حملة تحريضية لم تنضب منذ صباح اليوم الأحد، تشنها الميليشيات العراقية الموالية إلى إيران ضد “جهاز المخابرات” العراقي، فما سببها وما دوافعها؟

انطلقت الحملة عبر المنصات التابعة للميليشيات “الولائية”، وخصوصا عبر “تليجرام”، وعلى رأسها قناة “صابرين نيوز”، التابعة لميليشيا “كتائب حزب الله”.

تلك المنصات، حذّرت وهدّدت العديد من ضباط “جهاز المخابرات” بطرق غير مباشرة، بقتلهم قريبا، وما يدلل على تلك النية، نشر تلك المنصات لوثائق وأسماء وأرقام هواتف وعناوين سكن عدد من الضباط.

جاءت الحملة التحريضية بحسب المنصات “الولائية”، على خلفية تصريحات وزير الخارجية الأميركي السابق، مايك بومبيو، البارحة، عن عملية اغتيال قائد “فيلق القدس” الإيراني قاسم سليماني.

المنصات، قالت إن بومبيو صرح بأن “جهاز المخابرات” العراقي ساعد القوات الأميركية في ليلة المطار، التي حدثت في 3 كانون الثاني/ يناير 2020، عند مطار بغداد الدولي، وأسفرت عن مقتل سليماني ونائب رئيس هيئة “الحشد الشعبي”، أبو مهدي المهندس.

“خط أحمر”

الحقيقة، أن بومبيو لم يتطرق في الحوار المتلفز الذي أجرته معه قناة “العربية” السعودية، إلى أي دور عراقي في الضربة الحوية التي قتلت سليماني، وتم تلفيقها من قبل منصات الميليشيات “الولائية”.

ما قاله بومبيو، إن قتل سليماني، جاء لإيقاف مؤامرة تورط فيها قائد “فيلق القدس”، تتمثل بـ “هجوم وشيك” لقتل نحو 500 أميركي، “وأتيحت لنا الفرصة للقضاء على تلك المؤامرة، وفعلنا ذلك”.
 
عراقيا، رفض رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي تلك الحملة، وقال إن القوى الأمنية “خط أحمر”، وأن الحكومة ستقف بوجه كل من يسعى لتصدير الفوضى، على حد تعبيره.

من جهتها، اعتبرت خلية “الإعلام الأمني” في بيان لها، التحريض “الولائي”، بأنها حملة تشويه ممنهجة ضد الأجهزة الأمنية، وهدفها النيل من الدولة ومؤسساتها الأمنية، مؤكدة أن ما تصدره تلك المنصات، هي شائعات فقط.

التهديدات “الولائية”، رافقها انفجار عبوة ناسفة، نهار اليوم، أمام مقر “جهاز المخابرات” العراقي، بمنطقة الحارثية غربي بغداد، لكنها لم تسفر عن أضرار بشرية أو مادية، وهنا يبرز السؤال ما الدوافع من تلك الحملة؟

هدف الحملة

يقول الخبير الأمني هاوكار الجاف، إن الميليشيات تحاول استغلال أي فرصة للنيل من “جهاز المخابرات” العراقي، وهذه ليست المرة الأولى التي تشن بها الميليشيات حملة ضد الجهاز، لكنها استثمرت حديث بومبيو لتحقيق مآربها.

الجاف يضيف لـ “الحل نت”، أن نظرة الميليشيات “الولائية” إلى “جهاز المخابرات” كانت وستبقى بأنه عميل لصالح أميركا، وتلك عقيدة ثابتة لديها، حيث تم تعبئة عناصر الميليشيات بتلك الفكرة من قبل قياداتها.

الخبير الأمني يردف، أن قيادات الميليشيات خلقت تلك الفكرة المغلوطة؛ فقط لأن القوات الأميركية صنعت ودرّبت عناصر “جهاز المخابرات” بعد 2003 إبان تواجدها في العراق، بعد إسقاط نظام صدام حسين.

ويشير الجاف، إلى أن الجهاز يحظى بسمعة طيبة جدا وبثقة كبيرة من قبل الشارع العراقي، وهو ما يزعج الميليشيات وقياداتها الخاضعة لطهران، وبالتالي تحاول استثمار أي فرصة ضذ الجهاز.

الجاف يختتم، بأن الهدف من الحملة، إضعاف “جهاز المخابرات” العراقي وتسقيطه، وتكريس وترسيخ قوة “الحشد الشعبي” والميليشيات “الولائية” في العراق وبسط نفوذها وهيمنتها على الساحة الداخلية العراقية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.