يوحي تسارع وتيرة عودة العلاقات بين حركة “حماس” الفلسطينية وحكومة دمشق، إلى احتمالية تدخل إيراني، لإجبار الجانبان على تنحية أية خلافات، في سبيل تجميع الأوراق الإيرانية، لا سيما في ظل بدء تشكيل تحالفات إقليمية في الشرق الأوسط، لمواجهة الأذرع الإيرانية في المنطقة التي تعد “حماس” من أبرزها.

إعلان العودة صراحة

عضو المكتب السياسي لحركة “حماس“، ومسؤول العلاقات العربية في الحركة، خليل الحيّة، أكد أن بقرار الحركة النهائي، هو السعي من أجل استعادة العلاقة مع سوريا بعد نقاشات مع أطراف مختلفة بالحركة.

وقال الحيّة في لقاء مع جريدة “الأخبار” اللبنانية، ونشرته الثلاثاء: “جرى نقاش داخلي وخارجي (على مستوى حركة حماس) من أجل حسم النقاش المتعلق باستعادة العلاقات مع سوريا“.

اقرأ أيضا: الاتفاق النووي الإيراني.. لماذا انتقل مقر المفاوضات من النمسا إلى قطر؟

وأضاف، “بخلاصة النقاشات التي شاركت فيها قيادات ،وكوادر ومؤثرون، ومعتقلون داخل السجون، تم إقرار السعي من أجل استعادة العلاقة مع دمشق“.

ما هي الأسباب؟

الكاتب والمحلل السياسي حسام نجار، يرى أن حركة “حماس” ومنذ إعلانها قطع علاقاتها مع دمشق قبل نحو عشرة سنوات، “تركت الباب مواربا، و تركت شعرة معاوية مع النظام السوري“.

ويقول نجار في حديثه لـ“الحل نت“: “من خلال تحليل أسباب عودة العلاقات، نجد إيران، هي السبب الرئيس وقد يكون الوحيد، و من المحتمل أن تكون هناك ضغوطات إيرانية كوقف الدعم عن حماس إن لم يتم الانصياع للأوامر بالتطبيع مع دمشق“.

ويعتقد المحلل السياسي، أن الحركة تخلّت عن مبادئها في سبيل استمرار قنوات الدعم المالي والعسكري من إيران، فتحولت إلى أداة يحركها المال الإيراني، و“أصبحت بعيدة كل البعد عن المبادئ التي انطلقت منها“.

ويختم نجار حديثه بالقول “كذلك ستخرج حماس كتصنيف شعبي من قائمة حركات التحرر، و ستنضم لقائمة أعداء أمريكا واسرائيل والعرب، سيكون قادتها غير مرحب بهم حتى في الأردن أقرب الأقرباء لهم، فقد أحس الاردن متأخرا، خطر إيران لذلك سيكون حذرا في التعامل مع قادة حماس“.

مؤشرات جديدة

“حماس” كانت قد وقفت في صف الحراك الشعبي في سوريا، ما أدى إلى ضرورة ترك مقارهم في دمشق التي دعمتهم بشكل كبير خلال السنوات التي سبقت الحراك.

العلاقة بين حركة “حماس” الفلسطينية ودمشق، بدأت منذ عهد الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، عندما تبنى الأخير الحركة، وفتح لها الأبواب والمقرات في سوريا، أواخر التسعينيات.

ازدهرت العلاقة في زمن بشار الأسد، لكنها وبعد عقد من الازدهار، تخبطت وتوترت وانتهت، عندما اندلع الحراك الشعبي، وأبت “حماس” دعم بشار.

في 2012، انسحبت “حماس” من دمشق وانتقلت إلى قطر، وقالت إنها كـ “حركة مقاومة” لا تقف مع الأنظمة ضد الشعوب، لتشن دمشق حربا إعلامية ضد الحركة الفلسطينية.

بعد سنوات من الاتهامات، والتخوين من قبل حكومة دمشق تجاه “حماس” والعكس أيضا، بدأت تتلاشى لهجة التوتر مؤخرا، فالحركة صارت تتغزل بدمشق مؤخرا بطرق غير مباشرة.

بداية علاقة “حماس” والأسد

تعود العلاقة بين “حماس”، ودمشق إلى مطلع التسعينيات، وكانت أول زيارة أجرتها الحركة إلى دمشق في كانون الثاني/ يناير 1992، عبر وفد من الحركة قاده رئيس مكتبها السياسي آنذاك، موسى أبو مرزوق.

الزيارة الأهم، كانت لمؤسس حركة “حماس“، الشيخ أحمد ياسين، الذي وصل إلى دمشق في أيار/مايو 1998، وحظي باستقبال رسمي في مطارها، والتقى بالرئيس السوري وقتها، حافظ الأسد.

الأسد الأب، أعطى الضوء الأخضر للحركة الفلسطينية بعد ذلك اللقاء للعمل في دمشق، وأكد حينها أنه أمر بفتح كل المجالات أمام “حماس” في سوريا، والترحيب بها كحركة مقاومة ضد إسرائيل.

منذ لقاء مؤسس الحركة الراحل أحمد ياسين وحافظ الأسد، سارت العلاقة بين “حماس” ودمشق على أساس المنفعة المتبادلة، حتى تأزمت بعد عام 2011.

كانت “حماس” تستفيد من دمشق بفتح مقرات لها في سوريا، ما حقق لها استقرارا سياسيا نسبيا، إضافة إلى الدعم العسكري، بينما رسّخ الأسد عبر دعمه “حماس“، تبنّيه للمشروع المسمى وفق ادعاء حلفاء إيران ” حلف المقاومة والممانعة“، وقدم نفسه مدافعا عن القضية الفلسطينية.

قد يهمك: تطور جديد في المحادثات الدبلوماسية بين إيران والسعودية

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة