في ظل وجود نحو 13 مليون سوري، يعيشون داخل البلاد أوضاعا اقتصادية صعبة للغاية، مع لجوء معظمهم إلى ذويهم في دول اللجوء والاغتراب لدعمهم بمبالغ مالية شهرية لا تتجاوز في أغلب الأحيان 100 دولار، وعادة مع اقتراب الأعياد والمناسبات تزداد هذه التحويلات، إلا أنه مع اقتراب عيد الأضحى انخفضت نسبة الحوالات بشكل غير متوقع ما أشعل حرب تضارب بين محال الصرافة من أجل إنعاش السوق.

الليرة تنتعش

فرض تجار السوق السوداء في سوريا، سعرا جديدا للدولار الأميركي، اليوم الأحد، في تعاملاتهم، بعد أن شهدت السوق المحلية تراجعا ملحوظا في التحويلات المالية، التي دائما مع تنتعش مع اقتراب الأعياد الرسمية.

وبحسب مالك محال “الوليد” للصرافة، عبد اللطيف المقداد، فإن تجار السوق السوداء كسروا سعر الصرف المتفق عليه محليا، في خطوة من أجل تشجيع إرسال الحوالات إلى سوريا، لا سيما وأن العيد القادم( الأضحى)، تنتعش فيه إرسال الحوالات من أجل ذبح الأضاحي.

وأوضح المقداد،” بلغ سعر الدولار اليوم في سوريا لدى السوق الموازية غير الرسمية (السوداء) 4050 ليرة للشراء، و4100 ليرات للبيع، مقابل 3985 ليرة للشراء، و4020 ليرة للبيع خلال تعاملات اليوم السابق، في حين بقيت الأسعار في محال الصرافة الرسمية، تبيع الدولار الواحد مقابل 3975 ليرة للشراء، و4010 ليرات للبيع”.

وبيّن المقداد، أنه في البنوك الرسمية السورية، سجل سعر الدولار 2814 ليرة في المتوسط، في حين استقر سعر صرف الدولار في دمشق وحلب، عند سعر شراء يبلغ 3980، وسعر مبيع يبلغ 4020 ليرة للدولار الواحد.

وبالنسبة إلى إدلب، فقد ارتفع سعر صرف الدولار بنسبة 0.13 بالمئة، ليستقر عند سعر شراء يبلغ 3955، وسعر مبيع يبلغ 3995 ليرة للدولار الواحد.

عملات تهبط أمام الليرة السورية

ونتيجة هذه الخطوة والمضاربة التي فرضها تجار السوق السوداء، هبطت العديد من العملات العالمية أمام الليرة السورية، حيث تراجع سعر اليورو الأوروبي اليوم الأحد في سوريا، ليصل إلى 4141 ليرة للشراء، و4182 ليرة للبيع، مقابل 4151 ليرة للشراء، و4193 ليرة للبيع، أمس.

وهبط سعر الجنيه الاسترليني لدى السوق الموازية، إلى 4804 ليرات للشراء، و4856 ليرة للبيع، مقابل 4816 ليرة للشراء، و4868 ليرة للبيع، خلال تعاملات أمس السبت.

كما هبط سعر الريال السعودي، ليصل إلى 1058 ليرة للشراء، و1070 ليرة للبيع، مقابل 1060 ليرة للشراء، و1073 ليرة للبيع خلال تعاملات أمس، وتراجع سعر الدرهم الإماراتي ليصل إلى 1079 ليرة للشراء، و1092 ليرة للبيع مقابل 1082 ليرة للشراء، و1095 ليرة للبيع خلال تعاملات يوم أمس.

الحوالات وأوكرانيا

خبير اقتصادي سوري، توقّع أن يكون معدل الحوالات أقل مما كان عليه مع عيد الفطر الماضي، حيث تراوح معدل الحوالات اليومي في حينها بين 10-12 مليون دولار، وهو ما كان يعادل زيادة في معدل الحوالات بنحو 100 بالمئة.

ولكن من المتوقع ألا تتجاوز الحوالات الخارجية لهذا العيد 10 ملايين دولار يوميا في أحسن الأحول، نظرا لتردي الأوضاع الاقتصادية عالميا، وانخفاض دخول معظم المغتربين السوريين في الخارج بسبب تداعيات الحرب الأوكرانية، معتبرا أن الزيادة في معدل الحوالات الخارجية لن تكون مؤثرة في حركة النشاط الاقتصادي والتجاري، ومبيّنا أن معظم التقديرات الرسمية حول حجم الحوالات الخارجية تدور حول 6 ملايين دولار يوميا، بحسب موقع “صاحبة الجلالة” المحلي.

ومن جهة ثانية، يعتبر العديد من الباحثين الاقتصاديين أن تهاوي الوضع المعيشي، وتردي الدخول، وخاصة لأصحاب الدخل المحدود تُحتّم الاهتمام في جذب الحوالات الخارجية، وتبسيط ورودها والاستفادة منها في تعزيز القطع الأجنبي، عبر تنظيم وتبسيط إجراءات وصول الحوالات، بما يسمح بالاستفادة منها وتفويت الفرصة على حالات التلاعب، والسمسرة في إيصال جزء من الحوالات، وتعرّض الكثير من المواطنين للغبن أو الاحتيال أحيانا، إضافة لذهاب هذا القطع الأجنبي للسوق السوداء والمضاربة والإضرار بالجهد الرامي للحفاظ على استقرار سعر الصرف، علما أن هذه الحوالات تمثّل موردا أساسيا للكثير من العائلات السورية وتمكّنهم من تأمين احتياجاتهم المعيشية وتكون رديفا مهما لدخولهم الأساسية، بحسب الموقع.

الجدير ذكره، أن السوريين داخل سوريا يفضلون استلام حوالاتهم عن طريق التحويلات غير الرسمية، سواء كان الاستلام بالليرة السورية، أو بالعملات الأخرى وعلى رأسها الدولار، من أجل محاولة ادخار جزء منها من جهة، ونظرا للفرق في سعر عملية التحويل بالمقارنة مع سعر صرف البنك المركزي من جهة أخرى، وهو ما يرى المواطنون أنهم أحق به.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.