العديد من التغيرات والتقلبات، شهدتها عدة علاقات داخل الإقليم، كان من بينها العلاقات التركية الإسرائيلية، التي شهدت تطورا نوعيا مؤخرا بعد قطيعة لأكثر من 10 سنوات، والتي توجت مؤخرا باتفاقية تقضي بتوسيع حركة الطيران بين الجانبين.

اتفاقية الطيران

وزارة النقل الإسرائيلية، أعلنت أن إسرائيل وتركيا وقعتا اتفاقية تقضي بتوسيع حركة الطيران الثنائية بين البلدين، وهي الأولى بعد انقطاع منذ عام 1951.

وأوضحت الوزارة، في بيان صدر يوم أمس الخميس، أنه من المتوقع أن يسفر الاتفاق عن استئناف رحلات الشركات الإسرائيلية إلى عدد من الوجهات في تركيا، إلى جانب رحلات الشركات التركية إلى إسرائيل، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز” للأنباء.

المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، أوفير جندلمان، وصف عبر حسابه في “تويتر”، هذه المرحلة بـ”الحيوية”، مضيفا أنها تمهيد للتوقيع على اتفاقية الطيران متكاملة، وموضحا أن هذه الاتفاقية جاءت عقب زيارة رئيس الوزراء، يائير لابيد، إلى أنقرة، والاتفاق مع وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو.

وجاءت زيارة لابيد، إلى أنقرة عقب زيارة نظيره التركي جاويش أوغلو إلى إسرائيل، في 24 من أيار/مايو الماضي، التي اتفق خلالها الوزيران على إعادة إطلاق اللجنة الاقتصادية المشتركة بين الجانبين، وفق ما نقلته قناة “تي آر تي” التركية.
لابيد، وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية التركي، قال “لن أتظاهر بأن علاقتنا لم تعرف التقلبات، لكن في الوقت نفسه عرفنا كيف نتحدث مرة أخرى لنتعاون مجددا”.

إقرأ:تقارب تركي إسرائيلي.. أردوغان إلى الوراء دُر؟

بداية جديدة

في مطلع آذار/مارس الماضي، استقبل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، نظيره الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، في زيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول إسرائيلي بهذا المستوى منذ 15 عاما، حيث وصل الرئيس الإسرائيلي في حينه، على رأس وفد إسرائيلي رفيع المستوى، لفتح صفحة جديدة في العلاقات التركية- الإسرائيلية، حسب تصريحه في ذلك الوقت.

وسبق تلك الزيارة، اتصال هاتفي أجراه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مع نظيره الإسرائيلي، هرتسوغ، ورئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، في تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2021، وهي المحادثات الأولى من نوعها منذ عام 2013، حيث دارت المحادثات حينها حول “دبلوماسية الغاز”، حين أبدى الرئيس التركي استعداد بلاده للتعاون مع إسرائيل ضمن مشروع خط أنابيب غاز شرقي البحر المتوسط.

الكاتب السياسي، حسان الأسود، في حديث سابق لموقع “الحل نت”، أوضح أن الظروف الدولية تغيرت في الشرق الأوسط، وخاصة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، فهناك تحالفات جديدة ستنشأ، وهناك مصالح ستتلاقى وأخرى ستتضارب، ومن أجل ذلك ستقوم تركيا بإعادة حساباتها حتى ولو كانت زيارة الرئيس الإسرائيلي لأنقرة مجدولة مسبقا.

وأضاف الأسود، أن العلاقات التركية- الإسرائيلية، سوف تتعمق بشكل أو بآخر على اعتبار أن تركيا تقع على حافة الصراع، الروسي- الأوكراني، فهي تطل على البحر الأسود، وتربطها علاقات تاريخية بروسيا، لا تخلو من المصالح المشتركة، وعلاقات ومصالح بأوكرانيا، لذلك ستدخل في تحالفات جديدة ومن بينها التحالف مع إسرائيل.

قد يهمك:هل يتجه الأسد للتطبيع مع إسرائيل؟

العلاقات ضرورية لتركيا

تركيا منذ بداية الأزمة السورية، تعاني من العديد من المشاكل، بعد أن كانت تتبع سياسة “صفر مشاكل”، التي عمل على ترسيخها رئيس وزراء تركيا السابق، أحمد داوود أوغلو، ولكن نتيجة للتحديات التي فرضتها الأزمة السورية، كان لا بد من التدخل التركي في هذا الملف، تحت ذرائع مختلفة، أبرزها الحفاظ على مصالحها، وحماية أمنها القومي من التهديد.

وأشار حسان الأسود، إلى أن الوضع الاقتصادي التركي تأثر خلال الأزمة السورية، ويتأثر الآن نتيجة للغزو الروسي لأوكرانيا، لذلك لا بد أن تقوم تركيا بإعادة بناء علاقات متوازنة مع دول الخليج بشكل عام، ومع إسرائيل، فالعلاقات بين الدول تبنى على المصالح وتوازن القوى.

وبحسب الأسود، فهناك العديد من التشابكات لا يمكن الوقوف على عمقها بسهولة، وبالتالي فإن إعادة بناء العلاقات التركية الإسرائيلية هي مصلحة تركية ستتعافى من ورائها البنية الاقتصادية التركية، كما سيكون هناك قدرة على التعامل مع بعض الملفات العالقة، وهي مصلحة لجميع الأطراف، وسيتحقق بعض من الأمن المفقود في المنطقة.

إقرأ:رسائل روسية جديدة إلى إسرائيل في سوريا؟

من الجدير بالذكر، أن العلاقات التركية الإسرائيلية، توترات كبيرة وقطيعة، بعد وصول حزب العدالة والتنمية للحكم، منذ نحو 15 عاما، بسبب قضايا سياسية واقتصادية عدة، وتخلل هذه العلاقات تحسن في بعض الأحيان، لتعود إلى التحالف من جديد.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة