/حزيران إلى سبتمبر/أيلول 2022، مع دخول العالم الوضع الطبيعي الجديد، إلى جانب الصراع في أوكرانيا، حيث تقضي فترات الجفاف المتكررة والفيضانات والأعاصير على الزراعة، مما يزيد النزوح ويدفع بالملايين إلى حافة الهاوية في هذه البلدان.

قد يهمك:بعد الأمن الغذائي.. الأمن المائي للسوريين مُهدّد

الأمن الغذائي خطر محدق

يعاني السوريون لا سيما في المناطق الخاضعة لإدارة حكومة دمشق، من ارتفاع أسعار المواد الأساسية بشكل كبير، بالإضافة لفقدان العديد من المواد والسلع من الأسواق، حيث لم يعد بإمكان معظم الأسر تأمين حاجياتها الأساسية من طعام، في ظل استمرار ارتفاع الأسعار وهبوط قيمة الليرة السورية مقابل الدولار.

وبحسب تقرير سابق لـ”الحل نت”، تشيرالبيانات الواردة من المنظمات الدولية، فإن قرابة 12 مليون ونصف المليون شخص، يواجهون انعدام الأمن الغذائي، كما أن أكثر من مليوني وربع المليون سوري يعانون انعدام الأمن الغذائي الشديد.

منظمة “الفاو”، قالت في تقرير نُشر في 16 كانون الأول/ديسمبر الماضي، أن سوريا تمثل جزءا من مشكلة أكبر ألا وهي مشكلة انعدام الأمن الغذائي في الشرق الأوسط، حيث أكد التقرير بأن نحو ثلث السكان في منطقة الشرق الأوسط يعيشون حالة انعدام أمن غذائي، وذلك مع ارتفاع في نسبة الجوع التي وصلت إلى 91.1% خلال العقدين الأخيرين.

حيث شهدت سوريا في عام 2021 أخفض نسبة لإنتاج القمح منذ خمسين سنة وذلك بسبب القحط وارتفاع أسعار المواد والظروف الاقتصادية السيئة، وذلك بحسب ما ورد في تقرير نشرته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “الفاو”.

فقد هبط إنتاج القمح والشعير بشكل كبير خلال العام 2021، حيث نقص إنتاج القمح بنسبة 63% عن إنتاج العام 2020 ليصل إلى 1.05 مليون طن انخفاضا من 2.8 مليون في عام 2020، أما إنتاج الشعير فقد توقف عند حد 10% من معدلات الإنتاج خلال عام 2020.

من جهة ثانية، أصبح الجفاف خلال السنوات الماضية من المشكلات التي تؤرق السوريين، لا سيما مع موجات نقص المياه التي ضربت مناطق عدة، وتعد الأسوأ منذ عقود.

فبالإضافة للأمن الغذائي، تعاني سوريا من خطر الأمن المائي، فحصة الفرد سنويا من المياه لا تتعدى 700 متر مكعب وهي أقل ب300 متر مكعب من خط الفقر المائي، بحسب تقرير سابق لـ”الحل نت”.

وبحسب اللجنة الدولية للتغيرات المناخية، فإن الدول في الشرق الأوسط، هي الأكثر نُدرة في المياه على مستوى العالم، وتصل حصة الفرد الواحد من الماء العذب في المتوسط، إلى أقل من 1000 متر مكعب سنويا، مع توقعات بانخفاض قدره 40 بالمئة خلال العقدين القادمين بحد أقصى.

إقرأ:تحذيرات من نقص القمح بسوريا.. تضاعف أزمة الخبز؟

عوامل مختلفة، اجتمعت معا لتجعل من سوريا في عين المجاعة القريبة، بدءا من الحرب في سوريا والتي استمرت أكثر من 10 سنوات، والغزو الروسي لأوكرانيا والتغير المناخي، وكل ذلك في الوقت الذي تزيد فيها معاناة السوريين يوميا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.