تسيطر الأوضاع العسكرية المتصاعدة في أوكرانيا على الساحة الدولية، حيث بدأت آثارها السلبية تظهر على الأرض، من الدمار والقتل وإحداث موجة لجوء أوكرانية كبيرة نحو الحدود الأوروبية.

اعتمدت روسيا منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، على القوة العسكرية البرية المتمثلة بالمدرعات والمدفعية والصواريخ، وبنسبة أقل على القوات الجوية، في حين تعتمد أوكرانيا على قواتها البرية وعلى الطائرات المسيرة لاستهداف الأرتال الروسية المتقدمة.

وفي خضم ذلك، بدأت دول أوروبية بتقديم دعم لوجستي وعسكري لأوكرانيا، يتمثل بالصواريخ المضادة للدروع، وصواريخ “ستينغر” المضادة للطائرات المحمولة على الكتف، لكن ذلك كله لم يوقف الغزو الروسي إنما حد بشكل ما من تقدمه، ومن هناك بدأت المطالبات الرسمية الأوكرانية بتشكيل منطقة حظر جوي فوق أوكرانيا من قبل حلف شمال الأطلسي “الناتو”.

إلا أن “الناتو” رفض فرض منطقة حظر جوي، حيث قال قائد الجيش البريطاني، حسب تقارير صحفية، إن “فرض منطقة حظر طيران لن يساعد أوكرانيا. معظم القصف والتدمير يأتي من المدفعيات وليس من الطائرات الروسية، وإذا قمنا بهذا الأمر فذلك يعني أننا سنضطر إلى إسقاط أنظمة الدفاع الروسية، وسيكون هناك المزيد من القصف العشوائي مع وجود طائرات الناتو وذلك سيؤدي إلى التصعيد”.

إقرأ:احتمالات سيئة تنتظر أوكرانيا وأوروبا بسبب الغزو الروسي؟

هل يتم تزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة؟

في الأثناء نقلت تقارير صحفية عن وزارة الدفاع الروسية، أن قواتها دمرت تقريبا كل القدرات الجوية الأوكرانية، وهذا ما يجعل القوة الجوية الروسية هي المسيطرة على الأجواء الأوكرانية، وفق ادعاء الوزارة.

من جهته، تحدث وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، عن تزويد أوكرانيا بطائرات من بولندا، في الوقت الذي يلح فيه الرئيس الأوكراني على الغرب بتزويد بلاده بطائرات مقاتلة.

وأضاف بلينكن، بأن المحاولة الغربية هي الأحدث لمساعدة أوكرانيا في تصديها للعمليات العسكرية الروسية، ولكن في هذه الصفقة المحتملة تريد بولندا أن تكون على شكل مقايضة، بحيث تقدم مقاتلات سوفيتية الصنع لأوكرانيا، مقابل الحصول على مقاتلات أميركية من نوع “إف 15″، حسب صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية.

حول ذلك يقول ديمتري بريجع، الباحث في الشأن الروسي، لموقع “الحل نت”، إن الغرب لا يريد التدخل بشكل مباشر في الصراع الروسي الأوكراني، لأنه يعرف تداعيات وخطورة مثل هذه الخطوة، فالصدام بين “الناتو” وروسيا بشكل مباشر ستكون له آثار سلبية على العالم قد تتحول لحرب عالمية ثالثة.

وأوضح بريجع، أن الغرب يمكنه تزويد أوكرانيا بالطائرات المقاتلة، ولكن بعدد محدود، أو بطائرات قام الغرب بإعادة تهيئتها من ناحية التجهيزات، بحيث يستفيد منها الأوكرانيون فقط، ولا يستفيد منها الروس في حال تم استيلائهم عليها.
وأشار بريجع، إلى تحذيرات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من تقديم الدعم المباشر لأوكرانيا من الغرب، حيث أن ذلك سيكون له عواقب كبيرة جدا.

وذلك في الوقت الذي تحدثت فيه تقارير صحفية، عن إمكانية تزويد أوكرانيا بنحو 27 طائرة سوفيتية الصنع عبر بولندا، من نوع “ميغ 29″، ونوع “سوخوي 25”.

قد يهمك:أوكرانيا.. المفاوضات إلى طريق مسدود وتحذيرات من كارثة نووية

تصعيد جوي روسي محتمل ما الرد؟

من جهته قال طه عبد الواحد، الباحث في الشأن الروسي، لموقع “الحل نت”، إن روسيا أعلنت موقفها من تزويد الغرب لأوكرانيا بالسلاح، داعية الغرب للكف عن ذلك.

وأضاف عبد الواحد، أنه في حال استخدمت الطائرات الأوكرانية مطارات دول مجاورة أعضاء في “الناتو”، فإن روسيا ستعتبر هذا الأمر بمثابة انخراط من الدولة التي يقع المطار على أرضها في الحرب الدائرة، وبالتالي قد ترد روسيا بقصف تلك المطارات، ما يعني اندلاع مواجهة بين روسيا و”الناتو”.

إقرأ:من سوريا إلى أوكرانيا.. “فاغنر” لتنفيذ هذه المهمة من أجل بوتين

يذكر أن العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، كانت شهدت تصاعدا ملحوظا خلال اليومين الأخيرين، عبر محاولات التقدم الروسية نحو مدن تحيط بالعاصمة كييف، إلا أنها جوبهت بمقاومة أوكرانية عنيفة، فاستهدفت القوات المتقدمة وألحقت بها خسائر كبيرة، كما استهدفت عددا من الأرتال الروسية خارج المدن، في معركة يُعتقد أنها باتت مفتوحة على احتمالات عديدة، وما قد سيزيد من ضراوتها هو دخول سلاح الجو بين الطرفين المتحاربين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.