يبدو أن موسكو تسعى لتطبيق نماذج كانت قد استخدمتها في الفترة الأولى من تدخلها في سوريا إثر العمليات العسكرية التي ساندت بها حكومة دمشق، في مختلف المناطق السورية، فأخذت تطبق نموذج “الممرات الآمنة“، التي كان أحد أبرز استراتيجياتها لوصول نفوذها داخل عديد المناطق في سوريا.

ممرات آمنة في “أوكرانيا”

وصباح الثلاثاء بدء سريان وقف إطلاق النار المؤقت في أوكرانيا، وذلك بهدف إجلاء المدنيين من خمس مدن بينها العاصمة كييف، بعد إعلان موسكو عن إنشاء ممرات آمنة للسماح للمدنيين الأوكرانيين بالمغادرة من البلدات والمدن التي تتعرض للحصار من عملية موسكو العسكرية في أوكرانيا.

واتهمت تقارير إعلامية اليوم، روسيا بتعمد قيادة المدنيين عبر الطرق الآمنة التي أعلنت عنها، إلى روسيا وحليفتها بيلاروسيا، ما أعاد بالذاكرة إلى السياسة التي اتبعتها موسكو في حربها المساندة لحكومة دمشق في مختلف المناطق السورية.

قد يهمك: رئيس وزراء قطري: أغلبية المعارضة السورية “سَلَطة” وموجودة لـ “البزنس”

ويرى الصحفي عقيل حسين، أن موسكو تسعى من خلال استخدام نموذج الممرات الآمنة في أوكرانيا، إلى إيصال رسائل للعالم وللغرب تحديدا،  أنها لا ترتكب جرائم وحريصة على المدنيين، لإخراجهم من مناطق العمليات العسكرية.

ويقول حسين في حديثه لـ“الحل نت“: “هذا النموذج استخدمته في سوريا بصورة جدا سيئة، في حالة لم يبق فيها أمام المدنيين إلا الخروج أو الموت، ورفضت السماح بخروج المدنيين وفرارهم قبل أن توقع بهم مجازر وخسائر“.

وحول نقل موسكو هذا النموذج إلى أوكرانيا يضيف حسين: “في أوكرانيا لا تستطيع فعل ذلك لأن تعامل الرأي العام مع أوكرانيا مختلف كما نلاحظ، وستكون انعكاسات ذلك عليها كبيرة، خاصة وأنها تريد الحفاظ على التأييد ولو كان محدود لعملياتها العسكرية في أوكرانيا“.

تسهيل الاجتياح الروسي

ويؤكد حسين أن روسيا تسعى لتسهيل عملياتها العسكرية في عدد من المناطق الأوكرانية، ويقول: “بلا شك خروج المدنيين وإخلاء المناطق يساعدها على تنفيذ هذه السيطرة ويزيل من أمامها عقبة إمكانية وجود مقاومة شعبية، من مصلحتها خروج المدنيين“.

ويشير حسين إلى أن استمرار العمليات العسكرية في أوكرانيا، سيسبب لروسيا المزيد من المتاعب، لا سيما مع استمرار تفاعل الموقف الغريب، حتى ولو لم يصل إلى حد إعلان الحرب رسميا على روسيا.

ويدعم اعتقاده بالقول: “روسيا مرتبكة من ردود الأفعال، إن كانت العقوبات الاقتصادية، أو الدعم السياسي الكبير الذي حظيت به أوكرانيا في هذه الحرب، أو المساعدات العسكرية التي حصلت عليها أوكرانيا.. روسيا ستواجه المزيد من المتاعب في أوكرانيا حتى لو سيطرت على الأرض“.

التجربة السورية

ونموذج “الممرات الإنسانية” في الحرب، ليس بجديد على القوات الروسية، حيث انتهجت القوات الروسية في سوريا، هذا التكتيك لدعم سيطرتها على العديد من المناطق السورية، خلال حربها ضد فصائل المعارضة.

واعتمدت روسيا هذا التكتيك عبر تطبيق الحصار المنهجي للمدن السكنية في سوريا، وذلك لأشهر وسنوات طويلة، يتخللها قصف تلك المناطق بمختلف أنواع الأسلحة لإنهاك المدنيين، ثم الادعاء بفتح ممرات آمنة بعد أن لم يبق للأهالي خيارا آخر في ظل سياسة “الأرض المحروقة” التي تتبعها القوات السورية بدعم مباشر من الروس.

ونفذت القوات الروسية هذا التكتيك في ريف دمشق، وأجزاء من مدينتي حمص وحماة، وأبرز الممرات الآمنة التي جاءت بعد حصار لأشهر كانت في مدينة حلب، عندما خرج الآلاف من الأحياء المحاصرة بعد قصفها بالطيران والصواريخ لأسابيع وإيقاع المئات بين قتيل وجريح أواخر عام 2016.

اقرأ أيضا: طائرات غربية مقاتلة لردع الغزو الروسي لأوكرانيا.. ما الاحتمالات؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.