مع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير الماضي، عمل المجتمع الدولي على فرض عقوبات اقتصادية غير مسبوقة على روسيا، تستهدف تجفيف التمويل الروسي لهذه الحرب، والتي طالت مؤخرا الإنتاج الروسي من المعدن الأصفر.

وتعتبر روسيا أحد أكبر منتجي المعدن الأصفر في العالم، وتنتج نحو 10 بالمئة من الذهب المستخرج على مستوى العالم كل عام، وزادت حيازتها من الذهب لثلاثة أمثال منذ أن ضمت شبه جزيرة القرم في عام 2014، حيث بلغت قيمة مبيعاتها منه إلى بريطانيا وحدها، حوالى 15 مليار يورو في 2021.

حظر على الذهب

الحكومة البريطانية، وعلى لسان رئيس وزرائها، بوريس جونسون، أعلنت يوم أمس الأحد، أنها ستحظر مع الولايات المتحدة وكندا واليابان استيراد الذهبي الروسي، وذلك في إطار عقوبات جديدة على موسكو ردا على العملية العسكرية الروسية المستمرة في أوكرانيا، حيث تعتبر بريطانية واحدة من أهم الوجهات للمعادن الثمينة الروسية.

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي يلتقي بقادة الدول الصناعية الكبرى في ألمانيا لمدة ثلاثة أيام إن “هذه الإجراءات ستضرب بشكل مباشر أثرياء السلطة الروس، وتستهدف قلب آلة بوتين الحربية”، مضيفا أن بوتين يبدد موارده المتضائلة في هذه الحرب البربرية العبثية، و يمول غروره على حساب الشعبين الأوكراني والروسي، بحسب متابعة “الحل نت”.

وأشار جونسون، إلى أنه، على العالم أن يقوم بتجويع “نظام بوتين” من التمويل، مؤكدا أن بلاده وحلفاءها يفعلون ذلك الآن.

من جهته، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الأحد، أن الولايات المتحدة ودول “مجموعة السبع” تعتزم إعلان حظر على واردات الذهب الروسي، ضمن أحدث حزمة من العقوبات المفروضة على روسيا، مبينا أن روسيا تجني عشرات المليارات من الدولارات، من بيعها للذهب.

إقرأ:عقوبات أوروبية على روسيا.. ما تأثيرها على الملف السوري؟

انهيار التعامل بالذهب

شحنات الذهب بين روسيا وبريطانيا، انهارت إلى الصفر تقريبا منذ أن فرضت الدول الغربية عقوبات على روسيا لغزوها أوكرانيا، وقامت جمعية سوق السبائك في لندن، في آذار/مارس الماضي، التي تضع معايير لتلك السوق، بإزالة مصافي الذهب الروسية من قائمتها المعتمدة .

كما كان البيت الأبيض، ومنذ شهر نيسان/أبريل الماضي، قد أبلغ الأسواق المحلية بعدم الانخراط في المعاملات المتعلقة بالذهب مع البنك المركزي الروسي، وصندوق الثروة السيادي الروسي، في حين سيتم تطبيق العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على الذهب الذي يغادر روسيا لأول مرة، وستصدر وزارة الخزانة الحظر الأميركي يوم غد الثلاثاء.

قد يهمك:بعد عقوبات جديدة على روسيا.. انفجار ضخم في أوكرانيا يُهدد أوروبا

آثار الحظر

روسيا وفي صناعتها للذهب، تعتبر ثاني أكبر سوق لتعدين الذهب حول العالم بعد الصين، بنسبة تتجاوز 9.6بالمئة، من إجمالي الذهب الذي يتم تعدينها على مستوى العالم سنويا، بينما يبلغ التعدين في الصين ما نسبته 10.6بالمئة، وفق مجلس الذهب العالمي.

وأما أبرز آثار هذا الحظر، فإن قرار مجموعة السبع، يعني أن الذهب الروسي سيكون محرما على الدخول والتداول في أسواقها خاصة لندن ونيويورك، إلا أنه بإمكانه الولوج إلى أسواق وسيطة بهدف تبييضه، أي ليكون بصورة قانونية، ثم إعادة تصديره لأي من أسواق العالم بما فيها أسواق دول مجموعة السبع.

ونتيجة لهذا الحظر، لم يبق في الوقت الراهن أمام صناعة الذهب في روسيا، إلا محاولة زيادة تصدير كميات إضافية من الذهب إلى الصين والشرق الأوسط، كدول غير منخرطة في هذه العقوبات، ولكن على الرغم من ذلك فإن الخسارة الروسية في مجال تعدين الذهب وبيعه ستتعرض لخسائر كبيرة جدا.

وبحسب مختصين، فإن عقود الذهب الروسية، تتجه لما حصل في أسعار عقود النفط الخام الروسي، والذي تعرض جزء منه للحظر خلال الفترة الماضية، أي أنه يجب أ ترتفع أسعار الذهب بشكل لافت في الأسواق اعتبار من اليوم الإثنين، بحسب متابعة “الحل نت”.

كما أنه من المتوقع أن تظهر آثار قرار مجموعة السبع على عقود الذهب الروسية الآجلة والفورية خلال الشهور القليلة القادمة، وذلك من خلال التغيرات التي ستطرأ على سعر أونصة الذهب الذي يبلغ حاليا 1827.53 دولار.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة