تعاني مهنة تربية النحل في سوريا، من خطر الاندثار، لا سيما مع التراجع الكبير في إنتاج العسل، وعزوف عشرات النحالين عن العمل، بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج، والانخفاض الكبير بسبب العوامل المناخية، فضلا عن تراجع الاستهلاك بسبب الأسعار المرتفعة.

إنتاج العسل سيء

عضو اتحاد النحالين العرب عبد الرحمن قرنفلة، أشار إلى أن إنتاج هذا العام من العسل، لن يكون جيدا، وذلك بعد أن لعبت الظروف المناخية دورا سيئا جدا، تضرر على إثره الإنتاج في موسم الحمضيات بسبب الصقيع الذي أثر على نسبة الإزهار، فالخلية التي كانت تنتج 30 كغ من العسل، اقتصر إنتاجها هذا العام على 5 كغ.

وقال قرنفلة في تصريحات نقلتها صحيفة “البعث” المحلية الثلاثاء: “كذلك في موسميّ حبة البركة والكزبرة، عواصف الغبار وارتفاع الحرارة المفاجئ قضى على الإنتاج، ما جعل النحالين يعتمدون على موسم اليانسون بشكل أساسي، الأمر الذي تسبب بارتفاع الحمولة الرعوية لأكثر من عشرة أضعاف بسبب الكثافة الكبيرة، مما سيخفض أيضاً من نسب الإنتاج“.

قد يهمك:بعد الأمن الغذائي.. الأمن المائي للسوريين مُهدّد

وتوقع قرنفلة ارتفاع أسعار العسل في سوريا، بنسبة قد تصل إلى 150 بالمئة، وبرر ذلك قائلا: “الارتفاع نتيجة انخفاض الإنتاج وارتفاع التكاليف، فأجور نقل الخلايا بين المحافظات أصبحت كبيرة جداً، وأي نحال يدفع خلال العام 6 ملايين ليرة على الأقل كأجور نقل فقط، فبعد أن كان ثمن الكيلوغرام الواحد في الموسم الماضي 20 ألف ليرة، لا يمكن أن يقل هذا العام عن 40 ألف كحد أدنى.

وبحسب تصريحات قرنفلة، فإن النحالون اضطروا هذا العام، لدفع ما بين 800 – 1500 ليرة للفلاح على كل خلية يضعها في أرضه، في وقت يدفع الفلاحون في معظم دول العالم 8 دولارات للنحال على كل خلية لقاء إبقائها في أرضهم لما لها من منافع على المحصول.

الارتفاع في الأسعار، تسبب في انخفاض معدلات الاستهلاك في البلاد، حيث أوضح قرنفلة أن الحاجة محلياً 2500 طن سنويا بين الاستهلاك المباشر والاستهلاكات الصناعية والطبية، معتبرا أن العسل ورغم ارتفاع ثمنه يعد مادة غذائية أساسية وليس مكملة كما يعتبره البعض، ومع ذلك فإن الطلب المحلي عليه ضعيف.

فائض في الإنتاج يواجهه الكساد

اضطر عدد من النحالين إلى بيع نصف خلاياهم، لأنهم لم يستطيعوا تصريف الإنتاج. إذ كان لدى أغلبهم 60 خلية، لكن حاليا لا يمتلكون سوى 30 نحلة فقط، حيث بقيت كميات كبيرة من العسل لديهم، لكنهم لم يتمكنوا من بيعه منذ بدء الموسم الجديد، كما تابع موقع “الحل نت“.

ونقل “الحل نت“، عن أحد مربي النحل قوله إن “الثمن الذي يدفعه التاجر عند اقتناء كل كيلو عسل من هذه السلعة لا يغطي التكلفة وإذ لا يتجاوز المبلغ المعروض 10-13 ألف ليرة“، مشيرا إلى أن الخلية وحدها تجاوزت تكلفتها 300 ألف ليرة، قبل أن تبدأ العمل في جميع مراحلها، مضيفا أن سعر الجملة يجب ألا يقل عن 20 ألف ليرة للكيلو لينجح المربي في تربية النحل، ومع ذلك يبيع النحالون بخسارة بسبب نقص التسويق.

هجرة النحل وانخفاض أعداده

وفي وقت سابق، في كانون الثاني /يناير الماضي، تابع موقع “الحل نت“، ظاهرة هجرة النحل في محافظة درعا، حيث قال عبد المولى أبازيد، في حديث للموقع، عندما قدم مزارعو النحل في الريف الغربي لمحافظة درعا بلاغات إلى وزارة الزراعية تتحدث عن هجرة دورية للنحل، ولخطورة الموضوع، قامت الوزارة بتشكيل لجنة من اتحاد النحالين، وجمعية النحالين، والبحوث والصحة الحيوانية لبحث أسباب وعوامل هذه الظاهرة.

كما انخفضت أعداد النحل في سوريا، وذلك بسبب الإفراط في استخدام المبيدات الحشرية، وضعف المراعي نتيجة الحرائق الأخيرة، وتصورات المزارعين الخاطئة بأن النحل مضر لهم.

اقرأ أيضا: كيلو البوظة بـ20 ألف ليرة سوريّة.. رفاهية ومواد مسرطنة!

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.