ازدادت مخاوف اللاجئين السوريين من حملة وثائق “الكيملك” في تركيا إثر تكرار حالات الترحيل وارتفاع وتيرتها خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وعلى عكس تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، المتكررة مؤخرا حول عدم ترحيل اللاجئين السوريين ولكن يبدو أن حالات الترحيل بازدياد، بل بدأت فرق الشرطة تشن حملات تفتيش بشكل دوري خصوصا في ولايات مثل إسطنبول.

ومنذ يومين، اعتقل عناصر الشرطة 200 لاجئا بينهم لاجئين سوريين في حي إسنيورت في ولاية إسطنبول، حيث تم نقلهم مركز توزلا تمهيدا لترحيلهم.

وأثرت حالات الترحيل المستمرة على حياة من تبقى من اللاجئين السوريين في البلاد، حيث باتوا حذرين في التعامل مع أي موقف يتعرضون له.

إقرأ:عشرات اللاجئين السوريين يغادرون تركيا.. ماذا يحصل؟

كيف أثر التضييق على حياة السوريين بتركيا؟

يزداد التضييق على اللاجئين السوريين في تركيا بينما بات آثار ذلك يظهر على نمط حياتهم حسب العديد من الحالات التي رصدها مراسل الحل نت في تركيا مؤخرا.

وفي حديث مع أحمد الحاجي وهو لاجئ سوري عاد لغازي عنتاب مع عائلته مؤخرا بعد أن كان مستقر من قبل في إسطنبول، يقول لـ “الحل نت”: إن “دوريات الشرطة وحملات التفتيش المستمرة في أحياء إسطنبول زادت من المخاوف لديه خصوصا أنه يحمل وثيقة كيملك صادرة عن غازي عنتاب”.

يضيف الشاب، أنه كان قد استقر قبل سنتين في إسطنبول بقصد العمل، حيث يوجد هناك فرص كثيرة متوفرة وبأجور أفضل من عروض العمل في غازي عنتاب، لكن ما جعله يقرر العودة هو قدوم الشرطة لورشة الألبسة التي يعمل بها وتفتيش وثائق العمال بينما لم يكن متواجدا هناك.

وقرر الشاب أن يعود مع عائلته إلى غازي عنتاب ليبدأ من جديد رحلة البحث عن عمل يتناسب معه من حيث ساعات العمل وطبيعته والأجور الأسبوعية.

وتتواصل حملات الشرطة الأمنية في ولاية إسطنبول، حيث يتم اعتقال كل من لا يحمل وثيقة الكيملك الصادرة عن إسطنبول ليتم تحويلهم إلى مركز ترحيل توزلا من ثم إعادته للولاية التي استخرج منها وثيقة “الكيملك”.

وحسب شهادات للاجئين سوريين، فإن من لا يحمل وثيقة “الكيملك” ويتعرض للاعتقال، يتم تحويله إلى ولاية كيليس جنوب البلاد، حيث يستخرج له وثيقة لأول مرة، فيما هناك حالات تم ترحيلها إلى سوريا.

قد يهمك:السوريون في تركيا..هل حان وقت الترحيل؟

لا تقدم شكوى!

يتعرض لاجئون سوريون في تركيا لمواقف أحيانا تدعوهم لتقديم شكاوى أو رفع دعاوى عبر المحاكم، لكن يبدو أن البعض لا يقدم على ذلك خوفا من تبعاته عليه.

وفي إحدى الحالات، يقول فيصل وهو لاجئ سوري يقيم في غازي عنتاب لـ “الحل نت”: إنه “رب العمل احتال عليه مؤخرا ولم يدفع له أجره الأسبوعي لكنه في ذات الوقت لم يقدم الشاب على رفع شكوى بحقه خوفا من أية مشكلة قد تلحق به مستقبلا”.

ويتابع، أن الوضع المعيشي سيء بالنسبة للسوريين في تركيا وهناك خشية لدى الكثيرين من التعرض للترحيل لمجرد ارتكاب مخالفة ما أو نتيجة الإقدام على فعل ما.

في سياق آخر، قرر الشاب ماجد وهو أحد اللاجئين السوريين في تركيا، أن يتوقف عن التفكير بمحاولة اللجوء إلى أوروبا عبر سلوك طرق التهريب خوفا من مصير أولئك الذين يتم اعتقالهم.

ويضيف، أنه منذ أشهر وهو يفكر في خوض رحلة اللجوء لكنه يتخوف من نتائج هذه الرحلة خصوصا أنه لا يحمل وثيقة “الكيملك”.

إقرأ:هل رجال الأعمال في تركيا مع عودة اللاجئين السوريين؟

الجدير بالذكر أن تعامل اللاجئين السوريين في تركيا مع العديد من المواقف والحالات قد تغير نتيجة التضييق الزائد عليهم في تركيا والذي يتزامن مع ارتفاع وتيرة خطابات الكراهية والعنصرية بحقهم من جهة ووعود تركيا بإعادة مليون لاجئ سوري “طوعا” إلى بلادهم خلال الأشهر المقبلة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.