في ظل الوضع المأزوم سياسيا وإقليميا؛ لاسيما تلك المتعلقة بالملف النووي الإيراني، واستعصاء مفاوضات فيينا، حددت الخارجية الأميركية، اليوم الأربعاء، إن الولايات المتحدة يمكن أن تعود إلى الاتفاق النووي بسرعة كبيرة إذا تخلت إيران عن مطالبها التي ليست في إطار الاتفاق النووي وإذا التزمت بالبنود ضمن الاتفاقية النووية.

عدم جدية إيران

في السياق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، لقناة “إيران إنترناشيونال” اليوم الأربعاء، إن الولايات المتحدة يمكن أن تعود إلى الاتفاق النووي إذا تخلت إيران عن مطالبها التي ليست في إطار الاتفاق النووي.

وفي إشارة إلى أن الولايات المتحدة وإيران على اتصال غير مباشر من خلال نائب رئيس السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إنريكي مورا، قال برايس في مؤتمر صحفي يوم أمس الثلاثاء: “إن الولايات المتحدة وأوروبا تنتظران ردا بنّاء من إيران لإحياء الاتفاق النووي والتخلي عن قضايا خارجة عن إطار هذا الاتفاق”.

وكان مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي قد صرح مؤخرا، إن محادثات الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع إيران وصلت إلى “طريق مسدود”.

كما حذر غروسي من أن “تصعيد التوترات لن يساعد أي من الجانبين في المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي”. وأضاف: “إيران تقوض عملنا وتزيل الشفافية عنها بإزالة كاميرات المراقبة في منشآتها النووية”.

وشدد غروسي على أن العثور على آثار يورانيوم في المنشآت الإيرانية هو مسألة فنية وليست سياسية، واتهام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالسياسة جزء من لعبة الضغط التي تمارسها إيران على الغرب.

وفي وقت سابق، زعم وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أن إيران لم تفرّ من طاولة المفاوضات، وقال: على الرغم من استمرار تبادل الرسائل غير المباشرة بين طهران وواشنطن، ورغم التقدم الذي تم إحرازه في مسار هذه المحادثات، قررت الولايات المتحدة فجأة تقديم قرار إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

قد يهمك: مخاطر عودة التسلح النووي في العالم.. آثار كارثية؟

حرب بين إيران وإسرائيل؟

ضمن سياق الملف النووي الإيراني، قال مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، جون بولتون، لقناة “إيران إنترناشيونال” اليوم الأربعاء، إنه إذا عادت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الاتفاق النووي مع إيران، فإن إسرائيل ستشعر بالتهديد وستزداد احتمالية نشوب حرب بين طهران وتل أبيب.


وتابع بولتون: “إذا عادت إدارة بايدن للاتفاق النووي، فإنها سترتكب خطأ كبيرا، لأن إسرائيل ستشعر بالتهديد، مما يزيد من احتمالية تحول الحرب بالوكالة بين طهران وتل أبيب إلى حرب حقيقية”.

وفي تقدير بولتون، “لقد وصل الوضع في المنطقة إلى نقطة خطيرة للغاية فيما يتعلق بالتهديد الإيراني، لكنني لا أعتقد أنه ستكون هناك حرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط على المدى القصير”.

وأضاف مستشار الأمن القومي الأميركي السابق: “ليس هناك احتمال جدي لوقوع حرب بين إيران والولايات المتحدة، لأنها ستكون انتحارا لطهران”.

ورجح إلى أن احتمال إحياء الاتفاق النووي ضعيف للغاية، وإذا فشلت محادثات فيينا، من جهة، فمن الممكن أن تقوم “إسرائيل أو غيرها” “بعمل سري أو علني” لوقف برنامج إيران النووي، ومن جهة أخرى، ستزيد العقوبات ضد طهران”.

وتعليقا على تصريحات وزير الخارجية الإيراني بأن “حكومة الولايات المتحدة قد طمأنت طهران بأن قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية فارغ”، قال بولتون: “يجب تحديد هذا المصدر الداخلي في حكومة الولايات المتحدة منذ متى وإلى أي مدى استطاع أن يفيد طهران، لأن مثل هذه الإجراءات ستقوض الجهود الدولية للحفاظ على الأمن العالمي”.

وحذر مستشار الأمن القومي الأميركي السابق على أنه “ما لم يتغير النظام في إيران، فإن خطة طهران لتهديد العالم ستستمر”.

وعلى الرغم من بعض التنازلات التي تحدث الغرب عن إمكانية تقديمها للتوصل للاتفاق، إلا أن الإيرانيين غير جادين في إنجاز الاتفاق، حيث سبق وأن شدد الغرب خلال الفترة الماضية موقفه بشأن إزالة “الحرس الثوري الإيراني” من قائمة الإرهاب، والذي طالبت به إيران، مطالبا بتقديم إيران التزاما علنيا بخفض التصعيد في المنطقة مقابل إزالة اسم الحرس الثوري من لائحة الإرهاب، كما نقل الموقع عن مصدرين غربيين أن الإيرانيين رفضوا تقديم الالتزام العلني، وفق متابعة “الحل نت”.

ويرى مراقبون، أن الغرب يعلمون أن إيران تعمل على الكثير من المماطلة والمراوغة في المحادثات، وأنها غير مستعدة حتى الآن للعودة إلى الاتفاق النووي، فعودة الاتفاق تتضمن كف إيران يدها عن التدخل في الدول المجاورة، وهذا ما لا تريده طهران.

قد يهمك: استراتيجية إسرائيلية جديدة ضد إيران.. تصعيد واسع؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.