تجري عدة تحركات وأطراف دولية بين الجانبين الروسي والأوكراني، بغية التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا، حيث لم تؤدِ أي جهود أو محادثات بين الجانبين حتى الآن إلى أي حل واضح ورسمي لإنهاء هذا الصراع، الذي اندلع منذ قرابة الشهرين.

وفي مبادرة جديدة من نوعها، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لوقف العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، وإحلال السلام بالمنطقة. كما وأعلن الكرملين، يوم أمس، عن زيارة لغوتيريش إلى روسيا الأسبوع المقبل، حيث سيلتقي بالرئيس فلاديمير بوتين، في أول لقاء له منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

لكن احتمالات نجاح ذلك، لا يبدو بهذا الأمر السهل والقريب، وذلك لعدة أسباب دولية وإقليمية، وصعوبة تراجع روسيا عن تحقيق أطماعها بأوكرانيا، خاصة بعد تدميرها لعدد من المدن في أوكرانيا، بالإضافة إلى استمرار الاشتباكات والقصف حتى الآن، والتخوف الدائم الذي يرافق الغرب من أن موسكو لن تلتزم بأي اتفاق في حال حدوثه.

لا إنهاء للحرب في أوكرانيا!

كشف المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن “غوتيريش سيصل الثلاثاء المقبل إلى موسكو لإجراء محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، كما سيستقبله بوتين”.

جاء إعلان روسيا بعد ثلاثة أيام من رسالة الأمين العام إلى موسكو وكييف يطلب فيها لقاء الرئيسين الروسي والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، كلا في بلاده.

تعقيبا على ذلك، يقول الأكاديمي السياسي والمراقب الدولي العسكري السابق، كمال الزغول، إن “لقاء أنطونيو غوتيريش يوم 26 نيسان/أبريل بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والرئيس الروسي هو أمر مهم ليس فقط في إيجاد خارطة طريق للمفاوضات بين أوكرانيا وروسيا وإنما هو استعادة دور الأمم المتحدة الذي تم تهميشه خلال فترة الحرب، هذا اللقاء مبدئيا قد يفضي إلى وقف مؤقت لإطلاق النار وضمن مناطق جغرافية معينة لتأمين ممرات إنسانية متفرقة”.

وأردف المراقب الدولي العسكري السابق خلال حديثه لموقع “الحل نت”، “من الممكن أيضا، أن يكون هناك تبادلا لبعض الأسرى وجثث الجنود الذين قتلوا من الطرفين في ساحة المعركة، لكن قد لا يؤدي إلى وقف شامل لإطلاق النار، بالإضافة إلى أن اللقاء سيعيد لم شمل الدول الأعضاء في مجلس الأمن ويقلل من التصعيد بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، ويقرب وجهات النظر حول تبادل مقترحات جديدة حول إقليم دونباس وشبه جزيرة القرم، وفي هذا الصدد أقول أن دور الأمم المتحدة دائما يسبق أي تخفيف لحدة التصعيد في أي حرب ويعكس رؤية الدول العظمى من خلف الكواليس بصياغة الاتجاه السياسي الذي تتبناه”.

وعليه، فإن مبادرة غوتيريش تعتمد على تبني الخطوة الأولى في الحرب وهي تأمين ممرات إنسانية وإيجاد سبيل لوقف إطلاق نار مؤقت، وفق تعبير الأكاديمي السياسي.

قد يهمك: روسيا تعرقل إدخال المساعدات إلى سوريا بسبب أزمتها في أوكرانيا؟

أمريكا وروسيا على طاولة الحوار

في سياق مواز، جاء الإعلان من المنظمة الدولية بأن الأمين العام للأمم المتحدة سيلتقي الرئيس الأوكراني في كييف الأسبوع المقبل.

وأوضحت المنظمة الدولية في بيانها، أن غوتيريش سيلتقي  يوم الخميس القادم زيلينسكي، بعد محطة له في موسكو للتشاور مع بوتين بشأن الحرب في أوكرانيا.

وفي تقدير المراقب الدولي العسكري السابق، الذي تحدث لـ”الحل نت”، “طالما لم تجلس الولايات المتحدة وروسيا على طاولة الحوار فلن يتحقق السلام في أوكرانيا، فإذا استطاع غوتيريش جلب الدولتين الكبار إلى الطاولة عندها سنتحدث عن مرحلة تحول جديدة وحاسمة حول الحرب في أوكرانيا”.

وإن ما يثير الاستغراب هو أن وزير الدفاع الأمريكي لويد اوستن سيناقش يوم الثلاثاء القادم مع نظرائه في حلف الشمال الأطلسي في قاعدة “رامشتاين” الجوية، وسائل الدعم لأوكرانيا الآن وفي فترة ما بعد الحرب، وهذا يتزامن مع نية غوتيرش لقاء مسؤولين روس في موسكو حسب ما ورد على لسان جون كيربي المتحدث باسم “البنتاغون”، على حد قول المراقب الدولي العسكري السابق لـ”الحل نت”.

يبدو أن محاولات إنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا لا تحمل آمال سواء من خلال الأطراف الوسيطة أو الدور الذي تحاول الأمم المتحدة القيام به وهي في مجملها مساعي سياسية، لكنها في الوقت ذاته لا تملك في الواقع الشروط التي تسمح بأن تكون تلك المبادرات لها فعالية، لا سيما أن الوضع الميداني ما يزال مشتعلا والأحداث تزداد وتتفاقم بوتيرة سريعة، كما أن بوتين الذي يقوم بإعادة التموضع عسكريا سوف تتجه قواته لتنفيذ عملياتها العدوانية وبالتالي كرة اللهب سوف تحترق من جديد وتشعل الصراع.


قد يهمك: روسيا بين فكيّ كماشة في أوكرانيا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.