طوال فترة عيد الأضحى، يشهد السوق السوري ارتفاعا في الأسعار بشكل عام، لكن تصريحات حكومية اليوم الأربعاء، استبعدت زيادة أسعار الخضار خلال وقفة العيد، لكنه أشار إلى احتمال ارتفاع أسعار الفواكه، باعتبار أن الطلب يزداد عليها قبل العيد أكثر من الخضار.

التصدير هو سبب الغلاء

رغم الغلاء العام الذي يجتاح معظم السلع والمنتجات الغذائية، وخاصة مستلزمات العيد من ضيافة العيد إلى الأضاحي، واللحوم والألبسة، وسط حالة الفوضى والاستغلال من التجار، وغياب أي دور رقابي، عضو لجنة تجار ومصدري الخضر والفواكه بدمشق محمد العقاد، استبعد ارتفاع أسعار الخضار خلال وقفة العيد، لافتا إلى أنه من الممكن أن ترتفع أسعار الفواكه لكن بنسبة قليلة لا تتجاوز 10 بالمئة، وفق ما نقلته صحيفة “الوطن” المحلية، اليوم الأربعاء.

كما وأردف العقاد في حديثه المتضارب إلى حد ما، مع أسعار وحركة الأسواق، أن أسعار الخضار في سوق الهال لم تشهد أي ارتفاع خلال الفترة الحالية بل على العكس تواصل أسعارها بالانخفاض يوميا، في حين أن أسعار الفواكه هي التي ترتفع، موضحا بأن أسعار مبيع الخضر بالمجمل اليوم لا تغطي تكلفتها وخصوصا أن سعر ليتر المازوت بالسوق السوداء أصبح اليوم بحدود 6500 ليرة سورية.

وأشار العقاد إلى أن سعر كيلو البندورة الحورانية بالجملة اليوم يتراوح بين 700 و800 ليرة، والبندورة الساحلية بين 400 و600 ليرة وكيلو الكوسا بالجملة بحدود 400 ليرة، والخيار البلدي نوع أول بـ700 ليرة.

ونوّه العقاد إلى أن هناك وفرة في إنتاج الخضار للعام الحالي لكن رغم وفرة الإنتاج فإنه يعتبر أقل من العام الماضي بنسبة تقارب الـ25 بالمئة، مشيرا إلى أن السبب الرئيسي لانخفاض أسعار الخضار هذا العام، هو ضعف القوة الشرائية للمواطن، الأمر الذي أدى إلى انخفاض الاستهلاك، إذ إن الشخص بات يشتري حاجته اليومية فقط ويكتفي بكميات قليلة على عكس الأعوام الماضية، أما بالنسبة للفواكه فإن “التصدير هو الذي ساهم بارتفاع أسعارها”.

الفواكه السورية إلى “الخليج”

ضمن سياق التصدير، أشار العقاد إلى وجود كساد بالثوم في سوق الهال ولم يصدر منه إلا كميات قليلة بعد فتح باب تصديره، إذ أن نحو 7 برادات فقط محملة بالثوم ذهبت منذ أسبوعين إلى العراق، ومن ثم توقف التصدير لأنه لم يغط التكلفة، مبينا إلى أن الثوم متوفر هذا العام في كل الفصول، وهناك فائض منه.

أما بالنسبة للتصدير، فقد أوضح العقاد أن نحو 40 برادا محمّلاً بالخضار والفواكه تذهب يوميا إلى دول الخليج، في حين أن نحو 3 برادات فقط تذهب إلى العراق، لافتا إلى أن التصدير توقف منذ أمس لحين انتهاء عيد الأضحى ليعود بعدها لحالته المعتادة.

من جانبه، أوضح الخبير الزراعي عبد الرحمن قرنفلة للصحيفة المحلية، أن تكاليف إنتاج الخضار والفواكه اليوم مرتفعة جدا ،والفلاحون يعانون حاليا موضوع تأمين المازوت من أجل ري أراضيهم، ويشترونه بأسعار مرتفعة، وهو ما ينعكس على سعر المنتج في السوق.

وفي تصريحات متضاربة حول أسباب ارتفاع أسعار الخضار والفواكه، أشار قرنفلة إلى أن المشكلة الرئيسية في أسعار الخضار والفواكه هي: “ارتفاع التكاليف، وليس التصدير الذي يعتبر ضرورة ملحة حاليا، ومحفزا أساسيا للفلاح لزيادة الإنتاج”.

وأشار قرنفلة إلى أن المورد الوحيد الذي يساهم بجلب القطع الأجنبي إلى سوريا، هو الصادرات الزراعية وهذا الأمر أكدته وزارة الاقتصاد على لسان وزير الاقتصاد، الذي قال في تصريح سابق إن أكثر من 85 بالمئة من صادراتنا هي من الصادرات الزراعية.

وأوضح قرنفلة أن ليس كل ما ينتج من الخضار والفواكه في سوريا يصلح للتصدير، إنما الذي يصلح للتصدير لا تتجاوز نسبته 20 بالمئة من الإنتاج.

وحول كيفية خفض الأسعار، أكد قرنفلة للصحيفة المحلية، أن الحل الوحيد الذي سيؤدي إلى انخفاض أسعار الخضار والفواكه، هو زيادة الإنتاج الذي يتم من خلال توفير مستلزمات الإنتاج الأساسية من وقود وأسمدة وأدوية وغيرها، بحيث تصبح متاحة للجميع في السوق ومن ثم تصبح أسعارها متوازنة ومقبولة، مشيرا إلى أن ندرة مستلزمات الإنتاج في السوق حاليا أدت إلى ارتفاع أسعارها. وتوفير مستلزمات الإنتاج مسؤولية الجهات الحكومية المعنية بالدرجة الأولى.

قد يهمك: رواتب السوريين تغطي 3 بالمئة فقط من تكاليف المعيشة

التموين متفاجئة!

هناك عددا من العوامل التي تساهم في ظاهرة ارتفاع الأسعار، بحسب ما ذكره مدير جمعية حماية المستهلك، عبد العزيز المعقالي، لصحيفة “الوطن” المحلية، مؤخرا، وأهمها غياب أدوات ضبط ومراقبة السوق المحلية.

ومن بين العوامل الأخرى التي أشار إليها المعقالي، في وقت سابق، ارتفاع تكاليف البنزين والشحن والأسمدة والنقل، فضلا عن التصدير، وهو ما يساهم أيضا في ارتفاع الأسعار، على الرغم من أن الهدف الأساسي من وراء منع التصدير سابقا، هو تحقيق الاكتفاء الذاتي، ومن ثم يسمح بتصدير الفائض من الطلب الاستهلاكي.

وبيّن المعقالي، أن ما سبق “بالتأكيد ليس مبررا لارتفاع الأسعار الجنوني الذي نفاجأ به، مثلا سعر كيلو الليمون الحامض وصل إلى نحو من 8 إلى 9 آلاف ليرة، ولدى الاستفسار من مديريات التموين كانت الإجابة أنهم تفاجؤوا بارتفاع الأسعار”.

ووفقا للمعقالي، فإن أسعار الخضار والفواكه يجب أن تكون رخيصة، لأن سوريا حاليا في موسم الزراعة، ولكن بدلا من ذلك استمرت في الارتفاع، وهي الآن مرتبطة ببعضها سواء كانت اللحوم أو غيرها من المواد الغذائية، أو حتى الأنواع الجيدة من الكرز والمشمش والخوخ وغيرها، لأنها تصدر كاملا.

وتابع مدير جمعية حماية المستهلك، أنه “بالعرف الاقتصادي عدم وفرة المادة يؤدي إلى ارتفاع سعرها، ولا أحد قادرا على ضبط الأسعار، لا الجمعية ولا المديرية ولا الوزارة ولا حتى الحكومة، لأن الكل يقدم مبرراته، والإجراءات القسرية هي آخر الحلول، ولم تنجح أيضا”.

هذا وتشهد الأسواق السورية ارتفاعا كبيرا في بالمجمل، ويبدو أن أسعار الفواكه سوف ترتفع خلال الفترة الحالية، قبيل عيد الأضحى، وغيرها من المواد الأساسية المعيشية، وبالتالي ونتيجة لهذا الغلاء قبيل العيد، الأمر الذي سيجعل معظم العائلات تمتنع عن شراء نسبة كبيرة من مستلزمات عيد الأضحى، والاكتفاء بالضروريات بحدها الأدنى فقط.

قد يهمك: أكثر من نصف السوريين يهجرون الأسواق قبل عيد الأضحى

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.