تشهد مناطق سيطرة إيران في محافظة دير الزور شرقي سوريا، تحركات يومية للميليشيات التابعة لها، عبر سعي متواصل لترسيخ وجودها بأساليب عدة، وخطة ممنهجة لتغيير ديمغرافية المنطقة، حيث بدأت ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني، خلال الأيام القليلة الماضية، بتدريبات مفاجئة لبعض قادتها وعناصرها، على استخدام الطائرات المسيرة في بادية التبني غربي مدينة دير الزور، دون معرفة أسباب هذا التدريب.

لكثرة الاستهدافات

مصدر مقرب من “الحرس الثوري”، فضل عدم كشف اسمه، قال لـ “الحل نت”، إن التدريبات التي بدأها “الحرس” لتعليم بعض قادته وعناصره على كيفية تحريك الطائرات المسيرة واستخدامها، تعد الثانية من نوعها خلال الأشهر الماضية، حيث أقام دورة مشابهة في شباط/فبراير الفائت، وشمل التدريب حينها عناصر من ميليشيات عدة (“حزب الله” ولواء “فاطميون” وحركة “النجباء”)، أفرادا وقيادات، لتعليمهم تحريك الطائرات المسيرة واستخدامها بشكل متقن، بعد كثرة الاستهدافات الجوية التي تعرضت لها مواقعهم من قبل طيران التحالف الدولي أو الطيران الحربي الإسرائيلي مؤخرا.

مضيفا أن ميليشيا “الحرس”، استقدمت مطلع الأسبوع الفائت، 15 طائرة مسيرة (إيرانية الصنع)، من مستودعاتها تحت قلعة الرحبة في بادية الميادين، إلى مكان التدريب الجديد في بادية التبني، وباشرت تجهيزات التدريب يوم الأحد، وانطلق صباح الثلاثاء التدريب فعليا. 

كما أن الميليشيا ذاتها فُرضت طوقا أمنيا على محيط بلدة التبني بشكل عام، لتأمين عملية التدريب، التي يشرف عليها الحاج سلمان (مسؤول الحرس الثوري في مدينة الميادين) والحاج عسكر (مسؤول الحرس الثوري في البوكمال) وفقا لذات المصدر.

عراقيل كثيرة

الصحفي عهد الصليبي، أفاد لـ “الحل نت” بأن ميليشيا إيران باتت تتمتع بقدرات نوعية على صعيد الطائرات المسيرة في كلا من العراق ولبنان، إلا أن الوضع مختلف تماما في سوريا لأسباب عدة أبرزها، سيطرة روسيا على المجال الجوي فوق المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، إلى جانب الضربات الإسرائيلية التي لا شك في أنها تلعب دورا كبيرا في عرقلة أي محاولة إيرانية لإدخال الطائرات المسيرة أو استخدامها.

 لافتا إلى أن التدريبات الأخيرة التي أقامتها ميليشيات “الحرس الثوري” في دير الزور، على استخدام المسيرات بالرغم من التحديات التي تواجهها، تدل على نجاح إيران في فتح ثغرة تمكنت من خلالها، وضع نواة لمشروع طائرات مسيرة في سوريا.

وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” نشرت، في تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي، تقريرا أشارت فيه إلى أن إيران “استغلت ثغرات في نظام ‏الرقابة العالمي سمح لها بنقل الطائرات المسيّرة إلى الميليشيات التي تدعمها”.

ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤولين عسكريين قولهم إن “إيران استطاعت مدّ الميليشيات ‏الموالية لها في سوريا واليمن ولبنان وغزة بتكنولوجيا الطائرات المسيّرة ‏مستغلة في ذلك الثغرات في نظام الرقابة على الصادرات العالمي، لإيصالها ‏للميليشيات من دون المرور عبر إيران”.‏

وتتعرض المليشيات التابعة لإيران في سوريا عامة ومناطق سيطرتهم في دير الزور خاصة، لقصف متكرر من طائرات التحالف وأخرى يُعتقد إسرائيلية، تًسفر في كل مرة عن مقتل وجرح عشرات العناصر، فضلا عن تدمير عتادهم.

وتتغلغل ميليشيات “الحرس الثوري” الإيراني والمليشيات الموالية لها في مناطق عدة في سوريا وتقاتل إلى جانب الجيش السوري.

وتأتي هذه الميليشيات من إيران عبر الأراضي العراقية مرورا بمحافظة دير الزور، التي تنتشر فيها المليشيات العراقية واللبنانية بكثرة وتسيطر على مساحات واسعة فيها.

وتعدّ محافظة دير الزور عموما ومدينة البوكمال خصوصا، ذات أهمية كبيرة بالنسبة لإيران، كونها صلة الوصل بين ميليشياتها المنتشرة في العراق وسوريا، وذلك لضمان وصول الإمدادات العسكرية عن طريق معبر “البوكمال – القائم”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة