تشهد الأفران والمخابز في جنوب سوريا وخصوصا السويداء وللأسبوع الثاني على التوالي، ندرة في إمدادات الطحين من المطاحن بسبب عوامل عدة أدت إلى توقف عدد من المخابز عن إنتاج الخبز، ففي الوقت الذي ما زال فيه المواطنون يائسون من وصولهم إلى خط الفقر والخروج من تحته، فإن الحكومة المسؤولة عن إنقاذهم، لا تزال تطلق شعارات تدعوهم إلى الصمود.

ملح دون خبز!

التحذير المتكرر من أزمة القمح العالمية، لم تلق أذن صاغية في سوريا، فبعد أن توقف فرن البلدة عن العمل، اشتكى سكان بلدة ملح شرق السويداء، من تأخر وصول الخبز من مخبز مدينة صلخد المجاورة وعدم قدرته على تلبية مطالبهم.

ونقل موقع “السويداء 24” المحلي، عن أحد السكان قوله، إن الأشخاص المسؤولين عن مخبز صلخد لا يلبون مطالب سكان بلدتهم بالخبز، وإن الخبز يسلم في معظم الأحيان متأخرا أو لا يسلم على الإطلاق.

وادعى القائمون على الفرن، وفقا لحديث السكان، أن الضغط على عمل الفرن، أو تراتب دور التوزيع يجبر القائمين على فرن صلخد، إلى تأجيل تقديم حصة سكان بلدة ملح.

معاناة أهالي البلدة، لخصها أحد السكان بقوله، “لدينا أسر وهم غير قادرين على تحمل النقص في الطعام ولا يستطيعون فهمه تبريرات الأفران، يمكننا نحن البالغون التعامل مع الأمر، لكن ماذا عن الأطفال”، مشيرا إلى أنه حتى أمس السبت لم يأت الخبز للبلدة، وأيضا يوم الجمعة لأنها كانت عطلة الفرن.

أسعار تفوق قدرة المواطن

وعلى الرغم من الانخفاض الطفيف في الأسعار هذا الأسبوع مقارنة مع الأسبوع الماضي، إلا أن تكاليف الطعام والمأكولات في أسواق مدينة السويداء ظلت أعلى من متوسط دخل الفرد.

فكيلو البندورة بلغ سعره 2500-2800، بينما بقي ورق العريش بسعر 4000 إلى 4200 ليرة سورية للكيلو، وحظيت البطاطا بتعرفة 2300 ليرة وسطيا لكل كيلو.

ووصل كيلو اللوبياء إلى 2200 ليرة، وأخذت الكوسا سعر 2000 ليرة للكيلو، أما الفليفلة بشقيها الحلوة والحارة سعّرت أيضا بـ ألفي ليرة، والخيار 1500 ليرة، والبازلاء 2500 ليرة، فيما بلغ سعر كيلو الباذنجان 1800.

وبالانتقال إلى الفواكه التي أخذت نصيبها من ارتفاع الأسعار، وتدنت مقابلها البضائع المستوردة، فسجل البطيخ 2800 إلى 3500 ليرة للكيلو، والشمام 3000، فضلا عن أن الكرز وصول إلى 6500 ليرة، ليقابلهم الموز بتعرفة تراوحت بين 2800 إلى 5200 ليرة سورية.

وتراوح سعر كيلو الفروج بين 9800 و10500 ليرة للكيلو، والفخذ بـ8700، والدبوس بـ 9 ألاف ليرة للكيلو، والكستا وصلت إلى 9500 ليرة، وبيعت كيلو السودة بسعر 14500 ليرة، وصحن البيض 10500 ليرة.

استمرار ارتفاع الأسعار

رغم الانخفاض الذي حصل على أسعار المواد الغذائية، إلا أنه لم يصل بعد إلى مستوياته المعهودة والتي يجب أن تتناسب مع مستوى رواتب المواطنين بطبيعة الحال، وسط فشل حكومة دمشق في تحقيق وعودها بضبط الأسعار وتخفيف الحمل على عاتق المواطنين.

ضمن السياق ذاته، ونظرا لضعف القدرة الشرائية تحولت هذه الأنواع من الفواكه إلى مواد للفرجة في أغلب الأحيان، أو الشراء بكميات قليلة جدا أي ما يساوي حبات معدودة ، بينما يواصل التجار على عرض وترتيب بضاعتهم بشكل لافت جدا من حيث تنوع الأصناف والأحجام والألوان في واجهات محالهم التجارية أو على ما يقابلها من الأرصفة المجاورة كطريقة تقليدية متبعة لجذب الزبائن للشراء.

رئيس لجنة الرصد والمتابعة في جمعية حماية المستهلك في دمشق وريفها، أدهم شقير، صرح السبت الفائت، أن التضخم الحاصل، ووجود نوع من أنواع التصدير العشوائي غير المخطط ولا المبرمج ولا يخضع لأي رقابة، أسباب إضافية لارتفاع الأسعار، مشيرا إلى عدم وجود ضبط حقيقي للأسعار مع وجود خلل ببعض المفاصل عند تجار سوق الهال وعند الحلقات الوسطية التي ترفع الأسعار بشكل غير متحكم به، في إشارة إلى ضعف الدور الرقابي الحكومي وعدم اكتراثها بما يحدث في الأسواق من الغلاء والاستغلال والاحتكار.

وعلى الرغم من الوفرة الموجودة في الأسواق السورية، إلا أنه هناك شيء فرض نفسه كأمر واقع وهو ارتفاع الأسعار، والتي سجلت ارتفاعات قياسية، وصلت إلى حد أنه كان من المستحيل على نسبة كبيرة من العائلات شرائها إلا بكميات قليلة أو استبدالها بسلع لشركات أرخص ثمنا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.