استمع للمادة
|
يبدو أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يكافح للبقاء في منصبه وسط موجة متزايدة من الاستقالات في حكومته، إلى جانب تمرد متزايد داخل حزب المحافظين ضد قيادته، بينما أكدت الصحف البريطانية أن “اللعبة انتهت” هذه المرة لجونسون.
الصراع من أجل البقاء
ضمن سياق تداول الصحف البريطانية حول مصير حكومة جونسون، صرح الأخير في البرلمان أن لديه “تفويضا ضخما” من انتخابات 2019 وإنه “سيستمر”.
ويأتي ذلك عقب استقالة عدة شخصيات من مناصب حكومية أو حزبية، وسحب نواب آخرون من الحزب الحاكم دعمهم لرئيس الوزراء.
وكتبت وكالة أنباء “بي آيه ميديا” البريطانية إن عبارة” اللعبة انتهت” كانت العنوان الرئيسي لصحيفة التايمز، التي أضافت أنه “من الخطأ” بالنسبة لجونسون مواصلة التعلق بالسلطة لأنه “فقد ثقة حزبه وبلاده”.
وذكرت التايمز: “ليست هناك فرصة محتملة أن يستطيع جونسون، الذي فشل في الحصول على دعم 148 من أعضاء البرلمان في تصويت على الثقة الشهر الماضي، استعادة سلطته لتوفير القيادة الفعالة التي تحتاج إليها البلاد، في وقت تواجه فيه أزمة وطنية حادة”. وأردفت الصحيفة: “كل يوم يستمر فيه يعمق من الإحساس بالفوضى. ولصالح البلاد، يتعين عليه الرحيل”.
من جانبها، وصفت كاتبة العمود ليان مارتين الفوضى داخل الحكومة، مع إعرابها عن الشعور بأمل محدود، إزاء نديم الزهاوي الذي تم تعيينه وزيرا للخزانة بعد استقالة سوناك.
وقالت مارتين إن اسميْ كل من وزير الصحة السابق جيرمي هانت، ووزير الدفاع بين والاس يترددان كخليفين محتملين لجونسون.
وفي صحيفة “تليغراف”، قال اللورد ديفيد فروست، وزير شؤون بريكست السابق، إنه يتعين على جونسون مغادرة منصبه أو المخاطرة، “بأن يجر الحزب والحكومة معه إلى الحضيض”.
وأضاف فروست أنه بعد استقالات يوم أمس الثلاثاء: “يحتاج الوزراء الآخرون في الحكومة الآن، إلى التفكير فيما إذا كانوا سعداء حقا بالاتجاه الحالي لسير الأمور، أم ماذا”.
على طرف آخر، وصفت صحيفة “ديلي إكسبريس”، جونسون بأنه “مجروح، لكنه، متحرر”، وكتبت في صفحتها الأولى أن رئيس الوزراء يواصل جهوده مع تعهده بخفض الضرائب. وأشاد ستيفن جلوفر، كاتب عمود في صحيفة “ديلي ميل”، برئيس الحكومة الحالي جونسون باعتباره “سياسيا استثنائيا يفوق كل أعضاء الوزارة الآخرين”.
وأردف أيضا، إن جونسون سوف يُبجل لنجاحه في تحقيق بريكست، ولكن رغم كل إنجازاته يبدو الآن محكوما عليه بالفشل في سياسته.
ووفق تقدير، بولي توينبي، وهي كاتبة كبيرة بصحيفة “الغارديان” البريطانية، أن طريقة رحيل رئيس الوزراء، والتوقيت الدقيق لذلك هو فقط ما تبقى نظره.
وكتبت تقول: “قليلون للغاية مَن يتوقعون خوضه الانتخابات المقبلة. ويمكن للجنة 1922 تغيير القواعد على الفور بين عشية وضحاها، وإجراء تصويت على قيادة أخرى، في ظل كل الدلائل على أنه سيفشل في المرة القادمة”.
قد يهمك: ما قصة المنافسة الإسرائيلية التركية بسبب اليونان؟
ردود المعارضة
ضمن هذا السياق، قال سير كير ستارمر، زعيم حزب العمال المعارض، إن أولئك الذين بقوا في مواقعهم “يطيعون طاعة عمياء، ويدافعون عما لا يمكن الدفاع عنه أساسا”.
وكان وزيرا المالية ريشي سوناك ووزير الصحة ساجد جاويد ، قد قدما استقالتهما بفارق عشر دقائق يوم أمس الثلاثاء، وتبع ذلك سلسلة استقالات داخل الحكومة.
وفي بيان استقالته، قال جاويد “محاولة الموازنة بين الولاء والنزاهة” أصبحت أمرا “مستحيلا في الأشهر الأخيرة”.
واتهم غاري سامبروك، عضو البرلمان عن حزب المحافظين، رئيس الوزراء بإلقاء اللوم على أشخاص آخرين على أخطائه، وحظي بتصفيق مستمر بعد مطالبته جونسون بالاستقالة.
لكن، من جانبه، جونسون أتخذ هذه الاستقالات كنوع من التحدي، مضيفا أنه “سيستمر في تنفيذ التفويض الذي حصل عليه، وأن مهمة رئيس الوزراء في الظروف الصعبة، عندما يكون لديه تفويضا ضخما، هي الاستمرار، وهذا ما سأفعل”.
وحث وزير المالية الجديد ناظم زهاوي زملاءه على “الوحدة”، وقال إن جونسون يركز على إحراز نتائج. بينما حث زعماء أحزاب المعارضة الوزراء الآخرين في الحكومة، على أن يحذو حذو من استقالوا، بينما قال زعيم حزب العمال، إنه جاهز لانتخابات عامة مبكرة.
وقال النائب المحافظ أندرو ميتشل لـ”بي بي سي“، إن دور جونسون انتهى، وأضاف “لا يملك الشخصية ولا المزايا ليكون رئيس وزرائنا” والسؤال الوحيد هو، إلى متى سيستمر هذا الوضع.
بدوره، زعيم حزب الليبراليين الديمقراطيين سير إد ديفي صرح لـ”بي بي سي”، “على المحافظين أن يقوموا بواجبهم الوطني ويتخلصوا من بوريس جونسون اليوم”.
بينما قالت الوزيرة الأولى في اسكتلندا نيكولا ستيرجن إن “كل هذا العفن” في حكومة جونسون يجب أن يذهب، واتهمت وزراء بالكذب على الشعب.
هذا ويفترض تنظيم الانتخابات القادمة في 2024، لكنها قد تُنظّم قبل ذلك، لو استخدم رئيس الوزراء صلاحياته، ودعوته إلى انتخابات مبكرة.
قد يهمك: جيبوتي بلد القواعد الدولية.. لماذا تستهدفه مطامع الصين؟
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة

الحوار الاستراتيجي بين الإمارات وبريطانيا.. إلى ماذا يهدف؟

دبلوماسية الرهائن.. ورقة مزدوجي الجنسية أسلوب إيراني لابتزاز المجتمع الدولي؟

بعد عامين على مغادرته.. ما احتمالات عودة بريطانيا لـ”الاتحاد الأوروبي”؟

لماذا تجدد بريطانيا دعواتها لإرسال اللاجئين إلى رواندا؟
الأكثر قراءة

ماذا تعرف عن “قوات الدعم السريع” وقائدها الذي يشن حرباً ضد الجيش في السودان؟

الزيارات العربية إلى سوريا.. دلالات سياسية أم تكنيك دبلوماسي؟

الزلزال المدمّر.. هل يشكل بيئة خصبة للإرهاب في سوريا؟

زلزال تركيا وسوريا.. هل يغير تقنيات الإنشاء العمراني في الشرق الأوسط؟
المزيد من مقالات حول دولي

آلية مجموعة السبع الجديدة.. هل تحد من نفوذ الصين الاقتصادي؟

مساع أميركية لخفض التوتر بين أرمينيا وأذربيجان.. ما الدلالة والمآلات؟

اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود.. لماذا تحاول روسيا تعطيله كل مرة؟

في حال هزيمة أردوغان.. ما التغيرات المحتملة على العلاقات التركية الروسية؟

أردوغان وكليجدار أوغلو.. من الفائز بجولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية التركية؟

اتفاق جدة المبدئي بين طرفي الصراع السوداني.. ما فرص النجاح؟

تحولات في الساحة الإسلامية الأوروبية.. نهاية زمن “الإخوان المسلمين”؟
