في خضم الحديث عن تفاقم أزمة الغذاء في سوريا، متأثرة بالأوضاع الاقتصادية والأزمات العالمية، ما تزال حكومة دمشق عاجزة عن إيجاد آلية مناسبة لإيصال رغيف الخبز إلى العائلات السورية دون عوائق.

مؤشر خطير

صحيفة “البعث” المحلية اعتبرت, أن آلية بيع الخبز التي تتم حاليا في معظم المناطق السورية، “مؤشرا خطيرا يرسم واقعا معيشيا قاتما، قد يصعب ضبط إيقاعه نزولا مع انفلات الأمور وخروجها عن السيطرة في حلب على وجه التحديد“.

وتقول الصحيفة في تقرير نشرته الخميس، إن: “ربطة الخبز المكونة من 12 رغيفا، تباع على بعد أمتار قليلة من المخابز بأربعة آلاف ليرة، أي عشرة أضعاف سعرها المدعوم، وبكثير من الأريحية، وعلى عينك يا تاجر“.

وأزمة بيع الخبز هي أزمة قديمة، عجزت الحكومة خلال الفترة الماضية، عن ضبط عمل الأفران، ومنع تصدير الخبز إلى الباعة المتجولين، الذين يتحكمون بالأسعار بعد نفاذ الخبز من الأفران.

ويضطر الأهالي للتوجه إلى الباعة المتجولين، للحصول على الخبز بشكل أسرع، وذلك بسبب الازدحام الكبير والطوابير الطويلة أمام المخابز، حيث يضطر المواطن للوقوف حتى خمس ساعات يوميا للحصول على مخصصاته من المادة.

قد يهمك: هذه شروط تمويل الطاقة البديلة في سوريا

وتساءلت “البعث” عن دور المعنيين في مجلس المحافظة وحماية المستهلك والمخابز، أمام هذه المشكلة اليومية المتفاقمة، حيث أطلقت دمشق العديد من الوعود لحل الأزمة، وأقرت إجراءات وآليات عديدة، جميعها فشلت في حل أزمة توزيع الخبز؟

وجاء في تقرير الصحيفة حول هذه الأزمة: “ما نود قوله وفي ضوء تفاقم الأزمات المعيشية أن هناك أيادٍ خفية مستفيدة تدفع الأوضاع المعيشية إلى مزيد من التعقيد، وهو ما يفسر اختفاء المواد المدعومة من مصادرها، وتوفرها في السوق السوداء وعلى مرأى من الجهات الرقابية“.

أزمة غذاء قاسية

خطر داهم يحيط بالسوريين إزاء أزمة غذاء قاسية تنتظرهم خلال الفترة المقبلة، فالأمر يتجاوز تأمين رغيف الخبز, الذي يحتاج القمح المنهك بفعل الغزو الروسي لأوكرانيا.

هذه الأزمة وإن كانت تتخطى حدود سوريا لتصل إلى العالمية، غير أن سوريا كبلد يعاني من الحرب وإرهاصاتها، سيكون وقع تلك الأزمة كبيرا عليها، بما يتجاوز حدود التقديرات الدولية التي حذرت مؤخرا وبشكل متكرر من “مجاعة” تهدد السوريين.

في سوريا، يشعر الأشخاص الأكثر ضعفا,و الذين يعتمد نظامهم الغذائي بشكل كبير على الخبز المصنوع من القمح بالتأثير السلبي للأزمة الأوكرانية على الأمن الغذائي، ومع دخول البلاد عامها الثاني عشر من الركود الاقتصادي، وصلت الاحتياجات الإنسانية إلى أعلى مستوياتها، حيث ساهم السياق الاجتماعي والاقتصادي المتدهور في أن يعيش حوالي 90 بالمئة من السكان في فقر، ووصل انعدام الأمن الغذائي إلى مستويات تاريخية مرتفعة حيث يقدر أن 60 بالمئة من السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

عموم سوريا في خطر

في هذه الظروف الحرجة، وكما هو الحال في بلدان أخرى في المنطقة، تختبئ بوادر الصراع على الغذاء وراء مخاوف من “مجاعة” تهدد ملايين السوريين، مع تحول سوريا إلى دولة مستوردة بعد أن كانت مصدرة ولا سيما للقمح خلال السنوات الماضية.

نشأت المخاوف مع أزمة أوقفت الإمدادات من روسيا نتيجة لغزوها أوكرانيا، ثم حظرت الهند تصدير القمح، الذي كان يُنظر إليه على أنه بديل لتأمين الاحتياجات المحلية من الحبوب للبلد الذي مزقته الحرب.

اقرأ أيضا: بعد ارتفاع أسعار الزيوت.. أكياس زيت النخيل تباع في شوارع دمشق

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.