العراق يسجل حضوره في القمة الإقليمية بالسعودية.. الأسباب والنتائج

مع اقتراب موعد القمة الإقليمية المنتظرة في السعودية بحضور الرئيس الأميركي، جو بايدن، سبكون العراق من بين الدول المدعوة للمشاركة بها، بشخص رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي.

القمة التي تجمع زعماء دول الخليج، ومصر والأردن بحضور بايدن، الأسبوع المقبل، ستبحث ملفات عديدة، سياسية وأمنية واقتصادية، معظمها تهم المنطقة، لكن ما أسباب مشاركة العراق فيها، وما النتائج المتوقعة من تلك المشاركة؟

دعم للكاظمي

يقول المهتم بالشأن السياسي العراقي، عمر الطائي، إن دعوة العراق للمشاركة بالقمة الإقليمية، سببها الأساسي العلاقات الخاصة والشخصية لرئيس الحكومة، مصطفى الكاظمي، بولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وحكام الإمارات.

الطائي يضيف لـ “الحل نت”، أن الكاظمي منذ تسنمه رئاسة الحكومة العراقية، اعتمد بشكل أساسي على العلاقات الخارجية للعراق وتطويرها مع جل الدول الإقليمية وأميركا، لتسعفه على نيل الثقة الدولية به.

نجح الكاظمي بدوره الخارجي، ودعوته للحضور بقمة الرياض، هي رسالة دعم له من قبل واشنطن والدول الخليجية والقاهرة وعمّان، بأنها مع التجديد له لرئاسة الحكومة العراقية المقبلة؛ لأنه لعب العديد من الأدوار الخارجية التي منحته الثقة به، وفق الطائي.

كان الكاظمي، الشخصية الأساس في تقريب وجهات النظر بين إيران والسعودية بعد 5 أعوام من القطيعة الدبلوماسية بينهما، ونجح في جمعهما بعدة قمم في بغداد، وتبلور تحركه بقرب إعادة افتتاح سفارات طهران والرياض في البلدين.

كذلك، استطاع الكاظمي، تكوين حلف ستراتيجي اقتصادي ثلاثي بين العراق والأردن ومصر، وعقدت قمم ثلاثية في في بغداد وعمّان بخصوص ذلك، ناهيك عن قمة بغداد، التي حمع بها طهران وأنقرة ودول الخليج وباريس ومصر والأردن.

تلك النجاحات على مستوى العلاقات الخارجية، رافقها زيارة أولى من قبل الكاظمي إلى واشنطن بعهد الرئيس السابق دونالد ترامب، وثانية بعهد الرئيس الحالي بايدن، نتائجها إنهاء المهام القتالية للقوات الأميركية في العراق وتحويلها إلى مهام استشارية، ناهيك عن تعضيد التعاون الاقتصادي بين البلدين.

الاستثمارات الخليجية

السياسة الخارجية التي اعتمدها الكاظمي تلك، كانت وراء دعوة العراق إلى حضور القمة الإقليمية المرتقبة في السعودية، تحمل رسالة اطمئنان إلى الكاظمي أولا بدعمه لحكومة جديدة، وإلى بغداد بأنها ليست بمعزل عن الدول الإقليمية وواشنطن، حتى وإن امتلكت علاقات جيدة مع طهران.

من الملفات التي ستطرح في القمة بما يخص بغداد، ملف الاستثمارات الخليجية في العراق، كما يقول الطائي، إذ من المتوقع أن يتم دعم بغداد لتنفيذ ذلك الملف من قبل الدول الحاضرة في القمة ومنها واشنطن.

كانت بغداد، فتحت أبوابها للاستثمار الخليجي فيها، ومنها استثمار السعودية في الأنبار وبادية السماوة، بما يخص ملف الزراعة، لكن لا نتائج ملموسة بعد لذلك الاستثمار؛ بسبب اعتراض بعض القوى السياسية العراقية الموالية لإيران.

وتعد بغداد رئة طهران الاقتصادية، فالأخيرة تصدر جل منتوجاتها الزراعية والغذائية والصناعية إلى بغداد التي بلغ تعاونها التجاري مع إيران قرابة 15 مليار دولار في عام 2021، وبالتالي أي تحول عراقي للاستثمار الاقتصادي مع دول أخرى سيؤثر على الاقتصاد الإيراني.

ومن المتوقع، أن يأتي الدعم من قبل الدول الحاضرة في القمة الإقليمية المرتقبة لملف الاستثمارات الخليجية في العراق، من أجل تحويله إلى أمر واقع، لتحجيم النفوذ الإيراني في الداخل العراقي، وتضييق تنفسها الاقتصادي عبر أهم دولة مستوردة منها.

ملف الطاقة

ملف آخر سيكون حاضرا في القمة الإقليمية، بحسب الطائي، وهو ملف النفط والغاز، وتأثر الأسعار العالمية بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، وتراجع إمدادات الطاقة إلى أوروبا نتيجة العقوبات التي فرضتها على موسكو التي كانت تصدر الطاقة إلى الغرب.

ويختتم الطائي، أن ذلك الملف هو الأخطر ستراتيجيا ضد إيران والحلف الذي تنتمي له من روسيا والصين، خصوصا وأن بغداد أهم الفواعل في الملف؛ لأنه يتم التخطيط لتفعيل العراق، كي يكون بديلا عن روسيا بنقل الغاز وتجهيز الطاقة إلى أوروبا من قبل بغداد.

ويصدر العراق نحو 4 مليون برميل نفط يوميا إلى الخارج، ويخطط إلى تصدير 8 مليون برميل يوميا بحلول عام 2027، وفتح طرق لإمداد النفط والطاقة إلى أوروبا عبر إقليم كردستان وتركيا.

ومن المفترض أن يصل بايدن إلى الرياض في 15 تموز/ يوليو الجاري، ويلتقي في اليوم الأول بالملك السعودي سلمان بن عبد العزير، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وفق بيان للديوان الملكي السعودي.

وسيشهد اليوم التالي، 16 تموز/ يوليو الحالي، حضور الرئيس الأميركي قمة مشتركة، دعا إليها “خادم الحرمين الشريفين”، قادة دول مجلس التعاون الخليجي، وملك الأردن عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة