اتهامات لرجل الأعمال المعروف “أبو دلو” بالاستيلاء على عقار كامل وسط مدينة القامشلي، شمال شرقي سوريا، عبر تزوير سندات بيع ملكية.

ورفعت عائلة مسيحية في مدينة القامشلي دعوى قضائية على “أبو دلو” بتهمة غصب عقار والتعدي على أملاك الغير أمام محاكم الإدارة الذاتية.

وحصل موقع “الحل نت” على نسخة من بيان أصدرته عائلة إسحق أفرام في مدينة القامشلي، الخميس الفائت، تتهم فيه رجل الأعمال فؤاد (أبو دلو) بالاستيلاء على بناء كامل في وسط مدينة القامشلي عبر عقود بيع مزورة.

وأوضحت العائلة تعرضهم للتهديد والتعدي على أملاكهم من قبل المدعو “أبو دلو”، مطالبين “محاكم الإدارة الذاتية بحقيق العدالة”.

تواطؤ موظفي الدولة

مصدر مقرب من عائلة أفرام في القامشلي، قال لموقع “الحل نت”، إن “أبو دلو يقوم بالاستيلاء على عقارات عائدة لمغتربين معظمهم من المسيحيين في مدينة القامشلي عن طريق تثبيت عقود بيع مزورة بالتواطؤ مع بعض موظفي الدولة في السجل العقاري وبلديات الحكومة في القامشلي والحسكة”.

ويلجأ أبو دلو بحسب المصدر المقرب من العائلة المسيحية إلى “نقل العقارات إلى أملاكه عبر نقل ملكية العقار على أساس عقود بيع مزورة بين عدة أشخاص بشكل متسلسل قبل نقل ملكية العقار إليه”.

وأضاف المصدر أن “أبو دلو استغل غياب عائلة إسحق أفرام عن البلاد وقام بنقل ملكية كامل البناء إلى نفسه بالرغم من أنه فقط مستأجر للمحال في الطابق الأول والمعروفة باسم محلات (LAVIN) للألبسة النسائية”.

وأشار المصدر إلى أن “أبو دلو قام بسجن شخص يدعى (يعقوب) كان يعمل في الطابق السفلي من العقار المستولى عليه في الشارع العام وسط مدينة القامشلي بتهمة كسر أقفال المحلات.

بينما لم تدل “قوى الأمن الداخلي” (الأسايش)، بأي بيان ولم يحصل موقع “الحل نت”، على أي تعليق من مسؤولي “الإدارة الذاتية”، فيما أكد مصدر مطلع بأن التحقيقات جارية عبر لجان في القضية دون الإدلاء بتفاصيل أخرى.

تزوير سجلات وهويات موتى

المصدر ذاته اتهم “أبو دلو” بتزوير سجلات مدنية وهويات موتى، وقال إنه قام قبل نحو عام، عبر وكلائه بتزوير هوية السيدة نازه بنت ابراهام المتوفية منذ 20 عاما في دولة السويد.

مضيفا أنه يشتري ذمم بأمواله، وكشف بأنه استطاع عبر صاحب مكتب عقاري بعد تقديم ثبويات وسندات ملكية وإبراز حالة الوفاة للسيدة (نازه) باسترجاع عقارها الكائن بالقرب من مدرسة “حاتم الطائي” في الحي الغربي من مدينة القامشلي.

وأوضح المصدر أن هذه التجاوزات تحصل في السجلات المدنية الحكومية في مدينتي القامشلي والحسكة عبر موظفي الدولة من خلال تزوير بيانات السجلات.

بدوره قال مصدر آخر في مدينة الحسكة، لموقع “الحل نت”، إن الحكومة ألفت القبض على محامين وموظفين لها في محاكمها بمدينة الحسكة، بعد كشف سجلات مزورة لعقارات وأراض بريف الحسكة الشمالي.

فيما قال محام في محاكم الحكومة بمدينة الحسكة، إن التزوير قد يحصل في السجلات العقارية بعد تبديل الصور الأصلية بأخرى مزورة في مراكز سجلات الأحوال المدنية (النفوس) التابعة للحكومة في مدينتي القامشلي والحسكة.

من هو “أبو دلو”؟

فؤاد محمد جميل هساري، والمعروف بـ “أبو دلو” نسبة إلى نجله الأكبر دلو والذي يدير شركة “خيرات الجزيرة” و”الحافظ للصرافة والتحويل” وهي من أكبر الشركات في سوريا.

وكان يعمل نقل أمتعة القادمين من تركيا إلى سوق مدينة القامشلي وإلى المدن والقرى المتاخمة لها، وفق مصدر محلي في مدينة القامشلي.

ووفقا لبعض المصادر، يملك “أبو دلو” الآن فقط في مدينة القامشلي أكثر من 450 عقارا أي ما يعادل ملايين الدولارات، بالإضافة الى ممتلكات في إقليم كردستان العراق وخاصة في محافظتي أربيل ودهوك.

ويعرف فؤاد هساري (أبو دلو) بـ “رامي مخلوف القامشلي” بسبب ثرائه الفاحش ونفوذه الاقتصادي والأمني الواسع والذي يسهل له أعماله في المنطقة واحتكاره واستغلاله للعديد من الأزمات لزيادة ثروته.

ويتهم تجار وأصحاب محال في القامشلي، بوقوف “أبو دلو” خلف العديد من الأزمات التي شهدتها المنطقة “عبر تحكمه باستيراد مادة السكر والزيت بتواطؤ متنفذين في حكومة دمشق ومسؤولين في الإدارة الذاتية”.

وقدم “أبو دلو” لـ “لإدارة الذاتية” في العام 2020 فندقا يملكه قيد التجهيز لتحوله الأخيرة إلى مشفى كورونا (مركز چيان – كوفيد 19) في القامشلي، بدعم من الخارجية الأميركية التي أعلنت لاحقا منح القطاع الصحي في “الإدارة الذاتية” أربعة ملايين دولار لمواجهة تفشي الوباء.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.