رغم أزمة الكهرباء التي تعاني منها سوريا منذ سنوات، ووصول مدة التقنين إلى 20 ساعة يوميا في بعض المناطق، إلا أن حكومة دمشق سعت لإنشاء خطوط معفاة من التقنين بأسعار مرتفعة، ليصبح التقنين فقط لأصحاب الدخل المحدود الغير قادر على دفع تكاليف الخطوط المعفاة.

“التقنين لناس وناس”

وزارة الكهرباء،أعلنت الخميس زيادة تعرفة بيع الكيلو واط ساعي، للمشتركين الرئيسيين بالخطوط المعفاة من التقنين، كليا أو جزئيا، من القطاعين العام والخاص.

وبحسب ما نقلت وسائل إعلام عن الوزارة، فإن السعر الجديد للكيلو واط ساعي ضمن الخطوط المعفاة من التقنين، أصبح 800 ليرة سورية بدلا من 300، وذلك للمشتركين بمراكز تحويل خاصة لأغراض الاستهلاك المنزلي.

وبحسب بيان وزارة الكهرباء، فإن المشتركين للأغراض الصناعية والحرفية والتجارية، سيتوجب عليهم دفع 450 ليرة، عن استهلاك كل كيلو واط ساعي، كما بلغ سعر الكيلو واط ساعي 800 ليرة، لمشتركي الأغراض السياحية.

أما المشتركين بمحطات ضخ مياه الشرب، والصرف الصحي والمشافي العامة ومنشآت الدراسات والبحوث العلمية، فبلغت التعرفة الجديدة لهم 300 ليرة للكيلو واط ساعي.

قد يهمك: بنسبة 75 بالمئة.. زيادة رواتب هذه الفئة من المتقاعدين في سوريا

وزارة الكهرباء السورية، أعلنت أول مرة في تشرين الثاني/أكتوبر الماضي، عن تأمين التيار الكهربائي لبعض المشتركين 24 ساعة من دون انقطاع، بشرط اقتطاع مبلغ 300 ليرة سورية عن كل كيلوواط ساعي.

ويعود آخر رفع لأسعار التيار الكهربائي في سوريا للخطوط العادية، إلى أواخر العام الماضي، حيث أعلنت وزارة الكهرباء، رفع أسعار الكهرباء، شاملةً جميع فئات الاستهلاك.

وشملت لوائح أسعار التعرفة الجديد لـ أسعار الكهرباء في سوريا، رفع أسعار الاستهلاك المنزلي بنسبة مئة بالمئة.

وارتفع سعر الكيلوواط في الشريحة الأولى للاستهلاك المنزلي (600 كيلوواط ساعي خلال دورة الشهرين) من ليرة سورية إلى ليرتين.

وبالنسبة إلى الشريحة الثانية فهي (بين 601 وألف كيلوواط ساعي) من ثلاث إلى ست ليرات.

كما ازداد سعر الكيلو واط في الشريحة الثالثة (بين ألف وألف و500 كيلوواط ساعي) من ست إلى 20 ليرة.

صحيفة “الوطن” المحلية، أشارت مؤخرا إلى ازدياد ساعات التقنين في بعض المناطق السورية، نتيجة ارتفاع الطلب على الكهرباء مع ارتفاع مستوى درجات الحرارة في البلاد، إضافة إلى التراجع في معدلات توليد الطاقة الكهربائية، وخروج مجموعات أو إيقاف بعض مجموعات التوليد عن العمل.

بدائل الكهرباء

ساعات التقنين الطويلة، ساهمت بلجوء الأهالي إلى البحث عن  بدائل التيار الكهربائي، كاستعمال البطاريات بهدف إنارة المنازل وتشغيل بعض الأجهزة الخفيفة.

ويُعتبر قطاع صناعة البطاريات، من أبرز الصناعات في البلاد مؤخرا، وذلك نتيجةً لكثرة استخدامها في المنازل والمحال التجارية، بسبب غياب الكهرباء لساعات طويلة يوميا بدعوى “التقنين“، فضلا عن انقطاعها لأيام عديدة في بعض الأحيان.

وأكد صلاح قلعجي، وهو أب لعائلة،و يعيش في دمشق، أن الحاجة للبطارية المنزلية أصبحت ملحة في ظل الانقطاع الطويل للتيار الكهربائي، عدا أن الأسعار المرتفعة منعته خلال الفترة الماضية من اقتناء واحدة.

وقال قلعجي في اتصال هاتفي سابق مع “الحل نت“: “اشتريت بطارية بسعر مئتي ألف ليرة سورية، وهي بطارية سائلة صناعة محلية، المستوردة أسعارها باهظة جدا، نستخدم البطارية في المنزل لتشغيل بعض المصابيح ،ولشحن الهواتف المحمولة أحيانا“.

قطاع الطاقة متهالك

في السنوات الأخيرة، استنزف قطاعي الطاقة والكهرباء مع خروج أبرز حقول النفط والغاز عن سيطرة الحكومة السورية من جهة، وتضرّر محطات توليد وأنابيب في المعارك من جهة أخرى.

وكان وزير الاقتصاد السوري محمد سامر الخليل أعلن في مؤتمر صحفي سابق أن قيمة خسائر قطاع الطاقة خلال العشر سنوات الماضي بلغت “مئة مليار دولار كأضرار مباشرة وغير مباشرة” في حصيلة “غير نهائية“.

اقرأ أيضا: سوريا.. اختلاف في أسعار ربطة الخبز يصل لـ“عشرة أضعاف”

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.