القصف الإسرائيلي على أهداف داخل سوريا بات أمرا اعتياديا، فلا يمر شهر دون أن تستهدف إسرائيل مواقع تابعة للميليشيات الإيرانية، ولكن بعض الأهداف تحمل رسائل هامة أكثر من مجرد قصفها، خاصة إذا تعلق الأمر بمطار دمشق الدولي، وهو المطار الأول في سوريا.

الأسد يلعب على الحبلين

مسؤولون إسرائيليون سربوا إلى الإعلام الإسرائيلي، نبأ مفاده بأن القصف الأخير على مطار دمشق الدولي والتسبب في شله لساعات طويلة، كان موجها بالأساس إلى بشار الأسد لتحذيره من أن “الخضوع للنظام الإيراني وأهدافه سيكلفه ثمنا باهظا أشد من ثمن التخلص من هذا النظام”.

صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، نقلت عن مسؤولين إسرائيليين يوم أمس الأحد قولهم، إن إسرائيل قررت رفع درجة ضرباتها لحكومة دمشق وقواتها، لأنها ترى أن الأسد قرر اللعب على حبلين، فمن جهة يبث إشارات إلى أنه غير معني بالبقاء في حلفه مع إيران ويريد التحرر من قيوده ومخططاته، ومن جهة ثانية يواصل إخضاع بلاده إلى الخطط الإيرانية وإتاحة الفرصة لنقل الأسلحة والمعدات إلى “حزب الله” اللبناني ويتيح للميليشيات الإيرانية الانتشار في بلاده والاقتراب من الحدود مع إسرائيل في الجنوب، ولذلك قررت إسرائيل تحذيره بضربة قاسية، بحسب متابعة “الحل نت”.

وأضاف المسؤولون، أن الأسد يخشى من أن يخسر كثيرا من إدارة ظهره إلى إيران، وعليه أن يعرف بأن الثمن للاستمرار في نهجه هذا سيكون أقسى من نهج التخلص من إيران، واعتبروا القصف في مطار دمشق القديم، الذي يستخدم، لاستقبال كبار الزوار من الحرس الثوري والمخابرات الإيرانية، هو بداية سيكون لها ما بعدها.

الصحيفة نقلت عن اللواء المتقاعد، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، جيورا إيلاند، قوله، “يجب أن يكون مفهوما أن الإجراءات التي نتخذها في سوريا لها غرضان، أحدهما منع إنشاء مؤسسة إيرانية في سوريا، وقد تم إنجازه بنجاح كبير حتى الآن، والآخر هو منع شحن أسلحة متطورة من إيران عبر سوريا إلى لبنان”.

إقرأ:تفاصيل جديدة حول هجمات إسرائيل على مطار دمشق الدولي

إسرائيل لن توقف قصفها

إن مسألة تخلي الأسد عن هيمنة النفوذ الإيراني أو التخلص منه تبدو غير واردة لعدة أسباب معقدة تتعلق بسنوات عديدة من تورط إيران في سوريا، وقدرة الأسد الحالية الضعيفة على التخلص من الهيمنة الإيرانية، ففي المقابلة أجرتها معه قناة “روسيا اليوم” الخميس الماضي، قال الأسد حول علاقته مع إيران، إنه “لا يمكن أن تحددها أي دولة”، مضيفا أن “الدول التي تطلب قطع علاقتنا مع إيران هي نفسها اليوم تحاور إيران”.

الباحث والكاتب السياسي، كريم شفيق، قال في وقت سابق لـ”الحل نت”، “إن وقف القصف الإسرائيلي على الأراضي السورية، قضية صعبة، لا سيما في الوقت الحاضر، وذلك لاعتبارات عدة، منها التوسع الإيراني الكبير عبر ميليشياتها في سوريا، لا سيما المعابر الحدودية وعمليات التهريب التي تتم جميعها من قبل وكلاء إيران وبتغطية حكومة دمشق، وكذلك بعض المطارات العسكرية التي تسيطر عليها الميليشيات الإيرانية بشكل غير مباشر وتنقل عبرها الأسلحة والإمدادات الإيرانية لميليشياتها”.

وأيضا في وقت سابق، قال الخبير العسكري، ابراهيم الجباوي لـ”الحل نت”، إن إيران حاليا أقرب إلى إسرائيل جغرافيا، من خلال تواجدها على الأراضي السورية، وهذا ما تعتبره إسرائيل تهديدا مباشرا لأمنها وخطرا على حدودها، وتعتبر أن من حقها الدفاع عن نفسها، من خلال استهداف المواقع الإيرانية، والتعزيزات العسكرية والأسلحة التابعة لإيران وحزب الله اللبناني.

وأضاف الجباوي، أنه بشكل عام لا يوجد وقت محدد للتصعيد الإسرائيلي ضد إيران، في سوريا، فالطائرات الإسرائيلية لم تتوقف أبدا عن استهداف المواقع الإيرانية ومواقع “حزب الله” في سوريا، وهي تملك الضوء الأخضر للعمل بحرية في سوريا، من قبل الأميركيين والروس.

من جهته، الباحث السياسي عصام زيتون، قال في وقت سابق لـ”الحل نت”، إن تصاعد القصف الإسرائيلي على مواقع عسكرية في العاصمة دمشق، مرتبط بتزايد النشاط الإيراني في مناطق الجنوب السوري، وذلك في محاولة من القوات الإيرانية ملء الفراغ الذي تتركه القوات الروسية في المنطقة.

العديد من الخبراء يرون أن الغارات الإسرائيلية سوف تستمر على الأهداف الإيرانية في سوريا، كما أنه وبحسب الضربة الأخيرة على مطار دمشق، فإن القادم سيكون أكبر حتى ضد حكومة دمشق التي تصر على لعب دور الميسر لنقل الأسلحة الإيرانية إلى لبنان، والسماح لطهران بإنشاء قواعد داخل سوريا تهدد الأمن الإسرائيلي.

قد يهمك:قصف إسرائيلي على دمشق بخسائر عسكرية معلنة

وكانت إسرائيل استهدفت فجر الجمعة الماضي مطار دمشق الدولي بصواريخ من جهة الجولان السوري المحتل ما أدى إلى خروج مدرجيه الرئيسيين وإحدى صالات الاستقبال الرئيسية فيه عن الخدمة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة