في أقصى الشرق السوري، حيث تقع محافظة دير الزور، تواصل إيران خطوات تثبيت نفوذها العسكري والاجتماعي ضمن مناطق سيطرة “الحكومة السورية”، من خلال استهدافها لجميع الشرائح المجتمعية، كما تعمل مؤخرا على حل جميع الأمور العالقة بين عناصر ميليشياتها، والتي تتسبب باشتباكات متكررة بينهم، يسفر عنها في كل مرة خسائر في العتاد والأرواح.

مخرجات الاجتماع

مصدر مقرب من “الحرس الثوري” الإيراني، فضل عدم ذكر اسمه أفاد لـ “الحل نت” بأن اجتماعا سريا، عقد قبل يومين، بين قيادات من “الحرس” و”الحشد الشعبي” العراقي، بداخل قاعدة “الإمام علي” قرب مدينة البوكمال (شرقي دير الزور).

مضيفا أن الاجتماع ضم قادة “الحرس الثوري” في المنطقة، وهم “الحاج عسكر” و”الحاج سلمان”، و”الحاج أمير”، مع أربعة من نظرائهم من “الحشد الشعبي”، كما حضره أيضا قادة الميليشيات الإيرانية في حطلة ومراط وخشام والشولا وكباجب (الريف الشرقي والغربي للمحافظة).

موضحا بأن الاجتماع خرج بمجموعة من القرارات، أهمها فتح باب التجنيد أمام شبان المنطقة بدون أي شروط مسبقة كما كان يحصل سابقا، وأن تتسلم إدارة المعابر غير الشرعية (معابر التهريب من وإلى العراق) بشكل دوري لكافة التشكيلات العسكرية التابعة لـ “الحرس”، ولمدة معينة لا تتجاوز الثلاثة أشهر، ومن يثبت جدارته خلالها، سيتم إسناد مهمة إدارتها له بشكل دائم.

 كما أعطيت تعليمات للقادة الحاضرين، بعدم التعرض لأي شخص مدني بالسلاح أو الضرب أو حتى بالكلام، وعدم إظهار الأسلحة في الأسواق والشوارع، وفقا لذات المصدر.

اجتماعات دورية

الصحفي عهد الصليبي، تحدث لـ “الحل نت” قائلا إن هذه الاجتماعات باتت تعقد بشكل دوري خلال الأشهر القليلة الماضية، تارة بداخل قاعدة “الإمام علي”، وتارة أخرى في مقر “الحرس الثوري” بداخل المطار العسكري، حيث تستغل إيران الحرب الروسية الأوكرانية لتزيد من مناطق توسعها في عموم المحافظة، والتقرب من المدنيين قدر الإمكان لنشر التشيّع.

وذكر الصليبي أن اجتماعا سريا عقدته ميليشيا “الحرس الثوري” مع ميليشيا “حزب الله” بشقيه العراقي واللبناني، وميليشيا “فاطميون” الأفغانية في منتصف مايو/أيار الفائت، بداخل المطار العسكري، مبينا بأن الهدف منه، هو تعزيز النقاط العسكرية للميليشيات بداخل مدينة دير الزور ونواحيها.

وأكد الصليبي بأن مكان الاجتماع شهد استنفارا وانتشارا عسكريا من قبل عناصر “الثوري” الإيراني قبيل وصول القياديين إليه.

وتعير إيران محافظة دير الزور أهمية بالغة، خاصة مناطق الريف الشرقي المحاذي للحدود مع العراق، إذ تعتبرها بمثابة بوابة لإدخال العتاد والعناصر من إيران والعراق وصولا إلى سوريا.

وتعدّ مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، من أهم أماكن انتشار “الحرس الثوري” شرقي سوريا، كما تعد مركزا لدعم القواعد العسكرية وتحركات الميليشيات التابعة لإيران في المحور الشرقي، هذا وينشر “الحرس” آلاف المقاتلين والمستشارين العسكريين في معظم المحافظات السورية، لكن طهران تتحدث فقط عن مستشارين يعاونون حكومة دمشق، هذا وتقاتل فصائل عراقية إلى جانب “الجيش السوري” بطلب إيراني أيضا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة