بين من عاد طوعا ومن أجبر على العودة بعد التوقيع على أوراق “العودة الطوعية” يغادر تركيا أسبوعيا مئات اللاجئين السوريين وسط ظروف مختلف جعلت قسم منهم يتخذ هذا الخيار بينما آخرين أجبروا على اتخاذه أو تم ترحيلهم قسرا.

وبالأمس، قال ممثل تركيا لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين للأمم المتحدة، فيليب لوكلير: إن “حوالي 800 لاجئ سور يعودون كل أسبوع لشمال سوريا بشكل طوعي رغم أن الظروف غير ملائمة للعودة” وفق ما نقلته وكالة رويترز.

وحسب لوكلير، فإن معظم من يعودون من العازبين حيث يعودون لمناطق مختلفة بسوريا بينما معظم السوريين في تركيا يعتقدون أن مستقبلهم في تركيا وليس بسوريا في ظل التقديم الضئيل المشهود.

وهذه الحركة في عودة اللاجئين السوريين ومغادرة تركيا بشكل نهائي ليست جديدة، ففي نيسان / أبريل الماضي، قال رئيس إدارة الهجرة، سافاش أونلو، إن “عملية العودة الطوعية بدأت منذ 2016، مشيرا لعودة 1200 سوري خلال أسبوع واحد بينما في الأسبوع الذي سبقه عاد حوالي 900 لاجئ سوري”.

وتزايدت أعداد اللاجئين العائدين من تركيا لسوريا في ظل تعقيد الإجراءات عليهم من جهة والظروف الاقتصادية السيئة من جهة أخرى، فيما هناك شهادات للعديد منهم كان قد تم ترحيلهم بشكل قسري فعليا بعد التوقيع على “العودة الطوعية”.

ما الأسباب وراء عودة اللاجئين السوريين؟

أدى التضييق المتواصل على اللاجئين السوريين في تركيا إلى اتخاذ العديد منهم حل “العودة طوعا”، حيث رصد مراسل “الحل نت” في تركيا حالات عودة طوعية للعديد من اللاجئين الذين لم يكن أمامهم خيار سوى تسليم وثائقهم والعودة لسوريا.

على ضوء ذلك، يقول الصحفي السوري المطلع على أوضاع اللاجئين في تركيا، محمد النجار لـ “الحل نت”:

“أعتقد أن أرقام العائدين من تركيا لسوريا صحيحة، ولو كانت كذلك، فليس جميعهم كان لديه الرغبة بالعودة طوعا، التشديد الحاصل عليهم من قبل الهجرة التركية، جعل قسم منهم يفكرون ليس بالعودة لسوريا وإنما التوجه لبلدان أخرى مثل مصر وأربيل والبرازيل وحتى أوروبا عبر التهريب”.

ويضيف، أنه سيزداد أعداد السوريين الذين سيغادرون تركيا في الفترة المقبلة ولكن ليست مغادرة طوعية، وأظن أن من سيعود عودة طوعية فعلا ستكون أعدادهم قليلة جدا.

كما يؤكد النجار، أن تركيا فيها ما يريده السوري لذلك فهو مستقر هنا، لا يمكنه العودة لبلد مدمر لا تتوفر فيه بنى تحتية، لكن إعادة الأعمار أو سقوط نظام الأسد قد تجعله يفكر في العودة طوعا.

سياسة التضييق لها دور

لم يكن ازدياد وتيرة العائدين بشكل طوعي إلى سوريا حاصلة قبل سنوات، لكن يبدو أن الظروف من جهة والقرارات التي ضيقت الخناق على اللاجئين من جهة أخرى زادت من أعداد العائدين مؤخرا.

وفي بداية الشهر الحالي، قال وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو: “لن يسمح للسوريين بزيارة بلادهم في إجازة عيد الأضحى القادمة”.

وسبق أن منعت تركيا اللاجئين السوريين من زيارة بلادهم خلال إجازة عيد الفطر الماضي بعد أن افتتح التسجيل لأيام من ثم أغلق بشكل نهائي، ليكون بذلك السبيل الوحيد للسوريين بالذهاب إلى سوريا وضمان العودة إلى تركيا قد أغلق.

وكان لاجئون سوريون قد تحدثوا لمراسل “الحل نت” في تركيا، خلال الأسابيع الماضية، عن عزمهم العودة إلى سوريا بشكل نهائي بسبب التضييق المستمر عليهم.

في السياق، تعرض العديد من اللاجئين السوريين في تركيا إلى “الترحيل قسرا” بسبب مخالفات بسيطة مثل وجودهم في ولايات غير تلك المسجلين فيها أو عدم حملهم وثائق أو لمجرد وصولهم عبر طرق “التهريب” إلى الأراضي التركية في ظل إغلاق المعابر أمامهم أو لأسباب عديدة أخرى.

الجدير بالذكر أن وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، كان قد قال منذ أيام، إن “عدد السوريين الذين عادوا إلى سوريا بشكل طوعي وصل إلى 506 ألف لاجئ سوري”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة