ضربت عاصفة هوائية رعدية مصحوبة بهطولات مطرية، مناطق شمال غرب سوريا، ليل الجمعة – السبت، حيث استمرت لأكثر من ست ساعات متواصلة، انتهت بتضرر عشرات المخيمات العشوائية المنتشرة على طول الحدود السورية التركية في محافظة إدلب وريف حلب.

ولم تقتصر الأضرار على المادية فقط، إلا أنها تسببت أيضا بوقوع إصابات بين صفوف المدنيين القاطنين داخل المخيمات، والذين يعانون من أزمات معيشية وقلة في الدعم المقدم من قبل المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة.

إصابة رجل بمخيم “خبز الخير”

مصادر من منظمة “الدفاع المدني” (الخوذ البيضاء)، قالت لموقع “الحل نت”، إن رجلا أصيب بكسور في قدميه، جراء انهيار حائط إسمنتي في مخيم “خبز الخير”، قرب مدينة عفرين شمال حلب.

المصادر ذاتها أضافت خلال حديثها، أن “أكثر من 20 خيمة قماشية تضررت، في مخيمات عدة، نتيجة العاصفة الهوائية التي ضربت محافظة إدلب وريف حلب الشمالي”.

المنظمات لا تستجيب

محمد الرابح مدير مخيم “النور” في ريف إدلب، قال لموقع “الحل نت”، إن “سبب تكرار وقوع الأضرار في المخيمات رغم التحذيرات التي يتلقاها النازحون قبل حدوث العواصف، هي عدم وجود استجابات من قبل المنظمات الإنسانية العاملة في مناطق شمال غرب سوريا”.

الرابح أكد خلال حديثه، بأن “جميع المخيمات تعاني منذ فترة طويلة من اهتراء الخيم القماشية، وعدم متانتها، وأنهم قدموا عدة طلبات للمنظمات المهتمة بتقديم واستبدال الخيام إلا أنهم لم يتلقوا أي ردود”.

وأشار الرابح إلى أن “معظم الدعم المقدم من قبل المنظمات الإنسانية في إدلب، يتركز فقط على السلل الغذائية، وهذه ليست حلولا لوقوع الكوارث الناتجة عن العوامل الجوية، وأن السكان في المخيمات تعاني من الفقر الشديد نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية، وانتشار البطالة”.

944 مخيما مهترئة خيامه

فريق “منسقو استجابة سوريا” وثق في تقرير له، أعداد المخيمات التي تعاني ضعفا في الهيكل البنائي للخيام، وأكد وجود 944 مخيما يحتاج إلى تجديد الخيام بشكل كامل أو جزئي.

مدير الفريق محمد الحلاج قال لموقع “الحل نت” إن “هناك أكثر من 1223 مخيما لا يحوي أي نقطة طبية أو مشفى، و 614مخيما لا يحوي مشاريع صرف صحي، و 930 مخيما لا يحوي نقاط تعليمية.

وأضاف حلاج، بأن” أهم أسباب ضعف الاستجابة الإنسانية في مناطق شمال غرب سوريا، هو نقص التمويل اللازم لاستمرار العمليات الإنسانية بما يتوافق مع الاحتياجات المرتفعة ضمن المخيمات”.

ويبلغ عدد المخيمات في مناطق شمال غرب سوريا 1489، يقطنها أكثر من 328,485 عائلة، يعيشون ظروفا إنسانية هي الأسوأ منذ أعوام.

وتسعى روسيا إلى منع دخول المساعدات الدولية إلى مناطق شمال غرب سوريا عبر معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا، حيث ينتهي تفويض الأمم المتحدة لإيصال المساعدات عبر الحدود في 10 تموز/ يوليو 2022.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة