مع تفاقم أزمة تركيا الاقتصادية، تتزايد أصوات من يقولون، إن “أحد أسباب الأزمة الاقتصادية في تركيا هم اللاجئين” في الوقت الذي تشهد فيه تركيا خلال الأسابيع الماضية تضخم ملحوظ في الأسعار وانخفاض في قيمة صرف الليرة التركية مقابل العملات الأخرى.

“يعملون بأجور رخيصة، لم يتركوا لنا عمل، لا يدفعون ضرائب، أصبحنا فقراء بسبب اللاجئين، تسببوا بارتفاع إيجارات المنازل” والكثير من العبارات الأخرى، باتت أجوبة لدى العديد من الأتراك عند سؤالهم حول أسباب الأزمة الاقتصادية في تركيا خلال المقابلات المرئية في أسواق وشوارع البلاد.

في السياق، تتواصل التصريحات من مسؤولين أتراك حول قيمة ما أنفقوه على اللاجئين السوريين في تركيا، ففي عام 2019، كان قد قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان: إن “تركيا أنفقت 40 مليار دولار على حوالي أربعة ملايين لاجئ سوري يعيشون في تركيا”.
https://www.youtube.com/watch?v=zk6pn91A_4E

ولحق هذا التصريح العديد من التصريحات التي صدرت من قبل سياسيين أتراك بعضهم يكاد لا يتوقف عن الحديث بعنصرية اتجاه اللاجئين السوريين كزعيم “حزب النصر” أوميت أوزداغ، الذي قال نيسان/ أبريل الماضي، إن “تركيا أنفقت 90،8 مليار دولار على السوريين”.
https://twitter.com/umitozdag/status/1512758856820170759

هذه التصريحات ساهمت بتأجيج خطابات الكراهية بحق اللاجئين السوريين، حيث رصد مراسل الحل نت في تركيا، عدة لقاءات حصلت في الشوارع مع مواطنين أتراك، كانوا قد ادعوا أن “السوريين سبب الأزمة الاقتصادية في البلاد”.

إقرأ:“مرتزق” سوري يروي قصة نقله من تركيا للقتال في ليبيا

مساهمات اقتصادية

لم يكن السوريين في تركيا سببا في أزمة البلاد الاقتصادية، حسب تقارير تصدر بشكل دوري وتتحدث بالأرقام عن مساهمة اللاجئين السوريين في اقتصاد البلاد في عدة قطاعات.

فيصل المحمد وهو لاجئ سوري يملك شركة تجارية في مجال الألبسة في غازي عنتاب، يقول لـ “الحل نت”: “على العكس تماما، السوريون ساهموا في اقتصاد تركيا بشكل ما، الأرقام وصلت لمليارات الدولارات، قسم كبير من السوريين الذين يقيمون اليوم في تركيا كانوا قد جلبوا معهم مدخراتهم من سوريا بالعملة الصعبة”.

ويكمل، “أيضا لا ننسى اعتماد تداول الليرة التركية في مناطق شمال غربي سوريا، فضلا عن تصريف المنتجات التركية في شمال سوريا”.

ورغم الادعاءات المتكررة ووضع تواجد اللاجئين السوريين في تركيا بين أسباب الأزمة الاقتصادية في البلاد، لكن الأرقام توضح عكس ذلك، حيث أكدت وسائل إعلام تركية، بداية العام الحالي، أن استثمارات رجال الأعمال السوريين في تركيا تجاوزت الـ 10 مليارات دولار أمريكي.
https://www.turkiyegazetesi.com.tr/ekonomi/816265.aspx

ولا توجد أرقام دقيقة حول مساهمات السوريين في اقتصاد البلاد، فهناك شركات باتت اليوم مسجلة ضمن قوائم الشركات التركية بعدما نال أصحابها الجنسية التركية.

قد يهمك:هل تُحرّك تركيا عملية عسكرية في تل رفعت ومنبج؟

ما علاقة السوريين؟

الكثير من الأتراك يربطون سبب الأزمة الاقتصادية بتواجد اللاجئين السوريين، فيما هناك تقارير وأبحاث تتحدث عن مساهمة السوريين في الاقتصاد التركي.

المواضيع التي تثار بشكل مستمر تنحصر في عمل بعض اللاجئين السوريين مقابل أجور رخيصة وبدون وجود إذن عمل، إضافة إلى أزمة السكن التي يربط العديد من الأتراك ارتفاع أسعارها بسبب السوريين رغم أن الغالبية العظمى من أصحاب هذه المنازل هم أتراك.

ومع أن هناك أرقام توضح مساهمات السوريين في تركيا إلا أنه لا يزال تصويرهم على أنهم سبب الأزمة الاقتصادية وانتشار البطالة في تركيا، حسب ما يراه لاجئون سوريون في البلاد.

إقرأ:خيارات سفر جديدة للسوريين بعد تضييق تركيا والدول العربية والأوروبية

الجدير بالذكر، أنه لا توجد أرقام دقيقة لقيمة استثمارات السوريين في تركيا لكن أوضحت إحصاءات عديدة صورا من حجم هذه المساهمة، من بينها وجود ما يزيد عن 13 ألف شركة يملكها سوريون، وفق وزارة التجارة التركية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.