منذ بداية العام الجاري، صعّدت إسرائيل قصفها على عدة مواقع في سوريا، لا سيما بعد أن ملأت ميليشيات إيرانية الفراغ الذي شكله الانسحاب الروسي من بعض المناطق، إذ تدرك إسرائيل جيدا خطورة الوضع القائم حاليا في سوريا، وما يعنيه أن تفرض إيران المزيد من السيطرة العسكرية على سوريا، لذلك، يبدو أن الإسرائيليين مصممون على عدم السماح بحدوث ذلك، ولكن ما علاقة المداجن؟

صواريخ من فوق المتوسط

وفقا للرواية الإسرائيلية، شنت إسرائيل مئات الغارات والهجمات الصاروخية على سوريا في السنوات الأخيرة، استهدفت أساسا منشآت الجيش، وأيضا أهدافا لـ”حزب الله” اللبناني والقوات الموالية لإيران بشكل خاص.

في تصعيد جديد، قالت الحكومة السورية، إن إسرائيل شنّت صباح اليوم السبت، “عدوانا جويا” بقصف صاروخي من فوق مياه البحر المتوسط غرب طرابلس اللبنانية، استهدفت مناطق في جنوب مدينة طرطوس السورية.

ووفقا لوزارة الدفاع السورية، فقد أدى هذا القصف إلى بعض الأضرار المادية، فضلا عن إصابة شخصين، أحدهما سيدة.

وبحسب البيان الذي اطلع عليه “الحل نت”، فقد استهدف القصف دواجن لتربية الدجاج في محيط بلدة الحميدية جنوب طرطوس.

وقال رئيس بلدة الحميدية، مجدي طعمة، إن “القصف تركز على مبقرة بالقرب من شركة نماء ما بين الحميدية ،وعرب الشاطئ ومنطقة رامة لحا وموقع مهجور كان يستخدم كمدجنة”.

الجدير ذكره، أن الحميدية بلدة تتبع منطقة طرطوس، حيث تقع على مسافة نحو عشرين كم جنوب مدينة طرطوس، ويبلغ عدد سكانها نحو 11 ألف نسمة، ويتحدث أهل هذه البلدة اللغة اليونانية إلى جانب اللغة العربية.

حماس تدين!

وللمرة الأولى، ومنذ اعتراف قادتها بالمضي نحو عودة العلاقات مع الحكومة السورية، بعد قطيعة دامت لسنوات، أصدر حركة “حماس” الفلسطينية، بيانا أدانت فيه قصف إسرائيل على سوريا.

واعتبر الناطق باسم حركة “حماس”، حازم قاسم، اليوم السبت، “هجوم الجيش الإسرائيلي على الأراضي السورية صباحا، سلوكا إجراميا، وهو امتداد لعدوانه الذي لا يتوقف على شعبنا وأمتنا”.

وقال قاسم، إن “تصاعد العدوان الإسرائيلي على مكونات الأمة يتزامن مع سعي بعض الأطراف في المنطقة لتكوين أحلاف عسكرية مع الاحتلال، في تأكيد على إن هذا المسار يخدم فقط السياسة التوسعية لإسرائيل”.

تحالف عربي – إسرائيلي

يبدو أن تهديدات المشروع الإيراني في الشرق الأوسط، دفعت العديد من الدول العربية لبناء علاقات مع إسرائيل، والتي قد نراها قريبا جزء من حلف يتشكل في منطقة الشرق الأوسط بقيادة دول عربية، لمواجهة التمدد الإيراني في المنطقة، لا سيما مع احتمالية فشل الاتفاق النووي الإيراني.

بعد البحرين والإمارات ومصر وربما الأردن، كشف مسؤولون في الإدارة الأميركية عن صياغة “خارطة طريق“، يعمل عليها البيت الأبيض، لبناء علاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، وذلك كجزء من الاستعدادات لزيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الشرق الأوسط ،في منتصف الشهر المقبل.

ونقل موقع “واللا” الإسرائيلي الأربعاء الفائت، عن أربعة مسؤولين أميركيين، دون الكشف عن هوياتهم، قولهم أن: “بايدن يعمل على تدفئة العلاقات بين الرياض وتل أبيب، ودفع اتفاقيات أبراهام نحو الأمام“.

الجدير ذكره، أنه في خضم التحديات بين القوى الدولية والإقليمية في سوريا، واستمرار الضربات الإسرائيلية على المواقع الإيرانية في سوريا، والتي اتخذت منعطفا جديدا مؤخرا، تروج روسيا على ما يبدو لعزمها اتخاذ خطوة غير مسبوقة تجاه إسرائيل، فوفق هيئة إعلامية إسرائيلية، فإن روسيا تعد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي، لإدانة الهجوم الإسرائيلي الأخير على مطار دمشق الدولي.

واستهدف الطيران الحربي الإسرائيلي، آنذاك، عددا من المواقع جنوبي العاصمة السورية دمشق، ما أسفر عن إصابة شخص، وذلك في القصف الثاني من نوعه على المنطقة منذ مطلع حزيران/يونيو الفائت.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة