تطورات ميدانية جديدة وتوافق عسكري قد يكون مبدئيا لاتفاق لاحق بين “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، الجناح العسكري لـ”الإدارة الذاتية” وقوات حكومة دمشق، بوساطة روسية.

ويأتي الإعلان عن خطوات عسكرية، غداة “توافق” مهم في شكله وتوقيته، بين “قسد” ودمشق، مع اقتراب آخر المواعيد التي حددتها أنقرة لبدء هجومها المحتمل على الشمال السوري مع انقضاء عطلة عيد الأضحى.

ضمانة روسية

المتحدث باسم لواء الشمال الديمقراطي التابع لـ”قسد”، محمود حبيب، قال في حديث لموقع “الحل نت”، إن التفاهم العسكري تم بوساطة وضمانة روسية، لإلزام حكومة دمشق بما تم الاتفاق عليه من جهة وللمشاركة من جهة أخرى بالانتشار على أهم و أخطر النقاط بالإضافة للدوريات الجوية التي تراقب خطوط التماس يوميا.

وأضاف حبيب، أنهم “ملتزمون بالحوار مع كل الأطراف في سوريا، للوصول إلى حل للأزمة وعلى هذا الأساس أجرينا حوارا مع حكومة دمشق بوساطة روسية و لكن لم يتم التوصل إلى أي تقدم على الصعيد السياسي”.

وبموجب اتفاقية تشرين الأول/أكتوبر 2019، سمحت “قسد”، بنشر قوات حكومة دمشق على طول الشريط الحدودي وخطوط التماس مع الفصائل المعارضة والمدعومة من أنقرة، إبان الهجوم التركي عبر عملية “نبع السلام” على منطقتي سري كانيه/ رأس العين وتل أبيض.

وأشار حبيب إلى أن الانتشار السابق لقوات دمشق غداة عملية “نبع السلام” لم تكن بالفاعلية المطلوبة، موضحا أنه في ظل هجوم تركي محتمل، تم الاتفاق على آدخال قوات إضافية مزودة بأسلحة ثقيلة تستطيع الدفاع في حالة الهجوم البري، على حد قوله.

آليات ثقيلة ومضادات جوية

القيادي العسكري في “قسد”، قال إن المستجد الأهم هو عبور آليات ثقيلة و مضادات جوية إلى شرق الفرات انتشرت على طول الجبهة من عين عيسى و حتى أطراف كوباني للقيام بالواجب الدفاعي الميداني في حال تقدمت القوات التركية والفصائل العارضة المدعومة منها.

مضيفا أنه تم انتشار حوالي 550 عنصرا من قوات حكومة دمشق، رافقه استقدام الدبابات ومدافع الميدان و المضادات الجوية، مشيرا إلى أن هذه الأسلحة مهمة في عمليات صد الهجوم البري و تشكل خطورة على الطائرات الحربية المروحية و المجنحة، ما يعزز إمكانية الدفاع بشكل أفضل، على حد وصفه.

فيما كشفت مصادر إعلامية، أن “نحو 40 عربة عسكرية بينها 4 دبابات و8 مدافع ثقيلة، وأكثر من 500 جندي وصلت إلى نقاط التماس مع الفصائل المعارضة والمدعومة من أنقرة بريف تل أبيض الجنوبي.

وتوزعت في عدة قرى بريف كوباني الجنوبي الشرقي على طول نقاط التماس، بينها سبع جفار ومتين، كما وصلت تعزيزات عسكرية أخرى تابعة لقوات دمشق،  عبرت مدينة منبج باتجاه جسر “قر قوزاق” الذي يؤدي إلى مدينة كوباني بريف حلب.

دعم نقاط الانتشار 

متحدث لواء الشمال الديمقراطي والمنضوي في صفوف “قسد”، أكد أن التفاهم الأخير أفضى إلى دعم نقاط الانتشار السابقة و خصوصا في منطقتي تل رفعت و منبج بريف حلب، اللتين حددهما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مطلع شهر حزيران/يونيو الماضي، هدفا لتوغل عسكري جديد في شمال سوريا.

ونوه المتحدث العسكري، أنه لم تكن مقايضة للحصول على المكاسب، واصفا أن الحالة العسكرية تستدعي كل الأطراف بأن تدافع عن الوطن، وأن حكومة دمشق هي المعنية الأولى بهذا الواجب، فكان أقل ما يمكنها فعله أن تقف معنا للدفاع عن التراب السوري.

إلى ذلك أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” المعارض، بأن وفد بريطاني وأميركي وصل أمس الأربعاء، على متن عشر سيارات لمدينة عين العرب/كوباني بريف حلب الشرقي، بعد اجتماع سابق في منبح.

ووفق “المرصد السوري”، كان يترأس الوفد البريطاني قائد قوات البريطانية في سوريا، وناقشوا الأوضاع الأمنية والسياسية والخدمية والتهديدات التركية المحتملة بشن عملية عسكرية على المنطقة.

وفود رفيعة المستوى

والثلاثاء، وصلت وفود رفيعة المستوى، من بينها زيارة السيناتور الأميركي ليندسي غراهام، إلى شمال شرقي سوريا، بعد جولة شرق أوسطية بدأت من تركيا للتوسط بينها و”قسد”، بالتوازي مع زيارة وفد من “التحالف الدولي” إلى كوباني ومنبج بريف حلب.

وضم وفد “التحالف الدولي” نحو 40 شخص من الأميركان والفرنسيين والبريطان وصل على متن 10 سيارات مطاحن منبج واجتمعوا مع قيادة “مجلس منبج العسكري” للتباحث بمستجدات المنطقة والتهديدات التركية بشن عملية عسكرية بأي لحظة هناك ومساءا تجولوا بمدينة منبج والتقوا الأهالي قبل أن يغادروا المنطقة.

ولم يصدر حتى الآن أي بيان أو تصريح لقوات التحالف عن هذه الزيارة ولا من “مجلس منبج العسكري”، فيما يعتقد المتحدث العسكري، أنها زيارة مثمرة ولها رسائل سياسية و عسكرية لعدة أطراف في الوقت الذي تتصاعد وتيرة التصريحات والتهديدات التركية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.