تزامنا مع تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد، تواصل الجهات الأمنية تسجيل ارتفاع في معدلات جرائم السرقة، فيما تؤكد تقارير مختصة، أن الانهيار الاقتصادي ساهم في زيادة هذه العدلات.

فتى يسرق أهله

وفي حادثة غريبة، أعلنت وزارة الداخلية السورية، القبض على فتى، بتهمة سرقة مبلغ مالي من منزل ذويه، ليشتري به هاتفا محمولا لصديقه.

وقالت الداخلية، في بيان نشرته عبر صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” الثلاثاء، إن “فتى من مواليد العام 2006، تعاون مع صديقه لسرقة مبلغ 8.8 مليون ليرة سورية، حيث تم تلقي البلاغ من والد الفتى“.

وجاء في بيان الداخلية: “من خلال البحث وتقصي المعلومات عن المذكورين تمكن قسم شرطة دمر، من إلقاء القبض على السارق وثلاثة أشخاص معه ضمن منزل مستأجر وهم المدعوين، وعثر بحوزتهم على مبلغ وقدره خمسة ملايين ليرة سورية، وصودر من أحدهم جهاز جوال نوع (انفينيكس)، اعترف بشرائه من المبلغ المسروق، كما ضبط معهم ثلاثة سجائر بضمنها مادة الحشيش المخدر“.

وبحسب الداخلية، فإن ابن المشتكي اعترف بسرقة المبلغ من منزل ذويه، مستغلا غيابهم عن المنزل، وإعطاء مبلغ مليونين ومائتي ألف ليرة سورية لصديقه من أجل شراء الجوال،” وعندما اكتشف ذويه السرقة، هرب برفقة المقبوض عليهم إلى منزل صديقه للاختباء فيه، كما اعترف بتعاطيه مادة الحشيش المخدر برفقتهم“.

قد يهمك: السياحة في الساحل السوري “كاسدة“.. ما القصة؟

المشاكل الاجتماعية والنفسية

مختصون في الشؤون الاقتصادية يرون، أن الأوضاع الاقتصادية انعكست بشكل سلبي، على معدلات المشاكل الأسرية والسرقة، إلى جانب “المشاكل الاجتماعية كالجرائم والجنح“.

وبحسب تقارير محلية فإن: “الأرقام الرسمية تؤكد أن جرائم السرقة والشروع فيها، زادت في العام 2020 بنسبة قدرت بحوالي 37 بالمئة، وذلك مقارنة مع أرقام العام 2017. كما أن جرائم تزوير الأوراق المالية زادت هي الأخرى بنسبة تصل إلى 92 بالمئة“.

ومن أحد أهم القضايا التي تسبب الضغط النفسي للسوريين، هو الوضع الاقتصادي الذي تعيشه البلاد منذ سنوات، واستمرار الأزمات المعيشية الناتجة بشكل رئيسي عن ارتفاع أسعار مختلف السلع والخدمات الأساسية.

الجدير ذكره، أنه في صيف العام الفائت، صدر عن مركز “السياسات وبحوث العمليات“، دراسة استقصائية شملت 600 عائلة مقيمة في أحياء متنوعة من دمشق، مراعية عدة زوايا بينها: الجنس، العمر، والتعليم.

ووفق النتائج، قسّمت الدراسة الطبقات الاجتماعية، من خلال توزيع العينات على 3 أحياء، فقيرة، متوسطة، ومتوسطة إلى مرتفعة، فلاحظت، أن معدل ساعات العمل الأسبوعي للعاملين بدوام كامل تصل إلى 52.5 ساعة أسبوعيا لتكون دمشق من الأعلى عالميا بهذه النسبة، ومع ذلك، تعيش أكثر من 83 بالمئة من العائلات تحت خط الفقر الدولي، والذي يقدر بـ1.9 دولار يوميا للفرد الواحد.

قد يهمك: تزايد عمليات الإجهاض في سوريا.. ما الأسباب؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.