في تحول جديد، ونتيجة لتفاقم مشكلة إمدادات السكر في سوريا بسبب الأزمة الحالية في البرازيل، أكبر منتج للسكر على مستوى العالم، تحاول دمشق استخلاص من نبتة “ستيفيا” نوع جديد من السكر، والتي تتميز بخصائص عديدة لمرضى داء السكري، إذ تساعد على خفض السعرات الحرارية، وتنظم مستويات السكر في الدم، وتحتوي على فيتامينات ومضادات أكسدة، ولكن لماذا ينصح المختصون بعدم اللجوء إلى زراعته في سوريا؟

حيتان جديدة للسكر في سوريا

لم تتخذ الحكومة السورية أي خطوات في الأشهر الأخيرة لمعالجة التأثير المحتمل لغزو روسيا لأوكرانيا، والذي أدى إلى وقف إمدادات السلال العالمية وضمان امتلاك البلاد لمخزونات كافية من محصول السكر وغيره من السلع الأساسية، الأمر الذي أدى إلى زيادة كبيرة في أسعار السكر.

بعد انتشار زراعة نبات جديد يدعى نبات “ستيفيا” السكري في سوريا، وجّهت وزارة الزراعة أنظارها نحوه، حيث بدأت مؤخرا بإصدار موافقات للسماح بزراعته واستخدامه.

وبحسب ما قاله، رئيس اللجنة الرئيسية للنباتات الطبية والعطرية في اتحاد غرف الزراعة، محمد الشبعاني، لموقع “هاشتاغ” المحلي، يوم الثلاثاء الفائت، فإن المزارعين والمنتجين لهذه النبتة ينتظرون الشركات المتخصصة لتصنيعها وتحويلها من مادة أولية سكرية إلى مادة مصنّعة تدخل في صناعات عديدة.

ووصف الشبعاني، المنتج بـ”الواعد” سواء كان دواء أو مكملات غذائية أو المعجنات المخصصة للريجيم، وذلك لانخفاض كلفة إنتاجه بالمقارنة مع ارتفاع غلة الدونم الواحد، حيث يعادل إنتاج دونم نبات “الستيفيا” 300 ضعف من سكر القصب والشمندر السكري.

وبالتالي قد يبيع المحصول ما بين 40 إلى 50 ألف ليرة للكيلو الواحد حسب حاجة السوق، فضلا عن التوفير من حيث المساحة والزمن ونسبة الحلاوة، فطبقا لحديث الشبعاني، قد تتمكن بعض شركات الأدوية من استجرار المنتج بسبب أهميته واستخدامه في المكملات الغذائية.

وعلاوة على ذلك، بيّن الشبعاني، أن بعض الشركات الوطنية والاستثمارية حاليا تقوم بإجراء بحوث تكنولوجية لاستخراجه، وصناعة سكر خالي من السكريات التي تسبب الأمراض، ولا سيما لمرضى السكري، أو استخدامه في المنتجات الغذائية المخبوزة الخاصة بالريجيم.

ما هو سكر “الستيفيا”؟

في عام 2011، وافق الاتحاد الأوروبي على استخدام “الستيفيا” كبديل للسكر في مجال الأغذية، وكانت أخبار مفرحة حينها لمحبي الحلوى من مرضى السكري، لأن الأوراق الحلوة لنبتة “ستيفيا” هي صفتها المميزة، وحلاوتها هي أكبر ب‍ 30 مرة من حلاوة السكروز، فضلا عن أنها تحتوي على القليل نسبيا من السعرات الحرارية، وبسبب أصولها الطبيعية وخصائصها الصحية المفيدة، أطلق على “ستيفيا” اسم “بديل السكر”.

وبما أن السكان الأصليين في أميركا الجنوبية كانوا أول من استخدموا أوراق الستيفيا منذ مئات السنين، فإن استعمالها ليس جديدا، وبالنسبة لمرضى السكري على وجه الخصوص، توفر “ستيفيا” ميزات عديدة، فتناولها لا يؤثر على نسبة السكر في الدم، وذلك لعدم امتصاص جزيئات الستيفيا في الدم مثل الغلكوز.

وبالإضافة إلى وفرة البروتين والحديد والبوتاسيوم والماغنيسيوم والملح والفيتامين، يحتوي نبات ستيفيا أيضا على كميات كبيرة من المواد المضادة للأكسدة ,بما في ذلك الفلافونويد والتربينات.

لماذا “الستيفيا” غير آمنة؟

وعلى الرغم من سمعة “ستيفيا” كبديل للسكر على الصعيد الصحي، إلا أن الخبيرة في مجال الصحة الجسدية، نوال أبو خلف، حذرت من استخدامه كبديل تام عن السكر العادي، نظرا للدراسات الحديثة التي أجرتها هيئة سلامة الأغذية الأوروبية، حيث توصلت في العام الماضي إلى نتيجة مفادها أن نسبة “الستيفيا” ينبغي ألا تزيد على 4 ميلغ لكل كيلوغرام.

وأشارت أبو خلف في حديثها لـ”الحل نت”، أن نتيجة الأبحاث خلصت إلى أن الحصول على جرعات أعلى من الستيفيا، تسبب بانخفاض وزنها بوضوح، ما يسبب خللا في الاستقلاب، وخاصة لدى مرضى السكر الذين لا يجب أن ينخفض وزنهم بشكل كبير، وهذه التجربة تشير إلى عدم قدرة الجسم على تحمّل كميات كبيرة من هذه المادة.

وحذّرت أبو خلف، من الإكثار من تناول المنتجات التي تحتوي على “الستيفيا” كوسيلة للتخفيف من السعرات الحرارية، وخاصة لدى مرضى السكري والأطفال، لأنها “مضرة بالصحة”، ويمكن تعويض ذلك باستخدام السكر البني.

الجدير ذكره، أن الإحصائيات تشير إلى أنه في عام 2021، بلغ إنتاج الشمندر السكري في سوريا صفر طن، إذ تذبذب إنتاجه بشكل كبير في السنوات الأخيرة، حيث سجل أعلى فترة زيادة خلال الفترة 1971، ثم بدأت المؤشرات في الهبوط حتى عام 2021 منتهيا عند صفر طن.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.