بحسب مراقبين، فإن سوريا تمر بفترة من الركود وتشهد تراجعا كبيرا في قطاعها الزراعي، مشددين على أن أحد تلك الأسباب هو ارتفاع تكلفة وأسعار المنتجات الزراعية مثل الفواكه الخضار، مما جعل من الصعب السيطرة على السوق، واستراتيجيات التصدير وأدى إلى انخفاض الإنتاجية، ونقص العرض في السوق.

التموين متفاجئة!

هناك عددا من العوامل التي تسهم في ظاهرة ارتفاع الأسعار، بحسب ما ذكره مدير جمعية حماية المستهلك، عبد العزيز المعقالي، لصحيفة “الوطن” المحلية، اليوم الأحد، وأهمها غياب أدوات ضبط ومراقبة السوق المحلية.

ومن بين العوامل الأخرى التي أشار إليها المعقالي، ارتفاع تكاليف البنزين والشحن والأسمدة والنقل، فضلا عن التصدير، وهو ما يساهم أيضا في ارتفاع الأسعار، على الرغم من أن الهدف الأساسي من وراء منع التصدير سابقا هو تحقيق الاكتفاء الذاتي، ومن ثم يسمح بتصدير الفائض من الطلب الاستهلاكي.

وبيّن المعقالي، أن ما سبق “بالتأكيد ليس مبررا لارتفاع الأسعار الجنوني الذي نفاجأ به، مثلا سعر كيلو الليمون الحامض وصل إلى نحو من 8 إلى 9 آلاف ليرة ولدى الاستفسار من مديريات التموين كانت الإجابة أنهم تفاجؤوا بارتفاع الأسعار”.

ووفقا للمعقالي، فإن أسعار الخضار والفواكه يجب أن تكون رخيصة، لأن سوريا حاليا في موسم الزراعة، ولكن بدلا من ذلك استمرت في الارتفاع، وهي الآن مرتبطة ببعضها سواء كانت اللحوم أو غيرها من المواد الغذائية، أو حتى الأنواع الجيدة من الكرز والمشمش والخوخ وغيرها، لأنها تصدر كاملا.

وتابع مدير جمعية حماية المستهلك، أنه “بالعرف الاقتصادي عدم وفرة المادة يؤدي إلى ارتفاع سعرها، ولا أحد قادرا على ضبط الأسعار، لا الجمعية ولا المديرية ولا الوزارة ولا حتى الحكومة، لأن الكل يقدم مبرراته، والإجراءات القسرية هي آخر الحلول ولم تنجح أيضا”.

الخليج يبتلع الخضار السورية

مدير جمعية حماية المستهلك، أكد من جهة أخرى ضرورة وجود إجراءات واضحة وخطة واستراتيجية لتأمين مستلزمات الإنتاج الأساسية لضبط الأسعار، وتخفيف الفوضى الموجود بين سوق الهال والمحلات الأخرى غير الخاضعة للرقابة.

وفي السياق ذاته، أكد محمد العقاد، عضو لجنة تجار الخضار والفاكهة والمصدرين في دمشق، أن حركة التصدير عبر معبر جابر تحسنت بشكل ملحوظ، فخلال أربعة أيام من الشهر الماضي تم تصدير 5.225 أطنان من الفواكه والخضر إلى الخليج.

وأوضح العقاد، أن أسعار الخضراوات انخفضت بشكل أكبر من أسعار الفواكه، بسبب الطلب على تصديرها، لافتا إلى أنه وحسب النشرة في سوق الهال، فإن سعر كيلو البندورة بحدود 500 ليرة، والحورانية بـ1000 ليرة، والبطيخ يتراوح بين 700 و1000 ليرة، والأناناس 500 ليرة، والكوسا 400 ليرة، والباذنجان 500 ليرة.

وبلغ سعر الفليفلة الخضراء بين 600 و800 ليرة، والخيار بين 400 و600 ليرة، والبصل 400 ليرة. وعن الليمون الحامض قال: لا يصل إلى سوق الهال، بل يأخذه التجار عن طريق المزارعين، في حين ارتفعت أسعار الفواكه ووصل سعر كيلو الدراق إلى 6000 ليرة والكرز كذلك، أما المشمش فقد انخفض سعره إلى 5000 ليرة أما الموز فقد ارتفع إلى 14 ألفا، وهو أيضا لا يصل إلى سوق الهال.

الجدير ذكره، أنه لا يزال ارتفاع الأسعار، هو الشغل الشاغل لدى السوريين، حيث تشهد الأسواق السورية أرقاما “خيالية” لأسعار الفواكه والخضروات، خاصة مع بداية موسم الصيف، وهناك أنواعا زادت تسعيرتها بشكل كبير، خاصة إنها في نهاية موسمها، وعلى رأسهم الليمون الذي بلغ الكيلو الواحد منه بـ 10 آلاف ليرة سورية، ونتيجة لهذا السعر المرتفع على ما يبدو ستنضم العديد من المنتجات إلى قائمة الكماليات، وتودع معظم موائد السوريين، أو ربما الشراء بالحبة والحبتين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.