تدهور الوضع الاقتصادي في سوريا خلال السنوات الماضية، وانخفاض مستوى الدخل بشكل كبير، دفع المواطنين بالتفكير بطرق أخرى يحصلون من خلالها على ما يمكنهم من العيش، فقد تطورت الأمور من بيع أثاث منزل أو سيارة، إلى بيع الأعضاء كالكلى، حتى وصل الأمر لبيع البويضات لدى النساء بعد تجميدها.

البويضات المجمدة تجارة جديدة؟

تقرير لموقع صحيفة “البعث” المحلية، أشار إلى أن تجميد البويضات وبيعها، أصبح تجارة رائجة في سوريا، بسبب الوضع الاقتصادي والضائقة التي يعاني منها المواطنون.

ونقل الموقع عن أحد الأطباء، أنه في العديد من المرات، طلبت منه العديد من السيدات إجراء هذه النوع من العمليات، فالأمر تكرر عدة مرات ما أثار دهشته، مبينا أن وسائل التواصل الاجتماعي كانت سلاحا ذو حدين، عبر تقديمها في كثير من الأحيان لبعض الحلول الكارثية، حسب تعبيره.

وبين التقرير أن العديد من السيدات، دفعت بهن الظروف إلى بالتفكير ببيع البويضات بعد أن ضاقت بهن السبُل، خاصة في الحالات التي تحتاج إلى مبالغ مالية كبيرة، كالعلاج وإجراءات العمليات الجراحية لذوي هؤلاء السيدات.

ونقل الموقع عن طبيب استشاري في العقم والإخصاب، أن تجميد البيوض طبيا هو تحريض إباضة، وسحب بيوض عن طريق البطن للفتيات العازبات، ومن ثم تجميدها بمادة النيتروجين التي تحفظها لسنوات طويلة من دون الحاجة لعمل جراحي كبير، فقط إبرة تحت التوجيه بالإيكو، ومن ثم فك التجميد، متى رغبت الفتاة باستخدامها بعد زواجها، ليتم خلالها تلقيحها مع نطاف الزوج، مؤكدا أن الأمر يتم بعقد معتمد من قبل محام يتضمن موافقة الفتاة على سحب بيوضها بناء على رغبتها، حيث تصل تكلفة العملية بمجملها لأربعة ملايين ليرة سورية، إضافة لرسوم سنوية يترتب عليها دفعها تتراوح بين 15 و20 ألف ليرة مقابل الحفاظ على البيوض لحين استخدامها.

إقرأ:تجارة الأعضاء علنية عبر مافيات منظمة في سوريا

مخاطر تجميد البويضات

بحسب متابعة “الحل نت”، فإن هناك مخاطر عديدة تنطوي على تجميد البويضات، أبرزها، الأمراض المرتبطة باستخدام أدوية الخصوبة، ونادرا ما تتسبب أدوية الخصوبة والتي تكون عن طريق الحقن، مثل الهرمون الصناعي المنبه للجريب أو هرمون الملوتن لتحفيز عملية الإباضة، والذي يمكنه أن يتسبب بتورم أو ألم في المبيضين، بعد فترة قصيرة من الإباضة أو استخراج البويضات المعروف بـ”فرط تحفيز المبيض”، وتتضمن المؤشرات والأعراض ألما بالبطن والشعور بالانتفاخ والغثيان والقيء والإسهال، ومن الأندر من ذلك حدوث شكل أكثر تعمقا من المتلازمة، والذي قد يكون مهددا للحياة.

وأيضا، هناك مضاعفات عملية استخراج البويضات، في حالات نادرة، حيث يمكن أن يؤدي استخدام إبرة البزل لاستخراج البويضات إلى نزيف أو عدوى أو تضرر الأمعاء أو المثانة أو الأوعية الدموية، بالإضافة إلى المخاطر الانفعالية، حيث يمكن أن يعطي تجميد البويضات أملا في الإنجاب، ولكنه أمر غير مؤكد النجاح.

قد يهمك:بيع الكلى… تجارة رائجة ضحاياها فقراء سوريا

تجارة الأعضاء علنية

تقرير سابق لـ”الحل نت”، أشار إلى وجود رغبة لدى العديد من السوريين في بيع أعضاء لتغطية متطلبات المعيشة، إذ بات معظم السوريين يعانون من فقر شديد.

حيث أكد العديد من الأطباء، أن جريمة الاتجار بالأعضاء أصبحت تمارس بشكل علني أو شبه علني، حيث كثرت الإعلانات والطلبات عن أعضاء بشرية حتى في الطرق ضمن مدينة دمشق، كما أصبح البائع ذاته يعلن أيضا عن وجود رغبة لديه في بيع أعضائه مع امتلاكه تحليل أنسجة.

وبين التقرير، أن هناك شبكات تشتري الأعضاء البشرية من المواطن السوري، وتبيعها داخل البلاد أو خارجها بأسعار مضاعفة بعد دفع مبلغ يعادل 15 ألف دولار، في ظل غياب أي رقابة حكومية.

وأوضح التقرير انتشار أطباء وسماسرة يقومون بإتمام عمليات البيع في المستشفيات، وذلك في ظل سوء الأوضاع الاقتصادية وارتفاع نسبة البطالة، وأصبحت العملية أسهل وأرخص، للحصول على الأعضاء، ومؤكدا أن بيع الأعضاء يتم عبر مافيات، ومنظمات طبية وغير طبية، بدءا من الكشف على الضحايا وصولا إلى إجراء العملية.

إقرأ:طائرات في مشفى سوري.. ما قصتها؟

يذكر أن أكثر من 90 بالمئة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، نتيجة للتدهور الاقتصادي خلال السنوات السابقة، وهو ما يفسر إقدام العديد منهم على الدخول في خطر بيع الأعضاء وتجارتها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.