الخبز وجه من وجوه المعاناة للسوريين الذي لا يزال الحصول عليه من أهم المشاكل، في حين تبدو الحكومة غير قادرة على حل هذه الأزمة من جهة، وتتضارب قراراتها في مسألة توزيعه من جهة أخرى، والتي تعتمد على “البطاقة الذكية” التي باتت شرطا رئيسيا ليتمكن المواطن من تناول خبزه.

لا خبز دون “بطاقة ذكية”

وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك السورية، أعلنت يوم أمس الأحد في بيان لها، إيقاف العمل بالسماح للمخابز العامة ببيع كمية 3 بالمئة من الخبز خارج “البطاقة الذكية”، في الوقت الذي لم يوضح البيان إذا ما كان وقف بيع الخبز للأشخاص غير الحاملين لـ”البطاقة الذكية” مؤقتا أو دائما.

وطالب البيان، الذي حصل “الحل نت”، على نسخة منه، بضرورة الالتزام الكامل بتخريج جميع ربطات الخبز المباعة عبر جهاز نقطة البيع، “تحت طائلة المسؤولية”.

وأيضا سمحت الوزارة ببيع مادة الخبز يوم الجمعة المقبل بنفس مخصصات العائلة ليوم السبت، وذلك استثناء ولمرة واحدة فقط هذا الأسبوع، بسبب عطلة عيد الأضحى المقبلة.

إقرأ:ارتفاع محتمل لأسعار الخبز في سوريا.. 3 ملايين غراماته

توزيع غير منتظم

وزارة التجارة الداخلية، ومنذ مطلع العام الحالي أصدرت العديد من القرارات حول توزيع الخبز، ما أربكت المواطنين بتضاربها، فمنذ التوطين للخبز مؤخرا إلى التوزيع حصرا عبر البطاقة الذكية.

فبحسب تقرير سابق لـ”الحل نت”، كانت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك السورية، في نيسان/أبريل الماضي، أعلنت أن بيع مادة الخبز متاح في دمشق لجميع البطاقات في أربعة منافذ، مهما كانت المحافظة الصادرة عنها، حسب تقارير صحفية محلية.

وأوضحت الوزارة في حينه، أن هذه المنافذ هي، معتمدو الخبز، وصالات السورية للتجارة، وأكشاك الخبز الموزعة، والمعتمدون التابعون للجهات العامة المخصصة للعاملين في هذه الجهات، مضيفة أن البيع من كوات المخابز هو لجميع البطاقات الصادرة في دمشق، وليس فقط المسجلين بالربط المكاني معها، وأن ما تم هو فقط حصر البيع من منفذ واحد هو كوات المخابز لبطاقات دمشق فقط.

كما أعلنت الوزارة في وقت لاحق بدء آلية “توطين المخابز” في محافظتي دمشق وريفها، حيث يمكن للمواطن الذي صدرت بطاقته في ريف دمشق، إذا أراد شراء خبزه من المخبز مباشرة، فيشتريه من مخابز ريف دمشق.

أما من كانت بطاقته الإلكترونية صادرة من مدينة دمشق، فيشتري الخبز من مخابز دمشق، باستثناء الشراء من المعتمدين مفتوح للبطاقات الصادرة من الريف والمدينة.

ومن جهة ثانية، يشتكي الكثير من المواطنين السوريين من المقيمين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، من وجود ازدحام كبير على الأفران،وعدم كفاية مخصصات الخبز، إضافة إلى سوء نوعية الخبز المباع عبر المعتمدين.

وقد حاولت الحكومة حل الازدحام على الأفران في مطلع العام الحالي من خلال توزيع الخبز عبر معتمدين، وخاصة في دمشق، ولكن لم يتجاوز عدد هؤلاء المعتمدين 365 شخص، وهو عدد غير كاف لتغطية دمشق، إذ تحتاج إلى الوصول إلى 1500 معتمد توزيع خبز على الأقل، حسب تقرير سابق لـ”الحل نت”.

وتبلغ مخصصات الخبز لكل معتمد، 250 ربطة خبز فقط، ويتم توزيع عدد المعتمدين بناء على الخرائط وعدد السكان في كل حي من الأحياء، وتربط كل مجموعة منهم بفرن حسب طاقته الإنتاجية، ويبلغ سعر ربطة الخبز عبر “البطاقة الذكية” بـ250 ليرة.

قد يهمك:طريقة جديدة لبيع الخبز في دمشق

ومن الجدير بالذكر، أن حكومة دمشق تمنح”البطاقة الذكية” للعائلات فقط، بينما لا يتم منحها للعازبين، وتمكن البطاقة العائلات من شراء المواد الأساسية والغذائية بأسعار مخفضة عن أسعار السوق.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.