يعاني سكان المدن الساحلية في سوريا مؤخرا، من أزمة شح في مياه الشرب، مما يضيفها إلى قائمة الأزمات التي تؤثر على حياتهم اليومية، في حين تشكو المؤسسات المرتبطة بحكومة دمشق من تدهور وضع الكهرباء ونقص الوقود اللازم لتشغيل محطات الضخ، دون وضعها لحلول جذرية للمشكلة.

شهر بلا مياه

أهالي قرى الخريبة، وتحديدا تجمع قرى بيت متوج بيت الشيخ علي سريدين، منطقة بانياس وسكان قرية زبرقان التابعة لمنطقة صافيتا، لا زالوا يشتكون من تدهور حالة المياه، وتأخر دورة المياه للوصول إلى منازلهم والتي قد تستغرق 20 يوما، وفي بعض الأحياء لا تتوفر فيها المياه على الإطلاق.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة “تشرين” المحلية، أمس الجمعة، ناشد سكان المدن الساحلية، إيجاد حل لها خصوصا وأن الطلب على المياه يزداد في الصيف، وأن الحالة المادية للأهالي تمنعهم من شراء الصهاريج التي يزيد سعرها عن 20 ألف ليرة للبرميل.

وردا علي ذلك، علل مدير عام مياه طرطوس، عيسى حمدان، أزمة المياه بالانخفاض الكبير في مصادر الطاقة (الكهرباء – المازوت)، ووصول التقنين الكهربائي إلى 20 ساعة يوميا، والذي بدوره انعكس على توفر مياه الشرب فعليا في مناطق وقرى المحافظة.

وأضاف حمدان، أنه نتيجة اعتماد المحافظة بشكل أساسي على مجموعات توليد الطاقة الاحتياطية، أدى بدوره إلى بعض الاختناقات، لا سيما في قرى ريف المحافظة على الرغم من استقرار الواقع المائي في مراكز المدن الرئيسة.

آبار بجوار المقابر

وعن مظالم أهالي منطقة الخريبة، ادعى حمدان أن قرى بيت متوج، بيت الشيخ علي، سريدين، بيت السخي، الواقعة في منطقة بانياس تستفيد من مشروع البيضة، الذي يُعد من المشاريع الهامة في المنطقة، حسب وصفه.

ويتكون المشروع من ثلاث محطات ضخ، وبحكم الواقع الحالي لمصادر الطاقة، فإن الشركة قامت بعدد من الخطوات لمعالجة الموضوع، منها استبدال مجموعة التوليد في محطة البيضة الثانية، بأخرى ذات قدرة أعلى ويمكنها تلبية جميع الاحتياجات الكهربائية والمياه في القرى التابعة للمدن الساحلية.

وأوضح حمدان، أن البئر تم بناؤه وفق دراسة أعدتها مديرية الموارد المائية، حيث تم من خلالها تحديد أكثر النقاط المائية الواعدة باستخراج المياه، ويأتي ذلك بعد شكاوى الأهالي على موقع البئر، لأنه قريب من مقبرة القرية، بالإضافة إلى ذلك، وقبل إنفاق الأموال على البئر واستخدامها، من المهم التأكد من سلامتها وامتثالها للمعايير الصحية.

الصهريج بـ400 ألف ليرة شهرياً

في العديد من المدن السورية أصبح بيع المياه باستخدام الصهاريج تجارة رائجة، ويمكن القول إنها أصبحت نشاطا موسميا، يزدهر في مواسم الصيف عندما يكون استهلاك المياه لدى المواطنين مرتفعا، فعلى سبيل المثال، بيع صهاريج المياه أرخص في الشتاء مما هي عليه في الصيف، ويرجع ذلك بحسب المنطقة نظرا لطبيعة الينابيع التي تفيض فيها، لكن الأثر الحقيقي لهذه النفقات الإضافية على الدخل الشهري لا يشعر به سوى المواطن في سوريا.

كان موقع “الحل نت” في تقرير سابق قد رجح أنه بالتزامن مع خفض مخصصات المواطنين من قبل الحكومة، والأجواء الحارة خلال فصل الصيف خاصة مع انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، فإن الطلب على المياه سيتزايد بسبب غلاء الوقود في السوق السوداء، وبالتالي ستكون هناك زيادة في الأسعار خلال الفترة الحالية، وهذا ما حدث بالفعل.

في تقرير لصحيفة “الوطن” المحلية، نشر الثلاثاء الفائت، ادعى مجموعة من سكان منطقة جرمانا في ريف دمشق، أنهم مجبرون على شراء المياه من الصهاريج، بكلفة تصل إلى 30 ألف ليرة، وأضافوا أن صاحب الصهريج يبرر هذا السعر بشراء لتر مازوت بـ 7 آلاف ليرة سورية في السوق السوداء.

إلى ذلك، لم يكن المواطن منطقة القطيفة في حال أفضل، لأنه لا يحصل على الماء إلا مرة كل 15 يوما ولست ساعات فقط، إذ يشير أحد المقيمين هناك، وهو مدرس لمادة الفيزياء، إلى أنه يحتاج إلى أكثر من 400 ألف ليرة شهريا فقط لشراء الماء، أي ما يقرب من أربعة أضعاف المبلغ اللازم لشراء الطعام.

الجدير ذكره، أن الشركة العامة لتعبئة المياه، قامت مؤخرا برفع سعر المياه المعبأة من معامل وزارة الصناعة مرتين وبقرارين متتاليين؛ الأول بتاريخ 23 حزيران/يونيو الجاري، والذي قضى بتحديد سعر الجعبة 1.5 ليتر فيها ست عبوات من أرض المعمل بـ ـ4800 ليرة سورية ومن باعة الجملة إلى باعة المفرق بـ5250 ليرة ومن باعة المفرق إلى المستهلك بـ ـ5700 ليرة وسعر العبوة الواحدة من باعة المفرق إلى المستهلك 950 ليرة.

أما بالنسبة للقرار الثاني الذي صدر برقم 373 في اليوم التالي، أي في 24 من حزيران/يونيو الجاري، فقد تم بموجبه زيادة الأسعار مرة أخرى ليصبح سعر جعبة 1.5 ليتر فيها ست عبوات من أرض المعمل 5300 ليرة ومن باعة الجملة إلى باعة المفرق بـ ـ5800 ليرة ومن باعة المفرق إلى المستهلك بـ6300 ليرة وسعر العبوة الواحدة من باعة المفرق إلى المستهلك 1050 ليرة، وسعر جعبة نصف ليتر فيها 12 عبوة من أرض المعمل بـ ـ6300 ليرة ومن باعة الجملة إلى المفرق بـ ـ6750 ليرة ومن باعة المفرق إلى المستهلك بـ ـ7200 ليرة وسعر العبوة الواحدة للمستهلك 600 ليرة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.