كان للاستهداف الأخير للقوات الأمريكية على محافظة إدلب، الذي طال “أبو حمزة اليمني” القيادي في تنظيم “حراس الدين”، التساؤل الكبير عما تنويه واشنطن خلال الفترة المقبلة بمواصلة استهدافها للفصائل المتطرفة في المنطقة.

“اليمني”، الذي كان يعمل في ظل فصيل “حراس الدين”، إلا أنه من أبرز مؤسسي فصيل متطرف آخر يحمل اسم “جند الملاحم”، فما هو هذا التنظيم؟

تأسيس “جند الملاحم”

مصادر محلية مطلعة، قالت لموقع “الحل نت”، إن “فصيل جند الملاحم تشكل عام 2016 من قبل عناصر جهادية في ريف إدلب الجنوبي، وعمل إلى جانب جبهة النصرة في ذلك الوقت”

وأضافت المصادر، أن “تشكيل جند الملاحم جاء بعد هجوم فصائل الجيش الحر وحركة أحرار الشام، على فصيل جند الأقصى الذي اتهمته الفصائل المعتدلة، بمبايعة تنظيم داعش”.

وأشارت المصادر، إلى أن “تأسيس جند الملاحم كان من قبل عدة شخصيات غير سورية، انشقوا عن فصيل جند الأقصى بسبب الاقتتال الذي دار بينهم وبين فصائل الجيش الحر عام 2016”.

أماكن تمركز “جند الملاحم”

المصادر ذاتها، قالت لموقع “الحل نت”، إن “تعداد عناصر جند الملاحم وصل إلى أكثر من 800 مقاتل، معظمهم من الجنسية غير السورية، وترأس الفصيل شخص من السعودية اسمه أبو عبد الرحمن مكي”.

وبحسب المصادر، فإن تمركز “جند الملاحم كان في قرى ابلين وبليون وبلشون، إضافة لتواجد عدة مقرات له في منطقة سهل الروج، بريف إدلب الجنوبي الغربي”.

ونوهت المصادر، إلى أن “قيادة جند الملاحم كانت عبر مجلس شورى، ضم 10 شخصيات، منهم أبو عبد الرحمن مكي، وأبو حمزة اليمني، وأبو جاسم كنصفرة”.

انضمام “الملاحم” إلى “حراس الدين”

المصادر المطلعة على آلية عمل “جند الملاحم”، أكدت في حديثها أن “معظم قادات الملاحم هم من الأشخاص الذين ينتمون إلى تنظيم القاعدة”.

وقالت المصادر، إن “جند الملاحم في بداية تشكيله كان قريبا جدا من جبهة النصرة، وعملوا إلى جانب بعضهم البعض لعدة أشهر”.

وأكملت المصادر قولها، بإنه “بعد أن عمل الجولاني على تغير اسم جبهة النصرة، إلى جبهة فتح الشام، بقيت علاقة جند الملاحم مع النصرة قوية”.

لكن، مع إعلان “متزعم جبهة فتح الشام أبو محمد الجولاني فك ارتباط النصرة بتنظيم القاعدة الإرهابي، وتحويل اسمها لهيئة تحرير الشام، بدأت علاقة جند الملاحم بالتأزم مع تحرير الشام، حيث هاجمت الهيئة الجند في مناطق سيطرته واستحوذت على مقراته في مناطق جبل الزاوية”.

وأضافت المصادر، أنه في عام 2018 بدأت عدة ألوية وشخصيات جهادية بالانشقاق عن “هيئة تحرير الشام”، معظمهم من رفض فك ارتباط الهيئة بتنظيم “القاعدة”، ليشكلوا برفقة “جند الملاحم”، و”أنصار الإسلام”، تنظيم “حراس الدين” الذي بقي مبايع لتنظيم “القاعدة”.

وفي شهر حزيران/ يونيو عام 2020، شنت “تحرير الشام” حملة عسكرية ضد فصيل “حراس الدين” تخللها اشتباكات وحملات اعتقال بين الطرفين، انتهت بفرض “الهيئة” سيطرتها على محافظة إدلب بشكل كامل، واعتقال العشرات من قيادات “الحراس”، أبرزهم مؤسس “جند الملاحم”، “أبو عبد الرحمن مكي”.

وبعد اعتقال دام أكثر من عامين، أفرجت “الهيئة” عن “أبو عبد الرحمن مكي”، بعد أن تعهد بعدم رجوعه إلى النشاط العسكري أو السياسي في محافظة إدلب.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.