تواصل إسرائيل قصفها لمواقع سورية، مستغلة استمرار التصنيف المستمر للميليشيات الإيرانية على لوائح الإرهاب، لتوجيه ضربات مستمرة في سوريا، وذلك بعد الرفض الأميركي لطلب طهران المتعلق بإزالة الحرس الثوري من القوائم، تزامنا مع تعقيدات ملف الاتفاق النووي.

وليلة الأربعاء أعلنت وزارة الدفاع السورية، مقتل أربعة جنود من الجيش السوري، وإصابة آخرين بجروح، إثر هجوم صاروخي نفذته القوات الإسرائيلية على مواقع في محيط العاصمة دمشق.

وبحسب ما نقلت وكالة سانا فإن الصواريخ تم إطلاقها من مدينة طبريا منتصف ليلة أمس، مشيرة إلى أن قوات الدفاع الجوي السورية أسقطت معظمها.

إسرائيل تتبنى

ورغم أنها لا تعلن عادة ولاتتبنى هجماتها على مواقع في سوريا، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر إعلام في سوريا، خبر الهجوم الإسرائيلي، مشيرة إلى أن الاستهداف جاء بعد ساعات قليلة من سقوط طائرة شراعية إسرائيلية داخل الأراضي السورية.

قد يهمك: صدام عسكري مرتقب في الشمال السوري.. تصعيد تركي أم روسي؟

وأعلنت القوات الإسرائيلية الثلاثاء، سقوط طائرة مسيرة “درون” تابعة له في الأراضي السورية، وفقاً لتصريحات الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي الذي قال إنّ الطائرة سقطت “خلال نشاط روتيني“.

وقال أدرعي في تغريدة على تويتر  “لا خشية من تسرب للمعلومات من الدرون“، مضيفاً أن تحقيقاً يجري لمعرفة ملابسات الحادث.

تصعيد إسرائيلي مستمر

ويتوقع الباحث في الشأن الإيراني محمد خيري، استمرار إسرائيل في توجيه ضربات إلى مواقع الحرس الثوري الإيراني في سوريا، خاصة مع ورود أنباء تتعلق برغبة أمريكية في رفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة العقوبات.

وقال خيري في حديث سابق مع لـ“الحل نت“: “إسرائيل ترفض بالطبع رفع الحرس الثوري من قائمة العقوبات، وهو أمر ربما سيحصل في حال تم توقيع الاتفاق النووي، تل أبيب تقدمت بتعليقات إلى الإدارة الأمريكية بضرورة أخذ التخوفات الإسرائيلية من توسع نشاط الحرس الثوري في الإقليم خلال الفترة المقبلة، وبالتالى سيستمر الضغط العسكري الاسرائيلي على مراكز الحرس الثوري الإيراني في سوريا كلما اقتربت أميركا من التوقيع على مسودة الاتفاق النووي مع إيران“.

وفيما يتعلق بتبعات التصعيد الإسرائيلي على سوريا يضيف خيري:” يمكن القول إن ذلك سيخلق أجواء صعبة في سوريا في الفترة المقبلة، فما دام هناك تصعيد بين الطرفين فإن هناك أماكن كثيرة ستتضرر جراء ذلك التصعيد خاصة وأن كلا الطرفين (إيران وإسرائيل) ماهرين في خلق مناطق صراع خارج جغرافيا بلادهم وحدودهم الجغرافية وبالتالي فهما يسعيان لخلق حلبة صراع في خارج بلادهم ما يتسبب في أزمات كبيرة لمناطق الصراع تلك وأبرزها سوريا“.

إسرائيل ونووي إيران

ويشكل الملف النووي الإيراني، سببا رئيسيا لإسرائيل يدفعها لاتخاذ خطوة عسكرية ضد إيران، لمنع تطوير قدراتها النووية، لا سيما مع رغبة تل أبيب بأن تكون الدولة النووية الوحيدة في المنطقة بحسب مختصين بالشأن الإسرائيلي.

وتواجه إيران العديد من المخاطر التي تهدد وجودها على الساحة الإقليمية والدولية، لا سيما مع الضغوط التي تتعلق بملفها النووي، فضلا عن تهديد وجودها في سوريا نتيجة التقارب الروسي الإسرائيلي، ومحاولات إعادة دمشق بشكل محدود إلى الساحة العربية، يضاف إلى ذلك الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالبلاد نتيجة السياسات الحكومية الداخلية.

وألمح وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، قبل أسابيع إلى احتمالية، أن تلجأ تل أبيب إلى استخدام الخيار العسكري، بهدف منع إيران من امتلاك السلاح النووي.

وكانت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، كشفت أواخر شهر آذار /مارس الماضي، عن تنفيذ الجيش الإسرائيلي أكثر من 1000 غارة جوية على أهداف في سوريا منذ العام 2017، مشيرة إلى أن هدف هذه الغارات “منع توسع إيران وإرسال الأسلحة المتطورة إلى حزب الله اللبناني“.

وقالت الصحيفة في تقرير لها إن القوات الإسرائيلية، استهدفت خلال خمس سنوات 1200 هدف، بأكثر من 5500 قنبلة، خلال 408 مهمات قتالية.

وبحسب الإحصائيات التي أشار لها التقرير، فإن الهجمات الإسرائيلية تصاعدت خلال العام الماضي، على مواقع إيران في سوريا، حيث تم تنفيذ عشرات العمليات الجوية باستخدام 586 قنبلة ضد 174 هدفا.

للقراءة أو الاستماع: قواعد لعب جديدة في سوريا بين إسرائيل وإيران

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة