مع استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا، وعدم التوصل حتى الآن إلى حل يتوقف بموجبه هذا الغزو، بدأت بعض القوى الغربية بالتحذير من اندلاع حرب عالمية، بسبب إصرار روسيا على اجتياح أوكرانيا ومواجهة أوروبا، باعتبار نفسها كإحدى القوى الدولية الكبرى.

استعدادات أوروبية للمواجهة

القائد الجديد للجيش البريطاني الجنرال باتريك ساندوز، أبلغ جنوده بضرورة الاستعداد، لمواجهة روسيا في إطار حرب عالمية ثالثة محتملة.

ونقلت صحيفة “ذا صن” البريطانية قبل أيام، عن ساندرز قوله في أول رسالة له منذ توليه المنصب الأسبوع الماضي، إن “الهجوم الدامي الذي شنه بوتين على أوكرانيا قد هز أسس الأمن العالمي“، متعهدا بـ“تشكيل جيش يمكنه هزيمة روسيا في المعركة“.

وأضاف: “هناك الآن ضرورة ملحة لتشكيل جيش قادر على القتال إلى جانب حلفائنا وهزيمة روسيا في المعركة“.

قد يهمك:خسارات روسية متلاحقة في أوكرانيا.. ماذا بعد؟

واعتبر ساندرز أن الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، في شباط/فبراير الماضي، شكل تغيرا للعالم، ما يعني احتمالية اندلاع حرب عالمية، وأردف قائلا: “يجب أن نعد الجيش للقتال في أوروبا مرة أخرى، غزو أوكرانيا يؤكد ضرورة تحقيق هدفنا الأساسي وهو حماية المملكة المتحدة من خلال الاستعداد للقتال وكسب الحروب على الأرض“.

من جانبه قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إن الغرب لا بد أن يواصل الدعم للأوكرانيين فيما يسعون لاستعادة مناطق سيطرت عليها روسيا، مشيرا إلى أنها ستكون “كارثة” إذا تمكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من الانتصار.

روسيا تجر العالم للحرب

إن وجود روسيا كإحدى القوى الدولية الكبرى وفق الرؤية الروسية، بات من الصعب التعايش معها من قبل المجتمع الدولي، خاصة بعد غزو موسكو لأوكرانيا، حيث تسعى واشنطن مع حلفائها الغربيين لوضع خطة تهدف في عزل وإضعاف روسيا إلى أجل غير مسمى وطويل الأمد.

حيث بدأت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وحلفاؤها الأوروبيون التخطيط لعالم مختلف تماما، حيث يسعون بنشاط لعزل وإضعاف روسيا ضمن استراتيجية طويلة الأمد، بحسب تقارير غربية.

ويرى الأكاديمي والباحث السياسي في مركز “لندن” للدراسات السياسية والاستراتيجية، مايكل مورغان، أن الأمل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أو السلام في أوكرانيا يتضاءل كل يوما بعد يوم، خاصة بعد زيادة الهجمات الروسية على المرافق الحيوية والطبية في أوكرانيا خلال الساعات القليلة الماضية، مما يصعب المهمة أكثر على المفاوضين الحصول على اتفاق سلام في ظل هذه الهجمات العنيفة.

وحول إمكانية اندلاع حرب عالمية, قال مورغان في تصريحات سابقة لـ“الحل نت“: “إذا تراجع أحد الطرفين (الروسي أو الأوكراني) عن موقفه فهو إعلان عن خسارته في المعركة، وإذا لم يتراجع أحد الطرفين، فهذه مواجهة مباشرة قد تكون شرارة “الحرب العالمية الثالثة“، وخاصة بعد دعم الصين لبوتين وروسيا من خلال اتفاقيات التبادل الاقتصادي الضخمة المبرمة بين البلدين في ظل غياب الدولار الأمريكي“.

قد يهمك: هل تنجح الأمم المتحدة في إنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة