أسواق الخضار والفواكه السورية، مع فصل الصيف باتت تتأرجح بين هبوط وارتفاع، ففي الوقت الذي تشهد فيه أسعار الخضار انخفاضا ملموسا، ترتفع أسعار الفواكه بشكل كبير لدرجة أن غالبية السوريين لا يملكون القدرة المادية على شرائها.

أسعار متفاوتة والثوم يتهاوى

بحسب موقع “صاحبة الجلالة” المحلي، شهدت أسعار الخضار، يوم أمس الخميس، انخفاضا وبالأخص البندورة التي باتت تباع بين 700 و1100 ليرة في حين وصل سعر الكيلو منها في الشهر الماضي إلى 5 آلاف ليرة، وذلك نقلا عن عضو لجنة تصدير الخضر والفواكه في سوق الهال محمد العقاد.

أيضا انخفض سعر الكوسا إلى ما بين600 – 700 ليرة، والفاصولياء ما بين 1500- 2000 ليرة، والباذنجان ما بين 600 – 700ليرة، والبازلاء ما بين 1500 – 2000، والبطاطا 1900- 2000 ليرة.

من جهة ثانية، واصلت كل أنواع الفواكه ارتفاعها حيث لا يوجد فاكهة في السوق يقل سعرها عن 3500 ليرة، فقد وصل سعر الكرز إلى 6 آلاف ليرة، والمشمش 4 آلاف ليرة، والدراق إلى 7 آلاف ليرة، ومع ذلك لايزال تصديرها مستمرا حيث يتم تصدير 5 برادات يوميا من الكرز والدراق والمشمش والخوخ إلى دول الخليج والسعودية كما أكد العقاد.

من جهة أخرى، يعاني الفلاح الذي قام بزراعة الثوم من الإحباط، فالخسائر التي تحيق به يوميا فادحة، حيث يباع كيلو الثوم اليابس في السوق ما بين 700- 1000 ليرة، في حين أن هذا المبلغ لا يفي بسعر التكلفة لاسيما وأن الفلاح يدفع سعر لتر المازوت 5 آلاف ليرة، ودونم الثوم يحتاج إلى 400 لتر مازوت، أي إن هناك خسارة في رأس المال بقيمة مليونين و600 ألف ليرة، عدا أجور القلع والنقل والأسمدة، فأجار نقل السيارة لمسافة تبعد بين مدينتين نحو 80 كم تصل إلى 400 ألف ليرة، ما دفع الفلاحين لإطعام الثوم للأغنام قبل أن يفسد.

وانتقد مزارعو الثوم تحديد مدة شهرين في قرار تصدير الثوم الذي صدر مؤخرا بسبب طوفان السوق فهذه المدة لا تكفي لتجهيز الثوم ، فهو ليس كغيره من الفواكه والخضروات، حيث يحتاج إلى توضيب يشمل تجفيفه وقصه وفرزه وهذا يستغرق شهرين، وبذلك تكون مدة قرار التصدير قد انتهت ولم يستفد الفلاح من التصدير بشيء مضيفين أنه ليس المهم أن نصدر قرارات فحسب المهم التعمق بالقرار قبل إصداره، داعين لإعادة النظر بقرار تصدير الثوم وجعل مدته مفتوحة ليستفيد الفلاح قدر الإمكان.

أيضا يفكر أغلب الفلاحين في التخفيف من الكميات المزروعة من البطاطا والبندورة وهذا بدوره يمكن أن يرفع أسعارها العام القادم.

إقرأ:السوق السوداء تسيطر على الزراعة في سوريا

المازوت الأسود يسيطر على الزراعة

تقرير سابق لـ”الحل نت”، أشار إلى تعرض القطاع الزراعي في موسم 2021 ـ 2022 لكم كبير من الصعوبات والمعوقات، وفي مقدمة هذه المعوقات تأمين مادة المازوت الأساسية لري محاصيل الحبوب والقطن والشوندر والحمضيات والخضار والفواكه.

وزير الزراعة حسان قطنا، كشف في الشهر الماضي أن كمية المازوت بالسعر المدعوم المباع لقطاع الزراعة في الموسم الحالي 2021 ـ 2022 بلغ 47.6 مليون ليتر من إجمالي الكمية التي تحتاجها الزراعة والبالغة 221 مليون ليتر وفق ما هو مخطط من قبل الوزارة أي بنسبة 21.5 بالمئة فقط.

وبحسب التقرير، فإن النسبة أو الكمية كبيرة جدا وهي مؤشر على أن الدعم لقطاع الزراعة كان محدودا جدا، مشيرا إلى أن الآليات الحكومية غير فاعلة، فالكميات المصارة من المازوت تقدر بالأطنان وليس بآلاف الليترات، ولو كانت الجهات المكلفة بتوزيع المادة جادة بإيصالها إلى المنتجين وليس لتجار السوق السوداء عبر آليات فعالة تمنع تسربها، لكان القطاع الزراعي ارتوى بنسة أكبر من المازوت المدعوم.

قد يهمك:استمرار ارتفاع أسعار فواكه الصيف بسوريا.. الدراق بـ11 ألف

الزراعة في سوريا، تعاني من العديد من العوائق والمشكلات، فهناك ارتفاع في أسعار المازوت، والأسمدة بشكل كبير، وفي مقابل ذلك يعاني المواطنون من انعاكاسات هذه الارتفاعات على أسعار الخضار والفواكه

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.