على الرغم من التخصيصات الكبير التي نفقت على القطاع الصحي في العراق منذ العام 2003، إلا أن آلاف المرضى يفتقدون لمراكز علاج تخصصية، إضافة إلى افتقارهم الأدوية اللازمة، لاسيما منها مصابي أمراض السرطان والثلاسيميا، في حين ذهبت الأموال في جيوب الفساد، بحسب تقارير.

حيث تبلغ نسبة المصابين في الثلاسيميا 30 ألفا مصاب في عموم العراق، إذ أنه يتم تسجيل إصابة يوميا منذ بدء انتشارها في العام 2013، بحسب تصريح سابق لرئيس “منظمة أحياء لإغاثة مرضى الثلاسيميا” عامر الجميلي.

وفي ظل التكاليف الباهظة لدواء الثلاسيميا التي تكاد أن تكون معدومة في الأسواق، حيث تصل إلى 1500 دولار، وفقا للجميلي، سلط تقرير لوكالة الأنباء العراقية الرسمية “واع“، الضوء على معاناة العشرات من المصابين بالمرض من الأطفال والنساء والرجال الذي يفتقدون للأدوية والعلاجات، التي تصل حد الانقطاع أحيانا في المراكز الصحية التخصصية لمرضى الثلاسيميا، ما يشكل خطرا على حياتهم.

اقرأ/ي أيضا: تتعلق بالأمراض النادرة.. العراق يتسلم شحنة عقاقير طبية

إفادات

التقرير نقل عن إحدى المصابات بالمرض، وتابعه موقع “الحل نت“، معاناتها من نقص العلاجات، إذ تواجه صعوبات في الحصول عليها، حيث تقول زهراء ابنة الثمانية أعوام، إنها ” تعاني من التعرض للسقوط خلال دوامها في المدرسة ما يجعل منها سخرية لبعض التلاميذ“، مؤكدة أن “حصولها على العلاج اللازم ليس سهل“.

من جانبه، أكد الطفل كرار حسن 7 أعوام، أن “ذويه ينتظرون وقتا طويلا في المراكز المخصصة لعلاج الثلاسيميا من أجل تلقي العلاج والحصول على الأدوية“.

ويصيب هذا المرض مختلف الشرائح والأعمار، وخاصة الأطفال الذين هم على الدوام بحاجة إلى العناية والعلاج لاستمرار حياتهم.


لكن مراكز العلاج في العراق تفتقد إلى دواء “الفاكتر 8”، الذي يحتاجه مرضى الثلاسيميا، واللازم إليهم، في حين أصبح العلاج شحيحا، كما أن عدم أخذ العلاج يزيد من آثار المرض لدى المصابين، كما يقول أحد المصابين.

وبين أن “المرض يتسبب بالنزف، بحدوث الأورام وعدم القدرة على الحركة“، مشددا على ضرورة ” تزويد المراكز الصحية بالعلاجات الضرورية وعدم قطعها لتخفيف معاناة المصابين“.

اقرأ/ي أيضا: تبعات بيئية واقتصادية.. توصيات حكومية لمعالجة التدخين في العراق

تأكيدات متخصصة

بدوره، لفت الطبيب الأخصائي في المركز التخصصي لمرضى الثلاسيميا، عبد العزيز وناس أن “العلاجات تصل بفترات متقطعة إلى المركز، وأحيانا لا يتوفر العلاج وخاصة العلاجات الطاردة لمرض الثلاسيميا“، موضحا أن “العلاج المتوفر لتخثر الدم هو العامل 9، فيما نفذ العامل 8 في الوقت الراهن من المركز“.

نقص العلاجات وشحها أزمة حاضرة في محافظات العراق، وبحسب إحصائية سابق، ففي محافظة ميسان جنوب العراق، نحو 500 حالة مرضية تعاني من الأزمة.

وقلة العلاجات في المستشفيات تدفع ذوي المرضى للجوء إلى السوق لشرائها، ويصل سعر العلاج خارج المؤسسات الصحية الحكومية من 400-1500 دولار أميركي.

وينتج مرض الثلاسيميا عن خلل وراثي انحلالي، يؤدي إلى نقص حاد في إنتاج بروتينات خاصة في الدم تسمى الغلوبين، وهي المكون الرئيسي للهيموغلوبين الموجود في خلايا الدم الحمراء.

الثلاسيميا والفساد

ومادة الهيموغلوبين مسؤولة عن حمل الأوكسجين من الرئتين إلى مختلف أجزاء الجسم، وبالنتيجة يؤدي نقص الهيموغلوبين إلى فقر الدم (أنيميا)، وتكسر سريع في خلايا الدم الحمراء، ونقص كمية الأوكسجين التي تصل أجزاء الجسم المختلفة.

ويؤثر مرض الثلاسيميا على عمر خلايا الدم الحمراء، حيث تحصل طفرة في مكونات الهيموجلوبين، مما يؤدي إلى تكسر هذه الخلايا. ويحاول الجسم تعويض النقص عن طريق زيادة التكاثر وبالتالي تصبح كثير من عظام الجسم مصنع للنخاع العظمي، مما يؤدي إلى انتفاخ جمجمة الرأس وتضخم الطحال والكبد.

ويحتل العراق مراتب متأخرة في مؤشرات الفساد. فهو الدولة الثالثة عشر الأكثر فساد في العالم، حسب مؤشر “ترانسبارنسي أنترناشيونال“، وكلف الفساد العراق أكثر من 300 مليار دولار، حسب تصريحات رسمية.

لكن رغم كثرة عدد القضايا المطروحة أمام محاكم النزاهة، غالبا ما لا يتم الإعلان عن أسماء المتهمين، وفي حالات كثيرة يتم إسقاط التهم أو يحصل المدانون على العفو.

وفي أحيان أخرى، عادة ما يعلن الحكم بحق شخصيات شغلت درجات وزير، وأعضاء في مجلس النواب، وما دون من مدراء عامون، إلا أن في الغالب يفلتون من العقاب.

اقرأ/ي أيضا: تفاهم كردي حول مرشح رئاسة العراق.. هل ينهي عقدة تشكيل الحكومة؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.