في الوقت الذي يترقب فيه العالم وصول الرئيس الأميركي جو بايدن إلى السعودية للمشاركة في القمة الإقليمية، كشف مظهر محمد صالح، المستشار المالي لرئيس الوزراء العراقي، ثلاث ملفات مهمة سيفتحها رئيس الحكومة العراقية في القمة التي ستعقد بمدينة جدة.

صالح قال في تصريح لوكالة الأنباء العراقية “واع” اليوم الجمعة، وتابعه موقع “الحل نت”، إن “في اعتقادي لا يوجد اليوم ملف يفوق ملف استراتيجية الأمن المائي والغذائي للعراق كمتلازمة وجودية وتساهم في أمن الغذاء في العراق ومن ثم العالم”.

وأضاف، أن” ملفي الغذاء والمياه ستكون لهما الأولوية في طروحات العراق بالقمة لكونهما يتعلقان بحياة الشعب العراقي ولا يعلوهما أي ملف آخر”.

في حين أن” سياسة الطاقة العراقية كذلك تمثل أساسا حيويا في استقرار احتياجات ماكينة الحياة الاقتصادية في العالم، على الرغم من أهميتها كرافعة مالية لتمويل التنمية الاقتصادية في بلادنا”، بحسب صالح. 

اقرأ/ي أيضا: الكاظمي يطلب من واشنطن الصبر لنزع السلاح المنفلت بالعراق

ملف الطاقة 

كما أشار أيضا، إلى أن “الدفاع عن استدامة موارد الطاقة وضمان تدفقها في التجارة العالمية لا يقل أهمية عن مسألة الدفاع عن استدامة الحياة في العراق، ومعهما استدامة تدفق المياه وتعزيز الزراعة والغذاء وضمان أمنهما لبلاد يزيد عدد سكانها على 40 مليون مواطن”.

مستشار الكاظمي، لفت إلى أن “ضمان أمن المياه يعني ضمان أمن الغذاء للعراق وللعالم في آن واحد، وهما متلازمة وجودية وإستراتيجية يسعى العراق في تحقيقها والدفاع عنها بقوة”.

ويشارك رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، في القمة التي ستعقد في مدينة جدة يوم غد السبت، بحضور ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز، الرئيس الأميركي جو بايدن، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ملك الأردن عبد الله الثاني، وقادة من مجلس التعاون الخليجي.

ونظمت القمة بمناسبة زيارة بايدن إلى السعودية، في أول رحلة خارجية له إلى الشرق الأوسط منذ توليه منصبه في كانون الثاني/يناير 2021، بدأها الأربعاء بزيارة إسرائيل.

اقرأ/ي أيضا: العراق يسجل حضوره في القمة الإقليمية بالسعودية.. الأسباب والنتائج

العراق وسياسة المحاور

أمس الأربعاء، ذكر بيان للحكومة العراقية، أن الكاظمي قرر المشاركة في القمة لـ”مناقشة قضايا الطاقة، والأمن الغذائي، والتحديات البيئية، ورسم خطوات التعاون، والشراكة، والتنسيق المشترك إزاء هذه القضايا المصيرية التي تعاني منها شعوب المنطقة جمعاء”.

وأضاف البيان أن تلبية العراق تأتي بناءً على دعوة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وأن المشاركة في هذه القمة “استمرار لالتزام الحكومة منهج تطوير العلاقات الدبلوماسية، وحرصها على حفظ مكانة العراق الدولية، مع التمسك بمبدأ الاعتدال، وحفظ التوازن، والابتعاد عن سياسة المحاور والتحالفات”. 

ويأتي إعلان الكاظمي المشاركة في القمة التي تستضيفها السعودية مع رفض سياسي واسع للقوى الحليفة لإيران في بغداد، التي طالبت الكاظمي بعدم المشاركة فيها، معتبرة أنها تدخل ضمن سياسة المحاور ضد إيران.

وبعد قليل من الآن يغادر رئيس الحكومة العراقية متوجها إلى السعودية لحضورة القمة الإقليمية – الأميركية، وقال قبل مغادرته في مؤتمر صحفي، إن العراق لن يكون اليوم أو غدا ضمن أي محور أو تحالف عسكري، كما أن العراق لنيكون منطلقا لتهديد أي من دول الجوار.  

التوازن هدف عراقي

وأضاف أن، سياسة العراق تصفير المشاكل وتحقيق التوازن في العلاقات، وشعارنا العراق أولاً وسنستمر بهذا التوجه خدمة للشعب العراقي، مبينا أن، مؤتمر جدة لن يناقش موضوع التطبيع مطلقا، فيما أشار إلى أنه، سيبحث مع بايدن ملف الاتفاقية الاستراتيجية في جوانب الصحة والاقتصاد. 

يأتي ذلك بعد أن التقى الكاظمي نهاية الشهر المنصرم في جدة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ضمن جولة هدفت إلى تقريب وجهات النظر بين طهران والرياض.

وبحسب بيان صدر عن المكتب الإعلامي للكاظمي، فإن الجانبين “بحثا أهمية تطوير العلاقات الثنائية بما يحقق مصالح شعبي البلدين، كذلك ناقش الجانبان عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وجهود ترسيخ السلام والتهدئة في المنطقة”.

وقبل قليل، استقبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الرئيس الأمريكي جو بايدن فور وصوله إلى قصر السلام في جدة.

اقرأ/ي أيضا: بوتين في طهران الأسبوع القادم.. ما علاقة العراق؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.