على الرغم من استقرار الليرة السورية لأشهر عديدة، فإن المواطن في سوريا دائما ما يشعر بالحيرة بسبب استمرار ارتفاع أسعار المواد والسلع بشكل يومي، فلم تعد التصريحات المتكررة لسلطات حكومة دمشق، التي تحاول إبقاء السيطرة على الوضع، تقنع المواطنين الذين يعانون من ارتفاع الأسعار في الأسواق العامة ورخصها في سوق الجملة، ولاسيما الخضار خلال هذا الموسم، في حين أن جهود دوريات التموين الرامية إلى إبقاء الأسعار تحت السيطرة باءت بالفشل.

الخضار إلى انخفاض جديد

يبدو أن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، غير قادرة على الحفاظ على التسعير والسيطرة على السوق والتغلب على أزمة الأسعار، فلا دوريات تموين ولا جولات ميدانية لمراقبة المحال المخالفة، كما أن فرض الغرامات المالية لم يعد له تأثير عليها.

بدوره، قال محمد العقاد، عضو لجنة تجار ومصدري الخضار والفواكه في دمشق، لصحيفة “الوطن” المحلية، اليوم الثلاثاء، إن أسعار الخضار “ببلاش” في سوق الهال، مضيفا “ولكننا نسمع أن الأسعار في ارتفاع في الأسواق بشكل عام مع انخفاض ملحوظ في أسعار بعض الخضراوات في سوريا، خصوصا البندورة والبطاطا والفاصوليا والخيار والباذنجان وغيرها”.

وأوضح العقاد، أن هذه الأسعار ليست ثابتة، ومن الممكن أن تتغير بل سوف تشهد الأسواق انخفاضا أكثر في الأيام المقبلة بعد وصول موسم الخضار من درعا، باعتبار أن الإنتاج البلدي من الخضار سيباع في الأسواق، خاصة أن البندورة البلدية لا يتم تصديرها.

وبحسب العقاد، فإن الأرقام الصادرة عن حركة عبور الخضار والفواكه عبر معبر جابر إلى دول الخليج خلال نحو أسبوعين أظهرت تصدير حوالي 154 شاحنة تقدر وزنها بنحو 38.650 طنا، مؤكدا تحسّن الكميات المصدرة من الفواكه والخضار خصوصا البندورة.

المواطن الحلقة الأضعف

بحسب النشرة الصادرة عن سوق الهال، يبلغ سعر كيلو البندورة حوالي 500 ليرة سورية، بينما تبلغ كلفة الحورانية 1000 ليرة سورية، أما سعر البطيخ فيتراوح ما بين 700 و1000 ليرة، وقيمة الأناناس فتبلغ 500 ليرة، والكوسا 400 ليرة، أما الفليفلة الخضراء فتبلغ كلفتها ما بين 600 و800 ليرة، والخيار ما بين 400 و600 ليرة، والبصل 400 ليرة، في حين بلغ سعر كيلو الدراق نحو 6000 ليرة والكرز كذلك، أما المشمش فقد انخفض سعره إلى 5000 ليرة.

ووفقا لعضو لجنة تجار ومصدري الخضار والفواكه في دمشق، في الوقت الذي تسجل فيه أسعار الخضار والفواكه في المحال والأسواق الأخرى ثلاثة أضعاف السعر الموجود في سوق الهال، فإنه بات واضحا أن هنالك خلل لا يمكن تجاهله، لأنه سيناريو يواجهه المواطنون السوريون يوميا.

وردا على ذلك، قال عضو لجنة الخضار في سوق الهال المركزي بدمشق، أسامة قزيز، إن أسعار الخضار انخفضت بشكل جيد، مضيفا أن “صادراتنا من الخضار ستنخفض في الأيام المقبلة، لأن الموسم البلدي يصدر فقط بنسب صغيرة”، ولكن على الرغم من الأسعار المنخفضة، لا تزال بعض السلع والمواد غير متوفرة وبعيدة عن متناول الأيدي لأغلب الناس، ولأكثر من عامين كان المستوى الإجمالي للأسعار في ارتفاع يومي تقريبا، الأمر الذي أثر على السلع الأساسية والإمدادات الأساسية والغذاء، وفق وصفه.

وتابع قزيز، “الطلب على السلع لا يزال منخفضا، بسبب الارتفاع الذي طال معظم السلع كالألبان والأجبان والرز والسكر والزيوت، مما يفسر عدم قدرة بعض السكان، وخاصة أولئك من ذوي الدخل المحدود، على تلبية كل احتياجاتهم الشهرية في وقت واحد، واضطرارهم إلى شراء السلع على فترات تمتد من أسبوعين إلى عشرة أيام”.

سعر غير مسبوق لليمون

على الرغم من انخفاض أسعار بعض الخضار في سوريا، مع بدء الموسم الصيفي، إلا أن هناك أنواعا أخرى ارتفعت إلى حد غير مسبوق، خاصة أنها في نهاية موسمها، ويأتي الليمون على رأسها.

وبحسب تقرير لموقع “أثر برس” المحلي نُشر الأحد الفائت، تشهد أسواق دمشق ارتفاعا بأسعار الخضار وعلى رأسها الليمون في ظل انخفاض الكميات الموجودة من المادة وانتهاء الموسم، مضيفا أن سعر كيلو واحد من الليمون يصل لـ10 آلاف ليرة، وبعض المتسوقين يشترونه بالحبة حيث يتراوح سعرها بين 2000 – 2500 ليرة، حسب حجمها إن وجدت.

ونقل التقرير، عن باعة للخضار أن ارتفاع ثمنه يعود لانتهاء موسمه، بينما المتواجد الآن في السوق هو مخزّن بالبرادات ولا يتواجد بكميات كبيرة تغطي حاجات المواطن، كما نقل عن عضو لجنة تجار ومصدري الخضار والفواكه بدمشق أسامة قزيز، قوله إن موسم الليمون انتهى من الساحل السوري ,ويتم استيراده من لبنان، ولكن حاليا لا يوجد استيراد وهذا السبب وراء ارتفاع ثمنه وفقدانه من بعض الأسواق.

يشار إلى أن سوق الخضار والفواكه يعاني منذ نهاية العام الماضي من ارتفاع مستمر في الأسعار، بلغ درجةً أُرهق معها المواطن السوري بالتزامن مع تردي الوضع الاقتصادي وتدني مستوى الدخل وانهيار الليرة السورية لدرجة غير مسبوقة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.