بالتزامن مع الارتفاع الملحوظ في حالات الإعدام، والتنفيذ الواسع لأحكام القصاص في إيران، وخلال اجتماع المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي مع مسؤولي القضاء الإيراني، هناك مخاوف من إعدامات جديدة، وخاصة من قِبل نزلاء سجن “رجائي شهر” في شمال إيران، وتكرار سيناريو الإعدامات الجماعية في عام 1988. في غضون ذلك، وفي اليوم الأخير من اجتماعات مجموعة الدول السبع التي عُقدت في ألمانيا، أدان أعضاء المجموعة أنشطة إيران، وانتهاكها المستمر لحقوق الإنسان في البلاد.

ازدياد حالات الإعدام

 ضمن السياق ذاته، ومع تزايد قلق نزلاء سجن “رجائي شهر”، إزاء بدء عمليات إعدام 10 سجناء، أشار المرشد الإيراني علي خامنئي، يوم أمس الثلاثاء، لدى استقباله رئيس، ومسؤولي سلطة القضاء الإيرانية، إلى الإعدامات الجماعية في عام 1988، ودعا ضمنيا إلى تكرارها.

وأشار نزلاء سجن “رجائي شهر”، بحسب ما نقلته قناة “إيران إنترناشيونال“، إلى زيادة حالات الإعدام في هذا السجن، وأعلنوا عن نقل 10 سجناء محكوم عليهم بالإعدام إلى السجن الانفرادي لتنفيذ الحكم عليهم.

وخلال لقائه مسؤولي القضاء بمناسبة أسبوع السلطة القضائية في إيران، قال المرشد الإيراني علي خامنئي: “إن الشرائع الإلهية لا تتغير، والله ليس له قرابة مع أحد، أن نقول إننا مسلمون وشيعة وهنا الجمهورية الإسلامية، فهل نستطيع أن نفعل ما نريد؟ لا.. نحن لا نختلف عن الآخرين”.

وتأتي تصريحات خامنئي، التي لم يتم بثّها بشكل مباشر، بعد أيام على تحذير نشطاء ومنظمات حقوق الإنسان، من عمليات الإعدام المتصاعدة في إيران.

زيادة الإعدامات تزامنا مع الاحتجاجاتمدير منظمة “حقوق الإنسان الإيرانية”، محمود أميري مقدم، قال في مقابلة مع قناة “إيران إنترناشيونال” الثلاثاء، إن إيران تستخدم عقوبة الإعدام كأداة للقمع.

وأردف أميري مقدم: “لا نعتبر التعليمات الجديدة للقضاء الإيراني بأنها المؤثرة وحدها في ارتفاع حالات الإعدام، والإسراع في تنفيذها، بل ارتفعت حالات الإعدام أيضا، بعد اندلاع الاحتجاجات الشعبية في أيار/مايو الفائت، مما يعني إرسال رسالة ترهيب، ورعب إلى الشعب الإيراني لقمع المظاهرات الشعبية”.

وتزامنا مع موجة الاحتجاجات الجديدة في إيران، أعدم القضاء الإيراني خلال 10 أيام (حتى 28 أيار/مايو الماضي)، 26 سجينا على الأقل محكوم عليهم بالإعدام في مختلف السجون الإيرانية. وجاءت هذه الزيادة في الإعدامات، بينما كانت تشهد العديد من المدن الإيرانية احتجاجات واسعة.

بدورها، منظمة “العفو الدولية” قد ذكرت سابقا، أن العدد العالمي لعمليات الإعدام في عام 2021 قد زاد بنحو 20 في المائة مقارنة بالعام السابق، ومن الأسباب الرئيسية لذلك زيادة عدد الإعدامات في إيران.

وأضافت المنظمة الحقوقية، أنه تم تنفيذ 54 بالمئة من عمليات الإعدام التي سجلتها المنظمة في إيران خلال عام 2021، ووفقا للتقرير السنوي للمنظمة، الذي نُشر مؤخرا، تم الإبلاغ عن 579 حالة إعدام مسجلة على الأقل في 18 دولة في عام 2021، منها 314 على الأقل في إيران.

وبحسب “العفو الدولية”، في عام 2021، زاد عدد الإعدامات في إيران بشكل كبير مقارنة بالعام 2020 الذي سُجّلت فيه 246 حالة، وبلغ إجمالي عدد حالات الإعدام رقما قياسيّا جديدا منذ عام 2017.

كما وتحدث بيان لمكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، في وقت سابق، عن “عيوب عميقة في نظام قضاء الأحداث في إيران”، مُستشهدا بحكم الإعدام الصادر بحق أرمان عبد العالي الذي أُدين بارتكابه جريمة قتل وعمره 17 عاما.

بدورها، قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية، في تقريرها السنوي الصادر منتصف الشهر الحالي، إن إيران تشهد جرعة من “القمع المتزايد”، بما في ذلك تنفيذ ما لا يقل عن 254 عملية إعدام، والسعي لفرض مزيداً من القيود على الإنترنت، وقتل ناقلي الوقود في بلوشستان، والمتظاهرين في أصفهان وخوزستان.

قد يهمك: “ناتو عربي” لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة.. هل ينجح؟

الدول السبع تدين نشاطات إيران

ضمن إطار اجتماعات مجموعة الدول السبع، حثّت أعضاء المجموعة إيران على التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، عبر توفير المعلومات اللازمة التي تطلبها الوكالة.

وفي سياق متصل، أدان المشاركون في الاجتماع، نشاطات طهران المزعزعة للاستقرار الإقليمي، وكذلك استمرار انتهاك حقوق الإنسان في إيران، وفق ما نقلته قناة “إيران إنترناشيونال”.

وجاء في بيان الدول السبع الصادر، الثلاثاء: “نحث إيران على التعاون بشكل جوهري مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والوفاء بالتزاماتها القانونية من خلال توفير المعلومات التقنية الموثوقة التي تطلبها الوكالة، لتوضيح وحل القضايا العالقة المتعلقة بالضمانات النووية، وفقا لقرار مجلس المحافظين”.

وأضاف بيان الدول السبع: “ندين بشدة أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة، ونطلب من طهران، أن توقف كافة نشاطاتها الصاروخية، والنووية التي تتعارض مع قرار 2231 لمجلس الأمن الدولي”.

على طرف آخر، كما عبّر أعضاء مجموعة دول السبع، عن قلقهم إزاء استمرار انتهاك حقوق الإنسان في إيران، بما في ذلك الاعتقالات التعسفية، وأدانوا زيادة حالات الإعدام التي تقوم بها السلطات الحاكمة الإيرانية.

وحث البيان، النظام الإيراني على وقف الاعتقالات التعسفية للمواطنين الأجانب، ومزدوجي الجنسية كورقة للضغط على الدول الأخرى. واعتقلت إيران في الأشهر الأخيرة عددا آخر من الرعايا الأجانب بتهم سياسية، كان زوجان فرنسيان من بينهم.

كما أشار بيان مجموعة السبع إلى استهداف “الحرس الثوري الإيراني” الطائرة الأوكرانية قرب طهران، وكتب: “نواصل دعم الجهود الدولية لمساءلة إيران حول الإسقاط غير القانوني لرحلة رقم 752 الأوكرانية”.

من جانبه، أكد المتحدث باسم رابطة أسر ضحايا الطائرة الأوكرانية، حامد إسماعيليون، في وقت سابق، أن هذه الأسر تتعرض للتعذيب النفسي، والبدني من قبل النظام الإيراني.


قد يهمك: الاتفاق النووي الإيراني.. لماذا انتقل مقر المفاوضات من النمسا إلى قطر؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة